طباعة
المجموعة: الكااتب عباس داخل حسن
الزيارات: 2470

الشاعر الدكتور جراح كريم الموسوي صدقنا قولا حينما قال "من صافح سياسيا يجب عليه غسل الميت.. الاحوط وجوبا".

هذه حقيقة بات الشعب والساسة انفسهم يعرفونها انهم اموات ولايملكون اي مشروع سياسي وما هم الا ادوات ودمى تحركها الدول الكبرى والاقليمية. انهم من قبل لعب هذه الادوار مقابل المال والسلطة وتخلوا عن كرامتهم وشرفهم الوطني والانساني. لايوجد مواطن على وجه الخليقة الا ويعتز بهويته وانتماءه الوطني قبل الدين والعرق والحزب رغم اننا نعيش في دول "كوسموبوليتية" بسبب العولمة اليوم تتكون من جميع الاعراق البشرية، لكن تبقى الهوية الوطنية لسكان تلك البلدان خط احمر ومقدس الا في العراق بات المذهب والطائفة والدين والعشيرة والحزب هو الهوية، ان القانون العراقي الجديد يسمح للخونة والجواسيس ومزدوجي الجنسية وذوي الارتباطات الخارجية بالعمل في مفاصل الدولة الامنية والسيادية وهذا لم يوجد في اي بلد من بلدان العالم على مر التاريخ.

من هنا تشكل في العراق مشهد خرافي يبعث على القرف بعد الاحتلال الامريكي لايمت للواقع بقيد انملة، مشهد كانه مسرحية عبثية وفنتازيا قذرة غير متخيلة ساقطة اخلاقيا بسبب الاحزاب الحاكمة التي تنقلب على خطاباتها مئة مرة في اليوم وتخادع وتنهب وتقتل دون ان يرف لها رمشا.

اصبح العراقي يكابد ويعيش خيارات احلاها حنظل بسبب غياب المشروع الوطني حتى عند المتظاهرين الذين ياتمرون لاحزاب وقيادات حيرتنا بتخبطها وضبابيتها وخداعها وضيع انصارها المشيتين.

بات عسير علينا ان نثق او نؤيد اي موقف لسياسي عراقي في ظل الازمة التي تشدد سوادا وتشرذما يوم بعد اخر . في ظل هذا الفضاء المرعب الذي لم يعد الناس يثقون بمن يعيد الامور الى نصابها ولو بالحد الادنى رغم بؤوس الحال والاوضاع التي تعيشها البلاد والعباد

كل هذا وبعض الكتل تتغنى بوثائق الشرف التي ما عدنا نتذكر كم مرة عقدوها وتحللوا منها ودفنوها قبل ان ان يجف حبرها ليخرجوا لنا بمبادرات اشد قبحا وفجاجة من تلك الوثائق.

كل هذا يحدث بسبب ان الضمائر والغيرة قد ماتت عندهم وماعاد يهمهم شيء سوى ملء جيوبهم والاستحواذ على ما تبقى من ثروة، فاصبحوا اموات في نظر الشعب واسيادهم او اصبحوا نفايات نتيجة عمالتهم لايران وقطر وتركيا وامريكا والسعودية والمثل الامريكي يقول:"ان العميل كمنديل الكلينس في الفترة الاولى في جيب القميص قرب القلب.. وفي النهاية يخرج من جيب القميص لتمسح به الحذاء ويرمى في سلة النفايات" الشواهد عراقيا كثيرة .

منع اياد علاوي ايرانيا والمالكي امريكيا ويبقى سليم الجبوري بارادة امريكية – ايرانية رغم اقالته من البرلمان ويبقى كذلك رئيس الوزراء حيدر العبادي. ورغم ان كل ساسة العراق لايملكون اي مشروع وطني او استراتيجية لحكم البلد الا انهم باقون ولا يتوانوا عن تصدير الخداع للجماهير ليل نهار الى ماشاء الله مستخدمين كل الوسائل من تسقيط واتهام ومال سحت ومليشيات قذرة ومساندة من الخارج.

في كل مرة نقف مع من يقف مع الشعب والمهمشين ولا نخجل ان نمدح مبادراته وخطواته لكن تجربة 13 عام اثبتت ان الطغمة الحاكمة في العراق ومن يقف خلفها طغمة من المنحرفين عن الشرع والقانون والعدالة ولاحياة لهم ويزدادون طغيانا وطائفية لتقسيم الشعب وهم متفقون فيما بينهم. في هذه اللحظة المفصلية الراهنة لم نتورع بوصف اي شخص يثق بهم اما احمق او مجنون او من اكلة فتات الموائد. لايختلف اثنان على العدالة والحق واحترام كرامة الانسان، ماذا فعلوا هؤلاء من اجل هذه القيم دون استثناء. اذكروا لنا حزب او تيار لايملك لجان اقتصادية طيلة 13 عام؟.

ان مايجري من فضائح واتهامات بين تلك الكتل هو خارج سياق القانون والعدالة وخارج سياق التاريخ هو اقتتال من اجل النفوذ والمال والتخادم مع الاجنبي "صراع مافيات".

اذا بقي الشعب يصدق ما يسمى العملية السياسية فهو شعب واهم يسير نحو الهاوية بمحض ارادته ومن ظن ان يخرج منقذ من هذه العملية الميتة سياسيا ووطنيا وفكريا فهو واهم..

يكفينا خداعا وتلاعب بالالفاظ وتاويلات المحكمة الاتحادية التي تفصل على الكتل السياسية فقط من دون الشعب هؤلاء اصبحوا في عداد الاموات بنظر الشعب وعليه كلما صافحهم لسبب او اخر ان يغسل غسل الميت وسيصبحون اوراق "كلنكس" بالتناوب حسب الاستعمال من اسيادهم والمؤلم ان البعض يصدق خداع هؤلاء الذي لا آخر له.