شعرت بالصدمة المرعبة وانا اتابع مشاهد مثيرة لتسليم جثامين الشهداء لذويهم بطريقة مهينة، وزاد من فزعي تعليق مقدم البرنامج المبدع عدنان الطائي فكان يصرخ من اعماقه ويشير لخزي الحكومة وعار مجلس النواب وتفاهة قيادات هذا الزمان.. التي رخصت قيمة الانسان (الحي والشهيد )ولم يعد يساوي قيمة اتفه سلعة في سلة النفايات ومزابل العراق الديمقراطي.!
والغريب ان العبادي يعلن النصر والاحتفالات ولاباس بذلك وبالتاكيد انها ستكلفنا الملايين ربما المليارات مقابل رفع الشعارات وتوزيع الشهادات والدروع وكلها مع الخطب الرنانة تتحدث عن مجد الشهداء وتعترف بدورهم في صنع النصر الذي عجزت عنه دول كبرى، ولكننا نتسال مع الطائي هل يكرم الشهداء بنقل جثامينهم بشاحنات واجبار ذويهم الانتظار بالشمس الحارقة لساعات طويلة وايام غير محددة لاستلام جثمان الشهيد بدون كفن وعلم..؟.
فهل عجز القائد العام بكل اجهزته ومستشاريه وفيالق موظفيه وسلطاته من ايجاد اليه تحترم حقوق الانسان واولهم الشهيد بايجاد دائرة مراسم خاصة تعتني بالجثمان وتلفه بعلم الوطن وتستقبل ذويه بطريقة لائقة في مكان مكيف يسهر عليه اشخاص اصحاب خبرة في هذا المجال؟
بصراحة ما شاهدنه وعانيناه شخصيا يعبر عن فشل ذريع ونفاق اكيد نمجد الشهيد في الخطب والبيانات ونهينه بافعالنا وسوء ادارتنا، والغريب ان الجهات ذات العلاقة انشغلت بالجبناء الذين فروا من ارض المعركة والقوا اسلحتهم وتصدر عنهم العفو وتعيد لهم مرتباتهم وامتيازاتهم وامثالهم عبر تاريخ كل الحروب ينالون اقسى العقوبات ولايحلمون باي امتيازات.. هكذا نكرم من هرب من المعركة ونهين من قدم دمه للوطن ليحقق النصر كي يتفاخر فيه الفاشلون قادة الصدفة والمحاصصة اللعينة.
شكرا للزميل عدنان الطائي واخرين جندوا كل طاقاتهم ومهاراتهم الاعلامية لقضايا الوطن والانسان وليس للاثارة الرخيصة وللاجندات المرسومة، بل العكس انهم يغردون للوطن خارج ارادة اصحاب الفضائيات وخطوطهم الحمر ويعرضون انفسهم للمخاطر وهم يعرفون جيدا ان العراقي يضحي لدرجة الاستشهاد ويقبض الامتيازات النواب ومنتسبي حكومة المحاصصة ومستشاريها واغلبهم من الاميين والهاربين من الخدمة العسكرية..!