قال متحدث باسم الرئاسة الروسية (الكرملين) إنه لا يمكن استبعاد وجود مدنيين روس في سوريا، نافيا أن يكون لهما صلة بالجيش الروسي.
وقُتل اثنان من المقاتلين الروس، على الأقل، في ضربات جوية أمريكية شمال شرقي سوريا الأسبوع الماضي، بحسب ما أبلغ أقران لهما بي بي سي.
وأُفيد بأن المقاتلين كانا يعملان لحساب شركة عسكرية خاصة تدعم القوات الحكومية السورية.
ولم تؤكد روسيا خبر مقتلهما الذي نشر أولا في وسائل إعلام أمريكية، قائلة إن مثل هذه التقارير يجب أن لا تعامل على أنها "مصادر أولية".
وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين في مؤتمر صحفي عبر الهاتف لرويترز إنه لايملك أي معلومات عن مثل هؤلاء القتلى.
وتقول الولايات المتحدة إنها قتلت أكثر من 100 مقاتل في ضربات الأسبوع الماضي.
ما الذي حدث في الضربات الجوية الأمريكية ؟
يقول مسؤولون أمريكيون إن مئات المقاتلين المؤيدين للرئيس السوري بشار الأسد هاجموا مواقع وحدات تابعة لقوات سوريا الديمقراطية المدعومة أمريكيا قرب بلدة في محافظة دير الزور.
وقد عبر المقاتلون نهر الفرات ليقصفوا قاعدة تابعة لقوات سوريا الديمقراطية، كان فيها بعض المستشارين الأمريكيين.
وردت الولايات المتحدة بقصف جوي ومدفعي في 7 فبراير/شباط، لتحبط الهجوم وترد القوات الموالية للأسد على أعقابها، بحسب قول مسؤولين أمريكيين.
وقالت وسائل إعلام سورية رسمية إن الضربات خلفت عشرات القتلى واتهمت الولايات المتحدة بارتكاب "مجزرة وحشية".
وفي غضون ذلك، قالت وزارة الدفاع الروسية إن القوات التي تدعمها الحكومة السورية قد ضُربت أثناء شنها عملية ضد مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية.
ونفت روسيا أن يكون لديها أي عناصر في تلك المنطقة.
وقعت الغارات الجوية في وادي الفرات الأوسط ، الذي يعد خطا فاصلا غير رسمي شرقي سوريا. إذ تسيطر القوات الحكومية على الجانب الغربي وقوات سوريا الديمقراطية على الجانب الشرقي.
وقد اشتبك الجانبان خلال العام الماضي خلال محاولتهما طرد مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية من آخر معقل لهم في البلاد.
هل هناك قراصنة روس يشاركون في الحرب؟
أفادت قناة سي بي أس نيوز في 8 فبراير/شباط، نقلا عن مسؤول أمريكي قوله إن قراصنة روس كانوا من بين القوات "الموالية للنظام" التي هاجمت قاعدة قوات سوريا الحرة.
وقال ديفيد مارتن في القناة ذاتها "إذا كان ثمة روس بين القتلى، سيؤشر ذلك، لأول مرة، أن الضربات الجوية الأمريكية قد قتلت روسا في سوريا".
وبدأت تفاصيل أكثر تتوضح عن أولئك الذين قتلوا في الضربات في الأيام التي تلتها.
وأكد أقران للمقاتلين الروسيين لبي بي سي مقتلهما في يوم 7 فبراير/شباط.
وأعلنوا أن اسمي القتيلين هما: فلاديمير لوغنينوف، وهو قوقازي من منطقة كالينينغراد الغربية، وكيريل أنانييف، وهو قومي متطرف من موسكو.
وأشار بعض التقارير الإعلامية إلى أن عشرات المقاتلين الروس قد يكون في عداد القتلى في سوريا.
ويعتقد أن القتيلين يعملان لحساب شركة خاصة تدعى فاغنر، بيد أن الشركة لم تعلق على هذه التقارير.
ما هو رد الكرملين؟
رفض متحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء إعطاء أي تفاصيل.
وقال ديمتري بيسوف "لدينا تفاصيل عن الرجال الذين يخدمون في القوات المسلحة الروسية، الذين يشاركون في عمليات الجيش الروسي لدعم الجيش السوري".
وأضاف "ليس لدينا معلومات عن روس آخرين قد يكونون موجوين في سوريا. انصحكم بالاتصال بوزارة الدفاع".
وقال المتحدث ردا على سؤال آخر من بي بي سي "وبالطبع، تدرك أن بلدانا عديدة في العالم لديها عدد كبير من مواطنيها - من الروس- ومن الصعب أن تمتلك بيانات تفصيلية عنهم بالطبع".
وأضاف "نوصي أن لا تعامل تقارير وسائل الإعلام كمصادر أولية".
ما هي خسائر روسيا البشرية في الصراع السوري؟
شنت موسكو عملية عسكرية في سوريا لدعم الرئيس الأسد في 30 سبتمبر/أيلول 2015.
وقد أُكد رسميا مقتل أكثر من 45 من عديد القوات الروسية هناك منذ ذلك التاريخ.
وقد قتل عدد غير معروف من المتعاقدين مع الشركات العسكرية الخاصة أيضا.
وفي وقت سابق هذا الشهر، اسقطت طائرة سوخوي 25 بنيران أرضية في منطقة تسيطر عليها المعارضة المسلحة في محافظة أدلب شمال غربي سوريا.
وقد نجا الطيار من الإصابة في الضربة الأولى وقفز بالمظلة، لكنه قتل في اشتباك على الأرض حيث فجر نفسه بقنبلة يدوية لتجنب الأسر.