طباعة
المجموعة: الكاتب عبد الزهره زكي
الزيارات: 1065

تركت زملائي ذاهلين فقد عدت مسرعاً من دون أن يعرفوا شيئاً عن داعي انسحابي المفاجئ منهم وعودتي إلى المدخل.

على الحزام الناقل في جهاز الفحص لا أثر للابتوب.

بقيت حائراً ومذهولاً بين انزعاجي من هذا النسيان وبين خشيتي من أن يكون وضعي داعياً لشكٍّ محتمل من رجال الأمن إزاء مسافر قادم من الشرق الأوسط العربي المسلم ومن العراق تحديداً، إنه حذرٌ لابدّ منه في أي مكان أكون فيه خارج بلدي، وهذا ما يقتضيه اختلاف الثقافات ناهيك عن طبيعة ظروف العالم المعاصر الأمنية وما تتطلبه من اجراءات مراقبة مرئية وغير مرئية.

وفعلاً بدا أن شرطية أمريكية تنبهت لعودتي ثم حيرتي فاقتربت مني مستفهمةً، لم تعبّر ملامحها عن أي انفعال متعاطف أو متشكك، كانت مشاعرها، كما عبّرت عنها قسمات وجهها، محايدة تماماً، وكان هذا سبباً آخر في تفاقم قلقي وانزعاجي.

شرحت لها موقفي فالتفتت نحو الشريط، وقبل أن ترد قلت لها:

تركتني وانصرفت بعدما أشارت لي على شرطي كان يجلس أمام الشاشة التي تراقب الحقائب والأغراض الأخرى المفحوصة، وفيما كانت تمضي بعيداً عني التفتت نحوي وطلبت مني التحدّث مع زميلها المنهمك مع شرطيٍّ آخر قربه بعملهما على الشاشة.
عدتُ لأشرح للشرطيّين نسياني للابتوب، طلب أحدهما جوازي، فيما استفسر الثاني عن نوع اللابتوب..

يا للنسيان، لا أكترث كثيراً لمثل هذه الأشياء خصوصاً أني أعمل على أكثر من لابتوب، في العمل وفي البيت، وما أكثر ما تغيرت الأجهزة.

قبل أن أظهر أي تعبير عن حيرتي وترددي أجبته مباشرةً بعدم معرفتي لنوع الجهاز، استغرب ذلك فعاد ليسألني عن لونه. لا أذكر بالضبط أهو أسود أم رمادي.

لم أجب، لكني قلت له: