الشاعر سعد جاسم :
-أنا و الأسعد رائدا قصيدة الهايكو في الشعرية العربية
* الشعر يستحق أن يمنحه الشاعر حياة كاملة .
* المرأة قصيدتي الكونية ؛ وهي مستقبل العالم
* الحب والشعر هما الأكيد في هذا الوجود
*حاوره : ناظم ناصر القريشي
الشاعر سعد جاسم غني عن التعريف ؛ فقد استطاع وعلى مدى أكثر من ثلاثة عقود ؛ إن يحقق حضوره في الشعر العراقي والعربي .. وقد تمكّن من خلال طاقته ومثابرته وقدرته الشعرية اللافتة أن يكون ذا مشروع شعري له خصوصيته و فرادته . والشاعر جاسم حاصل على دبلوم الإخراج والتمثيل المسرحي من معهد الفنون الجميلة -بغداد -1982 وحاصل على بكالوريوس الإخراج والتمثيل أكاديمية الفنون الجميلة -جامعة بغداد -1986. وشهادة الماجستير في النقد و الاخراج المسرحي من جامعة ( تورنتو ) الكندية .
وكان الشاعر قد بدأَ النشر في مرحلة مبكرة من حياته وكانَ ذلكَ في منتصف السبعينيات وصدرت له العديد من الأعمال الشعرية التي نذكر منها : فضاءات طفل الكلام وموسيقى الكائن وقيامة البلاد وأرميكِ كبذرة وأهطل عليك وقبلة بحجم العالم وطائر بلا سماء . وقد صدر له قبل فترة قصيرة كتابه الشعري ( أنتِ تشبهينني تماماً . وللشاعر اهتمامه بأدب وثقافة الأطفال ؛ حيث انه عملَ كمحرر ومشرف في مجلات وصحف متخصصة بأدب الطفل العراقي والعربي ؛ ولديه منجزه في هذا الميدان الابداعي الذي تجسّد في الكثير من قصائد وقصص وحكايات الأطفال التي نُشرت ومازالت تُنشر في معظم مجلات وملاحق الأطفال العراقية والعربية ..
* غاية الشاعر أن يعبر عن الجمال وعن ذاته والشاعر وروحه ؛ و أنت سافرت في اللغة عميقاً وبعيداً ؛ ولك أسلوبك المميز ولغتك الشعرية التي تتفرد بها .. تُرى ما هي أبعاد وعناصر تجربتك الشعرية ؟
-بعدَ رحلة تمتدُّ لأكثر من ثلاثة عقود في مجاهيل وغابات وكوابيس واشراقات وأوهام وأطياف وعوالم الشعر والحياة بعدَ رحلة تمتدُّ لأكثر من ربع قرن في مجاهيل وغابات وكوابيس اكتشفتُ أنني لا اعرف شيئاً سوى
أَنْ أَغور عميقاً في الحياة - الحلم - الحقيقة
لمعرفة الملغَّز والغامض والخفي والجوهري ...و أَكتشفتُ أَنني
لا أَعرف سوى أَنْ اكتب الشعر.
لأنَّهُ الضرورة ذاتها ....
وأَدري تماماً لماذا أَكتبهُ
وكذلكَ أمضي في مراودة الحياة
أنثى بدائية القصيدة بوصفها
عصية ..طازجة ..متوحشة .. شهية.. باذخة.. وشمولية ...
ولهذا أَحسستُ أَنَّ قصيدتي ينبغي أنْ تكونَ لها شمولية حياة
ولها شمولية موت ايضاً .
حيثُ لا جدوى من القصيدة اذا لم تكن شمولية كالحياة والموت .
*كيف تنظر الى علاقة الشعر بالحب ؟
- انا أؤمن ان الحب والشعر هما خلاصنا في هذا العالم الغرائبي . وأرى ان الشعر يستحق ان يمنحه الشاعر حياة كاملة .
