نورالدين مدني/سيدني
التحديات التربوية موجودة في كل المجتمعات منذ أن خلق الله الأرض ومن عليها وما عليها وقد جاءت الرسالات السماوية مستهدفة إكمال مكارم الأخلاق التي مازالت مهددة بالمخاطر المحدقة بها خاصة في زماننا هذا.
لن أُ دخل القراء في كلام نظري عن الواجبات الأسرية والمجتمعية التي تراجعت عملياً في ظل الضغوط الإقتصادية المزدادة، التي جعلت الأولويات تنصرف نحو السعي لإشباع الحاجات المادية الضرورية وإهمال ماعداها من واجبات أهم.
تزداد هذه التحديات التربوية وتتعقد أكثر مع التوسع في الحقوق التي تكفلها الدساتير والقونين، مثل ما حدث مؤخراً في أستراليا بتقنين زواج المثليين في ظل وجود مهددات أخلاقية سابقة يمكن أن تتفاقم أكثرعلى الأطفال والشباب.
لذلك جرت لقاءات ولإتصالات مختلفة بين القيادات الدينية والمجتمعية وبين المسؤولين لمحاصرة الاثار السالبة للإعتراف القانوني بزواج المثليين على الأسر والشباب والاطفال، ولتأمين حرية العبادة والطقوس الدينية التي تقنن العلاقات الزوجية كرباط مقدس بين الرجل والمرأة لبناء الأسر وحماية العمران البشري من التفكك والإنهيار. ضمن هذا الحراك الديني والمجتمعي العام خصص إمام وخطيب مسجد قالوبلي بأُوبرن بسدني خطبة الجمعة عن الزواج كمؤسسة شرعية قائمة على المودة والرحمة بين الزوجين من أجل تأمين الإستقرار الأسري والمجتمعي وسط البشرية جمعاء.
على الصعيد الرسمي تكثف الإهتمام بظاهرة التحرش والإعتداءات الجنسية على الصغار والشباب، وعقد رئيس الوزراء الأسترالي الفدرالي مالكولم تيرنبول إجتماعات مع حكومات الولايات والمختصين للتفاكر في سبل معالجة هذا الامر، إلا أنه للأسف تركز الإهنتمام أكثر على التعويضات.
كما صدر قرار مهم في هذا الصدد بحظر إستخدام الهواتف الذكية في المدارس لأن بعض الطلاب يصورون بها ما يجري في غرف تغيير الملابس، وفي تبادل إرسال صور خادشة للحياء فيما بينهم. هناك جوانب إيجابية أخري في أستراليا رغم أنها ليست جديدة مثل عدم السماح للدعارة المرخصة بممارسة أية أنشطة في المناطق السكنية والقريبة من دور العبادة والمدارس والمستشفيالت، إضافة للقوانين الصارمة ضد كل أنماط التحرش بالنساء.
أقول هذا لمساندة الحراك الديني والمجتمعي الإيجابي والحراك الرسمي الذي يستهدف حماية الأسر والشباب والأطفال من كل أشكال الأنحراف السلوكي.