شـرفي وسمعـة عائلتـي أهـم مـن وظيفتـي!!
أجرى الحوار وداد فرحان
مرة أخرى يطفو على السطح ملف الفاجعة الدبلوماسية تلك التي كانت من العيار المخزي، والتي حصلت أمام مبنى سفارة العراق في استراليا، واودت بالسكرتير الاول في السفارة، الدبلوماسية ليلى احمد كاظم الى الإقالة القسرية. تلك الفاجعة وما أحاطها من ملابسات ومن منظور أهمية الحفاظ على هيبة الدولة من خلال رصانة سفاراتها، جعلت بانوراما تتابع الحدث بتفاصيله الدقيقة والغور في المكتوم منه، من منطلق احترام شرفية السلطة الرابعة.
وفق هذا كله استقبلنا السيدة ليلى احمد كاظم في مكتب صحيفة بانوراما، الأسبوع الماضي وكان لنا معها حوارا لا يخلو من الجرأة والصراحة.
- لقد وعدت جاليتك وأبناء وطنك في العراق ان تطلقي لقضيتك العنان بعد ان تكتمل صفحاتها، والآن ماذا لديك والقرار لم يأت لصالحك، حيث تمت اقالتك قسريا من العمل الدبلوماسي في سفارة العراق بأستراليا؟
بل قولي سيدتي أن النتائج لم تأت لصالح الحق، بل جاءت مساندة للباطل.. للأسف، كنت أعتقد أن الذين يصلون ويصومون يخافون الله، لكن اتضح لي أنهم يخدعون الناس، من المؤكد لن يخدعون الله عز وجل، أنا هنا أتحدث عن العصابة في وزارة الخارجية التي ساندت السفير مؤيد صالح حول قضيتي.
- يتهمك البعض بأنك تركت للسفير حرية التحرك من خلال عدم أقدامك للدفاع عن قضيتك امام وزارة الخارجية العراقية مما يفسر على انه رضوخ للاتهام؟
ان السفير ارادني أن أكون عشيقة له وقد رفضت ذلك رفضا قاطعا وحازما ولا يقبل التأويل!
هذا ليس صحيحا سيدتي، لقد تحركت على المفتش العام في الوزارة القاضي رائد جوحي وزودته بما يثبت الظلم القانوني والاداري الذي وقع علي من قبل السفير ووجدت تجاوبا وتعاطفا منه أول الامر ، لكن انقلب الحال بسبب تدخل وكيل الوزير محمد الدوركي، وهو صديق مقرب للسفير وتعلمون جيدا قضية التخندقات الحزبية التي تغطي على أي فساد مهما كان نوعه، ليس في قضيتي حسب، بل في قضايا عديدة تحصل في الحكومة والبرلمان، لذا تمكنوا من حرف فساد السفير ليتم إقصائي من الوظيفة بعد توقيع الوزير على إقالتي في مبنى السفارة العراقية في سابقة لم تحصل من قبل في تاريخ الحكومات العراقية.
- لدينا معلومات عن استدعاءات صدرت لك من وزارة الخارجية للحضور الى بغداد، اما كان من الاجدى ذهابك للدفاع عن حقوقك وقطع الطريق على هكذا نهاية لمستقبلك الدبلوماسي؟
كيف أذهب الى بغداد والسفير هددني بالقتل، بصريح العبارة أمام عدد من كادر السفارة. كان السفير على يقين من انني سأقول الحقيقة هناك، حقيقة الخلاف بيني وبينه، لذا هددني بالقتل، ولا أخفي عليك خوفي الحقيقي من تهديده.
- وهل لنا أن نعرف السبب الحقيقي لخلافك مع السفير.. لقد اتهمك السفير بتسريب معلومات ووثائق خطرة من السفارة؟
هذا كلام فارغ، وأتحدى السفير أمامكم وأمام الرأي العام في أن يثبت تسريبي لأية وثيقة من السفارة، ان كانت عادية، أو خطرة. لقد حجم السفير دوري في السفارة منذ مدة طويلة، لذا كيف لي الوصول الى المعلومات والوثائق، ولمن أسربها. هذا ادعاء من السفير حتى يغطي على السبب الحقيقي لخلافي معه.
