عبد الاله الصائغ / الولايات المتحدة- ميشغن
مقدمة لابد منها ---
الثقافة العربية منذ العصر القبسلامي تكره النجاح بعامة رجلا اصاب ام امرأة! والمرأة مخلوق متفوق على الرجل فهي صانعة الحياة والفرح العائلي!
فالتفت هذه الثقافة الورائية الى المرأة لتضطهد المرأة الى مستوى التصفية الجسدية أو النفسية أو الأخلاقية!
والأمثلة عصية عن الحصر ولكننا نذكر الممكن منها فمثلا حين علم الملك عمر بن هند أن ام الشاعر عمرو بن كلثوم ذات كبرياء وبهاء بحيث تعلي كرامتها على حياتها!
فغضب الملك غضبا شديدا ولعله قال في نفسه كيف لامرأة في مملكتي او مشيختي وهي ذات كرامة وكبرياء وادعها حرة؟
فدعا الشاعر وقال له انت مدعو في قصري على شرفي وامك مدعوة معك واهلا بكما!
والحكاية مشهورة فقد اهانت ام الملك ام الشاعر حين قالت لها ناوليني نعالي فعرفت ام الشاعر المقلب الذي أعد لها فصرخت ام الشاعر مثل لبوة جريحة واذلاه!
فانتفض الشاعر وادرك ان امه اذلت فاستل سيفه وقتل الملك!
لكن فاطمة بنت الخرشب التي انجبت في الجاهلية عشرة أبناء نجباء كلهم زعيم وفارس وشاعر وحكيم وحين تحرش بها ضيفها جنسيا خنقته بشالها وطرحته ارضا فعرف الضيف انها قوية ومدربة وستقتله فباس يدها وقال لها اغفري لي! فغفرت له وتركته يصل منطقته بسلام رغم حضور اولادها ساعة الحادثة وقد امرتهم ان لايصيبوه باذى ويتركوه وشأنه! وحين جاء الاسلام وتنزل القرآن الكريم نهض بتفسيره البعض ممن أعمت الفحولة أعينهم فكان ان اضطهدت المرأة باسم الدين!
المرأة عندنا مغدورة وحقوقها مهدورة بسبب ثقافتنا العربسلامية التي تتنتصر للرجل ظالما او مظلوماً وتستنقص المرأة محقة كانت او غير محقة!
وماذا لو حملقنا في غرب الكرة الارضية وشمالها كي نجد ان العنف ضد المرأة حالة نفسية او خلل نفسي يحتاج الى عيادة نفسية وليس الى كلبشات شرطي!
لكن الغرب بعامة تجاوز خرافة الكوتا في الانتخابات والمناصب والسوانح فشهدنا نساء يقدن دولا عملاقة عظمى دون ان يتساءل الانسان الغربي الواعي هل انجيلا ميركل سيدة ام سيد؟؟
تيريزا ماي رئيسة وزراء بريطانيا! وغراباركيتاروفيتش رئيسة كرواتيا! وثمة الرئيسة الباكستانية العظيمة المغتالة غدرا بينظير علي بوتو!
ولننظر الى نبوغ انديرا غاندي التي اغتالها فحول من حرسها؟
ناهيك عن تفوق النساء في العلوم مدام كوري مثلا وفي الفنون والرواية والدعوة للحرية والموسيقا وهوليود!
هل استمر في استحضار نبوغ المرأة فأكون كمثل من يثبت كروية الارض من جديد ولكنه الميل الصحراوي للظلم كما قال المتنبي:
والظلم من شيم النفوس فإن تجد
ذا عفةٍ فلِعلَّةٍ لايظلم
والمتنبي العظيم يصرخ بوجوه الرجال الفحول:
وما التأنيثُ لاسمِ الشّمسِ عَيبٌ
ولا التّذكيرُ فَخْرٌ للهِلالِ
ايضا فمن يصدق ان الطلبة في كل البلاد العربسلامية يدرسون في النحو شاهداً نحويا نصه (قتل البنات من المكرمات) ومثل ظواهر نحوية فحولية كثيرة نحو التغليب ونحو اسباغ صيغة فعيل وفاعل صفة للمرأة كقولهم للوزيرة وزير وللنائبة نائب!
