طباعة
المجموعة: الكاتبة ميرنا عبدالحميد الشعار
الزيارات: 1557

ترامب - رجل اللحظة – رجل العصر

حلو وكذاب (بناء على دراسة قدمتها ال (Politico)

جلسنا نرتشف قهوتنا ونتحدث كالعادة في السياسة، وبالرغم من المسافات الجغرافية الهائلة بين استراليا ولبنان إلا اننا وجدنا انفسنا تلقائياً نتحدث عن لبنان ومنه – طبعاً - عن امريكا ودورها في الشرق الاوسط، والانتخابات الرئاسية القادمة.

قلت لصديقي، بالرغم من عزيمة وقوة وخبرة هيلاري كلينتون في الحقل السياسي والتضحيات الكبيرة التي قدمتها حتى من كرامتها ومن مبادئها وشرف اخلاقها الا انها لن تربح وسيكون ترامب هو الوجه الذي يعكس وجه امريكا الحقيقي العنصري بأغلبيته، وراهنت صديقي على ذلك ايضاَ ووافق، خصوصاً ان الرهان كان مغرياً للغاية، تراهنا على حلوى الكنافة.

ويعود تكهني هذا لعدة اسباب ومنها:

يُعتبرترامب كاذباً اكثر من هيلاري، وهذا بناءً على تصريح ادلت به الCNN في 26 سبتمبر/ايلول 2016، مبني على دراسة اجرتها مجلة بوليتيكو Politico اثبتت فيه انه يكذب مرة كل ثلاث دقائق و15 ثانية بينما تكذب كلينتون مرة كل 12 دقيقة وظهرت نتائج الدراسة من خلال تحليل كل تصريح أدلى به الاثنين طوال خمسة ايام متواصلة من التصريحات. يعتبر هذا الكذب جذاباً للكثير من الامريكيين خصوصاً وان شخصية ترامب فيها ما يشبه الكثير من الامريكيين من تشبيح وعنجهية وحب المال والعنصرية.

هيلاري مكروهة بسبب سياساتها التقسيمية فهي معروفة بسياسة فرق تسد وانها استخدمت ايمايلها الخاص في حقل عملها في وزارة الخارجية مما أساء الى سمعتها واضاف شكوكاً حول نواياها الحقيقة ولو انها اعتذرت اليوم في مناظرتها الاولى الرسمية بمواجهة ترامب وصرحت انها قد أخطأت ولو دار الزمان بها لما فعلت هذا الا ان هذا لا ينفي ما حصل ولأي وسايل لجأت كي تحقق مكاسبها.

العنصرية العالمية تجاه المسلمين المتهمين بالارهاب تجعل من ترامب رجل الساعة والرجل البطل الذي سيحدّ من هجرة المسلمين الى البلاد وتُحل ساعتها كل مشاكلهم. عنصرية الامريكيين تجاه المسلمين تشبه ما يحدث لنا في أستراليا ايضاً وقيام بولين هانسون من الركود السياسي لمدة سنوات وعودتها القوية الى الساحة الاسترالية بسبب جهوزية معظم الشعب الاسترالي لتلقي خطاباتها العنصرية والتي توجهها اليوم ضد المسلمين عشوائياً وبدون دليل، وايضاً بسبب المناخ العام الذي يروج ويسوق فكرة اقتران الارهاب بالمسلمين وانهم –اي المسلمين- هم المجرمون والمحرضون على الشر والفاسقون والفاجرون ورمز التخلف والجهل وعنوان الارهاب وهم الخطر العالمي الجديد الذي من اجله يجب استحضار كلCowboy وكل Australian redneck كي يتحدوا ويحاربوا سوية الارهاب المكنون في الاسلام والمسلمين.

فبينما ترامب يستخدم العنصرية ليُطمئن الامريكيين، كلينتون يتم الكشف عن مستندات لها تُثبت انها كانت تمول منظمة داعش الشيطانية المأساوية والتي لا تمت لا لعقل ولا لمنطق ولا لأي شرع من شرائع الله بصلة.

يلعب ترامب على وتر الحروب التي قادتها القيادة الامريكية في الشرق الاوسط والخسائر المادية –حسب ادعاؤه- التي تكلفها الامركيون ان كان من جهة المال او من جهة الارواح وقال ان امريكا وناسها لا يريدون حروباً وهذا يروق للامريكيين الذين تعبوا من اشتراكهم في حرب يرونها بنظرهم انهم لا ناقة لهم ولا جمل بها.

حالة كلينتون الصحية. ليس سراً تعرض كلينتون لازمات صحية متتابعة ودخولها المستشفى للعلاج مرتين مؤخراً وكانت حالاتها ليست بالبسيطة.

شئنا ام أبينا، هذا يزعزع من قدرة الناس على تصديق انها امرأة قوية وقادرة على متاعب المنصب وانها لن تنهار بسهولة. من جهة اخرى يبدو ترامب انه يتمتع بصحة جيدة نفسياً وجسدياً خاصة وان كلينتون بانت في عدة مناسبات وكأنها تفقد اعصابها مما يضطرها الى رفع صوتها الذي كان يبدو هزيلاً ويعمل جاهداً كي يثبت ان صاحبته سليمة نفسياً وجسدياً.

ستظهر لنا الايام ما كانت تخفيه وسنرى من سيقدم الكنافة انا ام صديقي، مع العلم اننا حتماً سنشترك سوية في التمتع بأكلها مع فنجان قهوة عربية لذيذ ونضحك مرة اخرى على الدنيا وناسها وسياسيها المنافقين.