طباعة
المجموعة: الكاتب علي علي
الزيارات: 880

بنظرة على عجالة، بالامكان تصوير المشهد الحقيقي في جلسات مجلس النواب العراقي كالآتي:

هذا المشهد هو مايراه العراقيون منذ تأسيس مجلس نوابهم الممثلين عنهم -كما يفترض- من دون إحداث تغييرات، وإن حدثت فهي للأسوأ، في الوقت الذي تُطرح فيه أسئلة كثيرة تنتظر الإجابة وتتعلق عليها مصائر الملايين.

سبات تعود عليه العراقيون، لكثير من القرارات، لاسيما تلك التي من شأنها رفع مستوى معيشة الفرد العراقي.

وبرلماننا باق على موبقاته وسلبيات نوابه -ورئيسه طبعا- منذ ولادته، متلكئا في سن القوانين وإقرارها تحت سقف زمني معقول او نصف معقول او حتى مجنون، إذ يدخل مشروع القرار بوابة مجلس النواب، ليصطف في طابور أفعواني، مع سابقاته من مشاريع القرارات التي بدورها قلبتها القراءات بين أولى وثانية وثالثة، وكذلك التأجيلات بين فصل تشريعي وثانٍ وثالث.

وقطعا بين تأجيل وتأجيل هناك محارق داخلية تغذيها أذرع أخطبوطية خارجية، وبذات الوقت هناك طبخات على نيران هادئة تنضج في مكانات عديدة من البلد، منها في الاقليم وأخرى في الغربية وثالثة في الجنوبية، ورابعة كركوكية وخامسة من كل فج عميق، فيما تستمر تصريحات النواب وتعليقاتهم، وهي توهم السامع والرائي والقارئ، أنهم غاية في المثالية والروح العالية في تحمل المسؤولية، فيما هم في حقيقتهم أبعد من الالتزام والانضباط بعد المريخ عن الزعفرانية.

أذكر ان رئاسة مجلس نوابنا، كانت قد دعت أعضاء المجلس في بداية دورتها الحالية، الى الالتزام بالدوام والمواظبة على الحضور المكثف لجلساته بعد ان ألغت إجازاتهم، وأبلغتهم بانها ستقوم بفرض غرامات على المتغيبين منهم. والسؤال هنا؛ هل نفذت هذه الآلية بشكل صارم او سطحي او حتى (بالكذب) بشكل او بآخر بحق عضو متغيب او متأخر عن جلسات المجلس؟ هم يحضرون لإكمال النصاب اذا كان الأمر يهمهم او يهم أسيادهم، وليتهم كانوا قد حضروا (لسواد عيون العراقيين).

على هذا المنوال تحول مجلس النواب من سلطة تشريعية الى قوة معارضة للسلطتين التنفيذية والقضائية، فضلا عن معارضته إرادة الشعب ومصالح البلد.