السيدة ليلى كاظم على يمين السفير كثاني شخصية دبلوماسية
- إذن، ماهو السبب الحقيقي الذي يصل بالسفير الى تهديدك بالقتل!؟
أقولها لك وللجميع وبصراحة واضحة ان السفير ارادني أن أكون عشيقة له وقد رفضت ذلك رفضا قاطعا وحازما ولايقبل التأويل!، لذلك كان السفير يعلم جيدا انني حينما اذهب الى بغداد ساقول هذه الحقيقة امام الوزير والى كل مسؤول في الحكومة العراقية أستطيع الوصول اليه.
ودعيني أبدأ الحكاية منذ الأيام الأولى لالتحاقي بالعمل في السفارة.. لقد بدأ السفير يتعامل معي بطريقة محترمة، وبعد أيام قليلة اجتمع معي وأبلغني بأنه ينوي اناطة مهمة الشخص الثاني بالسفارة لي، وفهمت أن السبب في ذلك يعود لكوني أحمل أعلى درجة وظيفية بالسفارة بعد درجة السفير، وهو إستحقاق وظيفي كون درجتي الوظيفية هي سكرتير أول، لكن بعد أيام قليلة تبين لي الحال على غير ما كنت أعتقد، أو الأدق توضحت صورة اهتمام السفير بي، إذ بدأت ألاحظ تصرفات صبيانية من السفير، وتعامل مريب، مثلا حينما كان يستدعيني الى مكتبه يقول لي صباح الخير قلبي، ويترك الكرسي الخاص به ليجلس أمامي بعد أن يخلع (الجاكيت)، وبدلا من أن يتحدث معي حول الأمور الخاصة بالعمل يسألني أسئلة شخصية..
هل أنت شيعية، أم سنية، متزوجة، أم مطلقة، كم عدد أولادك، قصة شعرك جميلة، ملابسك أنيقة وغير ذلك من الأسئلة التي أثارت انتباهي، وخاصة تكراره مخاطبتي (قلبي)!!!! لذا سألت زميلي السيد محمد العبيدي عن هذه الكلمة تحديدا وهل أن السفير معتاد على التخاطب بها مع بقية الموظفين والموظفات، وأجابني العبيدي بالنفي حيث أن السفير لا يتعامل معه بهذا التخاطب!! لكن القنصل عمار محمد فاضل الذي كان يشتم السفير أمامي ويتهمه بتهم اخلاقية شتى، نبهني الى أن السفير كان يتصرف مع موظفة سابقة في السفارة بالطريقة نفسها وكان يدللها ويدلعها، وتفاصيل دقيقة أخرى عن هذه الموظفة لاأريد الخوض فيها فهي ليست من شأني، لكن بالحقيقة شعرت بالقلق واخذتني الريبة من حديث عمار .
كنت أشعر بتعامل السفير الصبياني معي فأنا إمرأة وأفهم غاية الرجل حينما يتعامل مع المرأة بهذه الطريقة، لكنني كنت أحاول في بداية الأمر تجاوز هذه التصرفات، لكن حينما وصلت الأمور الى حد لا يمكن السكوت أمامه، كان لابد لي من اتخاذ قرار لايقافه عند حده، وليفهم جيدا أنني امرأة أحترم نفسي وسمعتي، ولست من النوع الذي يبحث عنه السفير.
- وهنا قاطعتها عند هذه النقطة وبادرتها بالسؤال، وماذا فعلت، وما كان قرارك للحد من هذه التصرفات مادام قد تولدت لديك هذه الشكوك كامرأة وكدبلوماسية تمثلين واجهة لبلدك؟
قررت إفهامه من دون تردد أنني لست المرأة التي يبحث عنها. أوصلت له هذه الفكرة، مرة بطريقة مباشرة، وأخرى غير مباشرة، وكنت أعتقد أنه سيحترم أخلاقي، ومكانتي الوظيفية، لكن حصل العكس تماما فقد بدأ يكشر عن أنيابه بعد المودة الكبيرة التي كان يعاملني بها، ومن ثم بدأ يشهر سيوفه اتجاهي ويبحث عن أية فجوة أو خطأ في عملي ويحاول التقليل من شأني في الاجتماعات، وقد تحملت الكثير في تلك الفترة، لكن حصلت الفجوة الكبيرة حينما وصلتني عقوبة " توبيخ" من الوزارة بتوقيع وكيل الوزير محمد الدوركي.