* أَنت كشاعر تحاول أن تمسك اللحظة التي مرت والتي ستمر بإحساس تترجمه الى نصوص وقصائد ورؤى تجعلها تومض كأنها تشع لأول مره هل بالإمكان أن تحدثنا عن تجربتك في شعر الهايكو باعتبارك من رواد هذا النمط الشعري ؟
- يُعتبر الهايكو جنساً ونوعاً ونمطاً وفضاء شعرياً مختلفاً ومغايراً لما هو سائد من أنواع وأنماط وأشكال الشعر الأخرى ؛
ويمكنني القول بكل ثقة وصراحة وجرأة ووضوح بأنني انا والشاعر الفلسطيني
( محمد الأسعد ) كنا اول شاعرين عربيين قد كتبَنا شعر (الهايكو) في الشعرية العربية ..بمعنى أنني - انا و الأسعد رائدا شعر الهايكو في الوطن العربي .. وأستطيع القول : في الحقيقة أنا لم أقرأ أي نص لشاعر عربي كان قد كتب ونشر اية نصوص هايكوية البنية والرؤية والفضاء قبلي وقبل الأستاذ الأسعد
* حسب ما نعلم أن لديك مشروعاً بهذا الاتجاه تعمل عليه منذ تسعينات القرن الماضي ؛ هل من الممكن أن توضح لنا ماهية و أبعاد هذا المشروع ؟
- ان مشروعي ( الهايكوي ) هو مشروع مهم وجوهري في تجربتي الشعرية ؛ فقد سبقَ لي أن قرأت وأطّلعت على كل ما تُرجمَ من نصوص تعتمد أُسس ((الهايكو ) وأصوله وطرائق كتابته اليابانية الأساسية ... وقد استفدتُ منها كثيراً ... ثم حاولتُ ان أُكرّس فهمي وخبراتي لكتابة هايكو معني بالواقع والحياة العراقية بكل أبعادهما وتفاصيلهما وإشكالياتهما ... وكذلك فقد كرّستُ اهتمامي بالاشتغال على نصوص تتناول الحياة والوجود والعالم ؛ وكنتُ قد بدأت الاشتغال في هذا الفضاء الشعري منذ بدايات التسعينيات ... مدهشة وليست هي الذي أريده . وبعد فترة قمتُ بنشر عدّة أقسام من مشروعي هذا في عددٍ في الصحف والمواقع الألكترونية العراقية والعربية تحت تسمية (هايكو عراقي – أو مفاتيح النصوص) وقد كان البعض من محرري الصفحات والمواقع الثقافية يحذفون عنوان
( هايكو عراقي ) ويبقون على عنوان ( مفاتيح النصوص ) وعندما كنت اعترض وأعاتبهم على حذف عنوان ( هايكو عراقي ) كانوا يردّون عليَّ إما مازحين أو ساخرين : (يا أخي هل نحن يابانيون ؟) أو (نحنُ لسنا يابانيين يا صديقي ) الا أن بعض المواقع الثقافية الألكترونية كانت قد نشرت العنوانين معاً وأذكرُ منها مواقع (الحوار المتمدن ومركز النور الثقافي والبيت العراقي وبنت الرافدين وأبسو قبل توقّفه وغيرها من المواقع
وكذلك نشرتُ قسماً منها في كتابي الشعري( موسيقى الكائن ) الصادر ضمن منشورات اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين في عام -1995- وفي مجموعتي الشعرية
( طواويس الخراب ) الصادرة عن دار الخليج للنشر في العاصمة الأردنية عمان .