شعرنا فحولي مثل ملامحنا قارن:
ومن غاية المجد والمكرمات
بقاء البنين وموت البنات
وقول الشاعر لزوجته التي تغازله فتمشط شعره لتمنحه دلالها وتفليه واضعا سيفه (ذا الريق) على رقبتها لاتمشطي رأسي ولا تفليني وحاذري ذا الريق في يميني ويتمزز شاعر اخر جلف وهو يقول:
تهوى حياتي وأهوى موتها شفقاً
والموت اكرم نزّال على الحرم
هي دعوة للتفكير العلمي العملي للتطهر الروح العربسلامي من أوساخ ثقافة كراهية المرأة واحتقارها فما زلنا نئد النساء بوسائل غير مباشرة رغم بلوغنا زمن التواصل الاجتماعي العالم تغير جدا جدا وان الدنيا اليوم ليست الدنيا قبل عشر سنين ولم تعد عقلية الخمسينات او الستينات ناجعة في مفاتشة الواقع ومغازلة المثال غرب الكرة الأرضية يتطور الى الأمام وشرقها يتقهقر الى الوراء!
هذا دعبل الخزاعي يشكو الاغتراب بين الرجال الأشباه ما أكثر الناسَ لا بل ما أقلهمو الله يشهدُ أني لم أقلْ فندا إني لأفتح عيني حين افتحُها على كثيرٍ ولكن لم اجدْ احدا.
العرض---
الدكتورة العراقية الناجحة وداد الفرحان انجزت بإمكاناتها الذاتية صحيفة بانوراما التي لاقت من الانتشار والاشتهار ماجعلها موضع اهتمام الشارع الاعلامي والثقافي وقد استقطبت بانوراما اقلاما تعد اليوم ايقونات تضيء حيثما كانت! ولم تكن السيدة وداد الفرحان لتتنطع بنجاحها او تجعل من صحيفتها منبرا للدعاية الشخصانية فضلا عن ان بانوراما كانت منحازة للتنوير ولم تتخندق مع الخيول الكدش لرموز الدين السياسي وأحزاب المحاصصة والعلمانية المتطرفة! وسارت سفينة بانوراما في محيط عميق واسع سيرا حثيثاً واثقاً!
فباتت السيدة وداد فرحان متمتعة بنجومية تغبط عليها ومتنعمة بسطوعية تحسد عليها والمحب يغبط والشانيء يحسد!
ومن خلال عملي الطويل في الجامعة والاعلام (جامعات الموصل والمستنصرية والكوفة في العراق) و( جامعات الفاتح واللغات في ليبيا) و(جامعة صنعاء في اليمن) و(كليات هنري فورد في مشيغن وتكساس كولج في جورجيا) فضلا عن الأكاديميات المفتوحة مثل الاكاديمية العربية في الدانمارك وابن رشد في هولندة وشمال امريكا في كندة اقول من خلال تجربتي وخبرتي تهيأ لي ان النظرة للمرأة عند كثير من الزملاء والطلبة والناشطين لن تتعدى حوار الجسد دون النظر الحق للكفاءة والشهادة العليا والمواهب الكبرى! كالدكتورة وفاء سلطان التي فتح المتشددون عليها بوابات الجحيم فاستغلو الفوتوشوب لكي يظهروها في مشاهد لاتليق بمفكرة حاذقة كمثلها! واليوم تتعرض الدكتورة وداد فرحان وصحيفتها بانوراما الى حملات تسقيط تسعى الى إهانتها ومنعها عن مواصلة مشوارها وتكريس حياتها لحرفتها (رفة البحث عن المتاعب).
ولا اريد ان اتحدث عن المحن التي تعرضت لها هي وزوجها الراقي ولكن الله جنبها ونقول بالعراقي (ياغافلين إلكم الله) فهل يكون جزاء هذه المرأة العراقية الحالمة ذات الكبرياء والبهاء كجزاء سنمار!
ويشاء الله ان يختلف حسادها وخصومها في مسوغات الاساءة لها ففريق يزعم انها متخندقة مع جماعة الاسلام السياسي وانها تقبض رشاوى منهم وتتلقى تعليمات عنهم وفريق يدعي انها علمانية متطرفة تتماهى مع المشككين بالدين والإله معا ولاتجد حرجا من تعاطي المخدرات والمشروبات الكحولية حد التعتعة!
وحين واجهت الاستاذة فرحان هجمات البداوة الاعلامية ضدها ونأت بنفسها عن ان ترد على كل مدلس او مجسس فهل بات التواصل الاجتماعي تكنولوجية ذكية بأيد غبية؟
وتمضي النموذج السامق للعراقية المغتربة دكتورة وداد فرحان بخطوات واثقة لتنتقل من نجاح الى آخر بينما تنطفي نيران حسادها وشانئيها والحمد لله.