د. هاشم حسن التميمي/ بغداد
ابسط التوصيفات الستراتيجية الواقعية لتفسير ما يحدث بالعراق يتلخص بدولة فاشلة وشعب يتعرض للابادة بسبب غياب او غباء القيادة او كليهما...!
لامبالغة ولا اسراف بالتشاؤم فارقام الضحايا من الشهداء وصلت للملايين ومازالت القبور مفتوحة الابواب واصبح تجار المقابر يتصدرون قائمة الاغنياء طبعا بمرتبة تلي اللصوص من البرلمانيين وكبار المسؤولين والدبلوماسيين واصحاب حرف ومهن كانت توصف بالحرة والشريفة ولها مساس بالحريات والقانون والخدمة العامة وقيادة الراي العام فاصبحت مهن للابتزاز والثراء وتجار يتكسب اصحابها بمصاحبة المفسدين والدفاع عنهم وعن الارهابيين ولكل حالة سعرها والياتها..
ولهذا صح القول اننا شعب بلا قيادة سياسية او ادارية وضبابية الاعلام ومنظمات المجتمع المدني وتحولنا لقطيع بدون راع تهاجمه ذئاب داعش في كل زمان ومكان ومن لم يمت بمفخخاتها واحزمتها الناسفة مات غدرا على يد عصابات الجريمة المنظمة والسطو المسلح او غيبته عن الحياة زمر التزوير والرغبات غير المشروعة لـ(مجاهدين) يستحوذون على كل المغانم.
وهكذا يموت الناس بين مطرقتي الجهاد الداعشي وجهاد السلطة التي ابتدعت المحاصصة والتوافقية التي هجمت بيوت الناس وضيعت العراق بصراعاتها السخيفة وجهلها الذي اصبح مضربا للامثال تقاس عليه نماذج الدول الفاشلة.
ترى من اين ياتي اهل العراق بحكومة رشيدة ورجال دولة من الطراز الاول ينقذون البلاد من الارهاب ويضعون حدا للفساد...بعد ان فشلت كل القيادات من اقصى اليسار العلماني الى اقصى اليمين الاسلامي...؟