تشير تقارير الصحافة إلى أن الديمقراطيين الأمريكيين جو بايدن وبيتر بوتيجيج وبيتو اورورك اختاروا أن يرافقهم جيمس جويس وروايته يوليسيس في مشوارهم التنافسي الصعب، للظفر بترشيح أحدهم في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وذلك في مواجهة نزوع شعبوي متوقَّع أن يواصل به الرئيس ترامب حملته للانتخابات المقبلة.
هذه رواية ساد تصوّر عنها أنها عمل أدبي شديد التعقيد، ومع التعقيد فإن فرص الاقبال عليها ستكون شحيحة، لكن يوليسيس كانت خارج هذه القاعدة.
إنها الرواية الأشهر التي تدور أحداثها بيوم واحد هو السادس عشر من حزيران من عام 1904، وهو اليوم العالمي الذي يحتفل فيه عادةً محبو الرواية ومؤلفها في بلدان كثيرة بجويس ويوليسيس وبطلها ليوبولد بلوم الذي حمل اليوم السنوي اسمه (Bloomsday).
هكذا جرت العادة، بالإنكليزية، والإيرلندية أيضاً، على دمج الكلمتين بكلمة واحدة.
لقد اختار يوليسيس هذا اليوم بفعل كونه يوم أول لقاء له مع نورا بارنكل التي ستصبح في ما بعد زوجته.
جو بايدن كان مبكّراً في إيضاح اهتمامه بيوليسيس، حتى قبل ترشّحه للرئاسة، ففي عام 2016 وحينما شاهد بعض مخطوطات جويس في كلية بدبلن (مدينة جويس ومكان أحداث روايته) قال عن جويس إنه: "أحد كتّابي المفضلين". ويؤشر الصحفيون اهتمام بايدن باقتباس عبارات من الرواية وتكرارها بمناسبات مختلفة كقوله أمام حشد جماهيري في فيلادفيا:" عندما أموت ستجدون ديلاوير مطبوعة على قلبي"، وديلاوير هي مدينة بايدن التي كان يتحدث قريباً منها، فيما العبارة مقتبسة بتحوير من قول جويس:" إذا متّ فستجدون دبلن مكتوبة في قلبي".
المرشح الديمقراطي الآخر بيتو اورورك افتخر بحديث إذاعي أن ولده البكر اسمه أوليسيس بطل أوديسة هوميروس مؤكداً على الصلة الوثيقة بين الأوديسة ورواية جويس بتسميتها الإغريقية.
أيضاً ابنة أورورك اسمها مولي وهو ذات الاسم لزوجة بطل الرواية ليوبولد بلوم.
ابنه الآخر هنري ويحيل إلى هنري فلاور الاسم الذي يختبئ وراءه بلوم في الرواية.
بيتو اورورك يقول عن الأوديسة إنها كتابه المفضل، ملمّحاً إلى أن يوليسيس تبعاً لذلك هي كتاب مفضَّل إليه بعدما كان قد قرأها بـ" مساعدة من أستاذ عظيم" حسب تعبيره، حيث كان الكتاب حينها رفيقاً له في رحلة طويلةٍ بقطار ما بين كثير من البلدان.
لكن المرشح الديمقراطي بيت بوتجيج، وبخلاف زميليه، بدا أكثر مباشرة في إعطائه دافعاً سياسياً لتأكيده على يوليسيس، فقد أعلن في رد على أحد متابعيه في تويتر عن أنّ رواية جويس هي كتابه المفضّل.
وأوضح:" ينظر الناس إلى هذا (الكتاب) على أنه غامض ومعقّد.. لكنه كتاب ديمقراطي للغاية، عن شاب يمر بالحياة بعمق ومعنى لا يصدقان لأن يكونا حاضرين في الحياة اليومية".
وعلى ذكر اليوم السنوي (Bloomsday) لجويس وروايته فإن واحداً من أضخم الاحتفالات بيوم بلوم كان في واشنطن عام 2014 حين أقامت مكتبة هناك حفلاً ماراثونياً مثيراً استمر لثمانية أيام قرأ فيه خمسة وعشرون من الكتّاب والممثلين والباحثين مقاطع من يوليسيس لجمهور الحضور، وكان هذا مشروعاً استغرق أكثر من ثلاث وثلاثين ساعة.
وقد اختتمتها مغنيةُ الأوبرا لورا باكستر بالغناء المتواصل لساعتين ونصف الساعة.