لقي صحفي روسي، كتب عن المرتزقة الروس في سوريا، حتفه في ظروف غامضة بعدما سقط من شرفة شقته في الطابق الخامس.
وعثر جيران على ماكسيم بورودين مصابا في مدينة يكاتيرينبورغ الروسية ، وأخذ إلى المستشفى لكنه فارق الحياة هناك.
وقال مسؤولون محليون إنهم لم يعثروا على رسالة انتحار، ولكنهم يستبعدون أن يكون الحادث جريمة.
وكشف أحد أصدقاء الصحفي بورودين أنه أخبره، منذ يومين، أن شقته محاطة برجال الأمن.
ووصف فياتشيسلاف باشكوف صديقه بأنه "صحفي نزيه وصاحب مبدأ"، وقال إن بورودين اتصل به في الخامسة صباحا يوم 11 أبريل/ نيسان ليقول له إن "شخصا مسلحا يوجد في شرفة شقته، وأشخاصا آخرين مقنعين في مدخل العمارة".
وأضاف أن بورودين كان يبحث عن محام، ولكنه اتصل به مرة أخرى ليقول له إن أفراد الأمن الذين شاهدهم كانوا يتدربون على شيء ما.
وبعدما عثر على بورودين الخميس مصابا في أسفل العمارة، قالت السلطات المحلية إن باب شقته كانا مغلقا من الداخل، أي أنه لا أحد غيره دخل الشقة أو خرج منها.
ولا يصدق مدير تحرير صحيفة نوفي دين، التي كان يعمل فيها بورودين، أن يكون مقتل زميله مجرد حادث، لأن لا يرى سببا يجعله ينتحر.
ما الذي كتبه بورودين؟
كتب بورودين في الأسابيع الأخيرة عن المرتزقة الروس المعروفون باسم "مجموعة فاغنر" الذين يعتقد أنهم قتلوا في سوريا يوم 7 فبراير/ شباط في معارك مع القوات الأمريكية.
وكان مدير المخابرات الأمريكية السابق، مايك بومبيو، كشف الأسبوع الماضي أن "نحو مئتين" من المرتزقة الروس قتلوا في مواجهات في دير الزور. ويبدو أن المرتزقة كانوا يشاركون في هجوم للقوات الموالية للحكومة السورية على مقر قوات سوريا الديمقراطية المدعومة أمريكيا.
مرتزقة روس في سوريا
واعترفت روسيا بعد أسابيع بأن العشرات من المواطنين الروس قتلوا أو أصيبوا، ولكنها شددت على أنهم ليسوا جنودا نظاميين.
وكتبت بورودين الشهر الماضي أن ثلاثة من القتلى جاءوا من منطقة فيردلوفوسك في الأورال، التي تعد يكاتيرينبورغ أهم مدنها، وأن اثنين منهم من بلدة أسبيست والثالث من كيدروفيي.
وكتب أيضا عن فضائح السياسيين، من بينها مزاعم بائعة هوى من بلاروسيا تدعى ناستيا ريبكا في فيديو بثه زعيم المعارضة أليكسي نافالني.
ويتعرض الصحفيون الروس في السنوات الأخيرة إلى المضايقات أو الاعتداءات بسبب ما يكتبونه. ففي اليوم الذي عثر فيه على بورودين مصابا، تعرض مدير تحرير صحيفة رسمية للاعتداء في يكاتيرينبورغ.
وتسيطر الحكومة الروسية على أغلب وسائل الإعلام. وتصنف منظمة فريدوم هاوس روسيا في المركز 83 من أصل مئة في سلم حرية الصحافة.