طباعة
المجموعة: الكاتب احسان وفيق السامرائي
الزيارات: 1235

ألتفُ حول جَسَدي -

مثلُ أفعى جائعة!     
وكأني أدرسُ خارطةَ تفاصيلِهِ -

لأولِ مرة، كأني أكتشفُ زواياهُ وأركانهُ                
وكأني كُنتُ غريباً عَنهُ طِوالَ: 44 سنة                
أجدُ : صحراء -

سهلٌ وجبل
أجدُ : غاباتَ -

لهيبٍ مجنون
وأجدُ : ينبوعَ كلماتٍ وشلالٍ -

يهدرُ بما لا أعرف
أجدُ : أحلاماً -

مُرتبةٍ على رفوفٍ بيضاء تنتظرُ: الغيبَ

أجدُ : الأفَ النساء - يفعلنَ ما يشتهين
وأجدُ ما يشبهُني - جالسٌ على صخرة،
يَعدُ : نجومَ الظهيرةِ، ويكتبُ، اسماء،

من يُلقونَ بالتحيةِ عليه، 
ملوكٌ وصعاليك، غجرياتٌ وأشباح- يُعمدَهم بالحكمةِ والشِعرِ،

وأجدُ، في أقصى اليمينِ - من خارطةِ جَسَدِي : 
طِفلٌ ، يلهو بطائرةٍ ورقية -

قُربهُ امرأةٌ: تَنسجُ أحلامَها

ينقطعُ الخيط -

تهربُ الطائرة، في فضاءِ: غاباتُ صدري،
تتعلَقُ بأقصى الجهةِ اليُسرى مني،

قريباً وجداً من قلبي
أذهبُ إليها -

لأُعيدها لِذاكَ الطفلِ: أسمعُ همهمة
أفتحُ قلبي -

أجدُ: امرأة َكُرةِ الصوفِ، نائمة ٌ تَحلمُ بي، وسادتُها: نبضي

أخُذُ الطائرة َ -

أجدُ فيها: وجه المرأةِ والطفلِ
المرأة ُ : تَبتَسمُ لي
والطفلُ : يضحكُ، من - براءتي
أقلبُ وجهَ الطائرةِ
أرى فيها : معركة ًحامية،

بين الملوكِ والصعاليكِ -

الغجرياتُ والأشباح
أنظرُ إليهم جيداً : كُلهم أنا - يا ويلي

أُعيد الألتفافَ حول جسدي
عكسَ سيرتي الأولى: هارباً
أجدُ نفسي: 
أجلسُ في الشرفةِ، ماسِكاً قلمي وأنا أكتبُ هذا النص
وطائرَة ٌ ورقية: حطت على الشرفةِ -

إنقطعَ خيطُها للتوِ من يدِ طفل،

كان يلهو بها وقطة ٌ قُربي:
تلهو،

بكُرة ٍ من الصوف.