- لماذا عوقبت من قبل وكيل الوزير وليس من مسؤولك المباشر، نعني السفير، وما هو سبب هذه العقوبة؟.
ما أغاضني جدا هو أن أعاقب!!، هذا أولا، فأنا لم أفعل ما يستحق العقوبة، فضلا عن صيغة كتاب العقوبة غير المحترم، أما ثانيا فهو الأدهى من هذا وذاك حيث ان كتاب العقوبة كان مذيلا بتوقيع وكيل الوزير!!. لقد حاولت أن أجد اجابة عن سؤالك سيدتي وعن سبب العقوبة وذلك من خلال مسؤولي المباشر، أعني السفير، لكنه كان يرفض مقابلتي بحجج تافهة، بل وصل به الأمر الى أنه يحاول إهانتي من خلال سكرتيرته الشخصية التي أصبحت بين ليلة وضحاها الآمر الناهي في السفارة بعد أن كانت مهماتها الوظيفية لا تتعدى تحضير القهوة وجلبها للسفير، وتنظيف مكتبه. لقد وصلت الأمور الى أنه يطلب مني أنا التي أحمل درجة سكرتير أول ومرشحة لوظيفة وزير مفوض أن أتلقى الأوامر من هذه السكرتيرة، وهي موظفة محلية لاتحمل الجنسية العراقية، وهنا لابد لي من إلقاء اللوم على الطاقم الدبلوماسي العامل في السفارة الذين اذعنوا الى السكوت على تصرفات هذه السكرتيرة معهم حيث ارتضوا على أنفسهم ومواقعهم الوظيفية قبول هذا الحال المخزي.
- كيف تفسرين موقف وزير الخارجية بإقالتك من منصبك؟
بعد معرفتي بوصول وزير الخارجية الدكتور ابراهيم الجعفري الى أستراليا حاولت الالتقاء به حيث قمت بالاتصال بقريب له كان من ضمن مرافقيه في هذه الزيارة وقد وعدني قريبه بتحقيق هذا اللقاء، لكن انشغال الوزير حال دون ذلك، هكذا أفهمني قريب الوزير!!. لكن المفاجأة الغريبة التي صعقتني بعد سفره، تكمن في تسلمي لكتاب إقالتي موقعا من قبل الوزير.. يبدو أنه كان منشغلا بملفي الذي وضعه أمامه السفير!!!. ولقد استغربت حقا من أن يوقع الوزير على أقالة موظفة من موظفات وزارته دون أن يفكر بالاستماع اليها، وخاصة أنه يعلم بانها تعيش في ذات البلد الذي يقوم الوزير بزيارته لحظة توقيع قرار اقالتها قسرا!!!. لم يفكر مثلا أنه من الممكن أن تكون مظلومة!!... ان كان الوزير يعرف بمظلوميتي ووقع على إقالتي فتلك مصيبة، وان كان لا يعلم فالمصيبة أعظم.
- النتيجة أنك خسرت وظيفتك سيدة ليلى؟
وظيفتي غالية جدا علي وسأقاتل من أجل استردادها، لكنها يا سيدتي ليست أهم من شرفي وسمعة عائلتي. نعم لقد خسرت وظيفتي اليوم لكنني بقيت محترمة امام نفسي وعائلتي وأمام الله. وسياتي اليوم الذي ساسترد كرامتي الوظيفية بعد تنقشع الغيمة السوداء التي تلبد سماء وزارة الخارجية في هذه الفترة، وهو يوم ليس بعيدا صدقيني!!.
- هل لديك أي شيء آخر تودين قوله؟
لابد لي من تقديم الشكر لك سيدة وداد ولجريدة بانوراما التي تابعت قضية السفارة عموما وبمصداقية ومهنية عالية فشكرا لكم.