ولكنَّ المفاجئ والغريب والمثير للدهشة في الأمر ؛ أنَّ هناك من استحوذ على مشروعي هذا وراح يصرّح ويدّعي انه هو صاحب هذا المشروع ؛ متوهماً ومتناسياً إن الادعاء شئ والمنجز شئ مختلف ؛ حيث أنني وعند اطلاعي وقراءتي للبعض من ( هايكوات) هؤلاء المدّعين فقد وجدتُ أنها ليس لها أية علاقة بهذا الجنس الإبداعي الصعب الذي يعتمد التكثيف اللغوي والدهشة والمفاجأة والومضة والصعقة الشعرية ؛ و أنا الزاهد والعارف فلا تضيرني مثل هذه الادعاءات و الاساءات لأن " الزبد فيذهبُ جُفاءً ) والحقيقة لا تُغطّى بغربال كما قيل ويقال . وأريد الاشارة الى أنني ومنذً ذلك الوقت ولغاية الآن مازلتُ مستمراً بالاشتغال على مشروعي هذا ؛ حيث أنني وبين آونة وأخرى أعود اليه وأكتب مجموعات من الهايكوات الجديدة وقد تسنّى لي أن أُنجز كتابين شعريين في الهايكو .. هما :دمٌ يركضُ حافياً
والثاني هو :
نهرا يركضُ حافياً
* الطفولة حلم لا يغادرنا رغم أننا غادرناها مجبرين وأنت كتبت عن الطفولة وللأطفال حدثنا عن تجربتك الجميلة في هذا المضمار ؟
- بدأ اهتمامي بأدب وثقافة الطفل في مرحلة مبكرة من حياتي ؛ وكان ذلك في بدايات سبعينيات القرن المنصرم .. حيث كتبتُ الكثير من القصائد والقصص – آنذاك - وقد نُشرتْ لي أول قصيدة في جريدة طريق الشعب العراقية بصفحة (مرحباً يا أطفال) ؛ التي كان يديرها الأستاذ الشاعر ( نبيل ياسين ) ومن ثم أخذتُ انشر قصائدي وقصصي في معظم المجلات والصفحات المتخصصة بأدب وثقافة الطفل في العراق وأذكر منها : مجلة مجلتي وملحق تموز وصفحة الجيل الجديد وغيرها . وكذلك انشر في بعض الصحف والمجلات العربية مثل مجلة ( أحمد ) اللبنانية و( براعم عمان ) الأردنية ومجلة ( قطر الندى) المصرية.. ومواقع الكترونية متخصصة بأدب وثقافة الطفل العربي
و بالنظر لإهتمامي بأدب وثقافة الطفل ؛ فقد عملتُ وشاركتُ في عدة مؤسسات وفعاليات تعنى بالطفل ومنها مجلات وصحف ودور نشر ومهرجانات ومؤتمرات الخ
ومن أهم تجاربي في هذا العالم هو قيامي بتأسيس ملحق ثقافي شامل مخصص لأدب وثقافة الطفل بالكامل ؛ وكان تحت مسمّى
( قوس قزح ) حيث صدرَ عن جريدة الأسواق ( الأردنية ) حيثُ حررته وأشرفتُ عليه لعدّة سنوات ؛ وقد كان تجربة تربوية وثقافية وأبداعية رائعة ومهمة حققت حضورها اللافت في صحافة الأطفال العربية .
*ما هي نظرتك وفهمك للمرأة – الأنثى .. وكيف تكتبها شعرياً ؟
- انا امتلك نظرة ورؤية خاصة و حقيقية للمرأة – الأنثى ؛ حيث أنني أتعامل معها وأعيشها ككيان جوهري وكلي في الوجود .. لأنها هي الحياة والأرض والوطن والأم والحبيبة والأخت والصديقة وينبوع الحب والأمومة والحنان وجسد الرغبة واللذة والملاذ . وأنا ومنذ سنوات صباي وشبابي الأولى وللان علاقتي بالمراة هي علاقة روحية وعشقية كلها حب واشراق وشغف وغرام يصل حد التجلّي والتماهي .. وقد كتبت مئات القصائد والنصوص للمرأة وعن المرأة بوصفها أما وحبيبة وعاملة ومكافحة وخلّاقة ؛ وهي مستقبل العالم .