دُفن جثمان الرئيس اليمني السابق، علي عبد الله صالح، السبت في قبر بالقرية التي ولد فيها خارج مدينة صنعاء، بحسب أقارب له.
وأفادت مصادر في حزب المؤتمر الشعبي العام اليمني أن جماعة الحوثي هي من تولت عملية الدفن وسمحت لعدد محدود من أقاربه بحضور مراسم الدفن.
وأكد متحدث باسم الحوثيين رفض ذكر اسمه اتمام عملية الدفن التي انجزت تحت مراقبة وسيطرة أمنية مكثفة.
وقد سمح الحوثيون، الذين أحكموا خلال الأسبوع الماضي سيطرتهم على العاصمة صنعاء، بخروج ابن صالح وابن شقيقه من المعتقل لحضور مراسم الدفن.
ونقلت وكالة رويترز عن مصدر في حزب المؤتمر قوله إن الحوثيين سمحوا لأقل من عشرة أشخاص من أقارب صالح بحضور المراسم مساء السبت في العاصمة صنعاء، بيد أنه لم يوضح تفاصيل مكان الدفن بشكل دقيق.
وقد حضر المراسم رئيس البرلمان اليمني، يحيى علي الراعي، وهو من أعضاء حزب المؤتمر برئاسة صالح ، والقيادي الحوثي علي أبو الحاكم.
ونقلت وكالة فرانس برس عن أقارب صالح قولهم إنه لم يحضر مراسم الدفن أكثر من 20 شخصا، تحت رقابة مشددة من الحوثيين.
وقد قتل صالح الذي تحالف مع الحوثيين المدعومين من إيران لنحو ثلاث سنوات في اشتباكات مع مسلحيهم، بعد أن دعا إلى "فتح صفحة جديدة " مع المملكة العربية السعودية والتحالف الذي تقوده مقابل وقف اطلاق نار ورفع الحصار الذي يفرضه على اليمن.
وذكرت وسائل إعلام حزب المؤتمر أن عارف الزوكا، أمين عام الحزب الذي قتل مع صالح قد دفن السبت في مديرية الصعيد بمحافظة شبوة في جنوب اليمن، حيث سلم الحوثيون جثته لزعماء قبيلته.
ونقلت وكالة رويترز عن أقارب صالح قولهم إن أسرته رفضت شروط الحوثيين لتسليم الجثة، وطالب البعض منهم بدفنه في مسجد كان بناه قرب المجمع الرئاسي في جنوب صنعاء.
وبقي صالح على رأس السلطة في اليمن 33 عاما قبل أن يضطر إلى التنحي في عام 2012 ، في إطار خطة لنقل السلطة توسطت فيها دول خليجية في أعقاب حركة احتجاجات اندلعت في اليمن مطالبة بتنحيته.
وظل صالح حاضرا في الساحة السياسية بعد تنحيه، بوصفه رئيسا لحزب المؤتمر الشعبي العام، أكبر حزب سياسي في اليمن، ثم تحالف مع الحوثيين الذين سيطروا على العاصمة صنعاء ما أدى إلى فرار الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، وتدخل تحالف عسكري تقوده السعودية في عمليات عسكرية في اليمن لإعادته إلى السلطة.
ووفقا لإحصائيات الأمم المتحدة، قُتل أكثر من 8670 شخصا، 60 في المئة منهم من المدنيين، وأصيب 49 ألفا و960 شخصا في غارات جوية واشتباكات على الأرض منذ تدخل التحالف في اليمن.
وأدى النزاع في اليمن والحصار الذي يفرضه التحالف أن يعاني 20.7 مليون حاجة إلى مساعدات إنسانية، الأمر الذي أدى إلى أكبر أزمة غذائية في العالم، واندلاع وباء الكوليرا الذي يعتقد أنه تسبب في موت أكثر من 2211 منذ شهر أبريل/نيسان الماضي.