منذ تسرب النتائج غير الرسمية للانتخابات في إقليم كردستان العراقي، يسود التوتر في الإقليم وخاصة في محافظة السليمانية التي تشير التسريبات إلى تقدم حزب الاتحاد الوطني الكردستاني على حركة التغيير (كوران) فيها، فقد اتهمت الأخيرة حزب الاتحاد الوطني المقرب من إيران بتزوير الانتخابات ليحصل على أعلى نسبة من الأصوات في المحافظة.
وظهرت أحزاب جديدة على الساحة الكردية في إقليم كردستان للاستفادة من أكبر قدر ممكن من الأصوات بعد أن ساد التذمر الشارع الكردي ضد زعماء الأحزاب التقليدية التي يتهمونها بهدر مكتسبات الإقليم بسبب الاستفتاء على الاستقلال في سبتمبر/أيلول 2017.
وضعف حزب الاتحاد الوطني بعد وفاة زعيمه رئيس العراق السابق جلال الطالباني وانشق أحد قيادييه برهم صالح ليشكل حزبا جديدا يخوض الانتخابات بقائمة مستقلة عن الحزب الأم.
وبحسب شبكة روداو المقربة من الحزب الديمقراطي الكردستاني، فقد حصل الحزب الديمقراطي الكردستاني على 26 مقعداً، وجاء بعده الاتحاد الوطني الكردستاني بــ 15 مقعداً، لتأتي حركة التغيير من بعدهما بعدد 6 إلى 7 مقاعد، وحصلت حركة الجيل الجديد على المركز الرابع بـ 4 إلى 5 مقاعد، أما الحزب الجديد الذي انشق رئيسه عن الاتحاد الوطني الكردستاني وأسس التحالف من أجل الديمقراطية والعدالة ففاز بمقعدين، والجماعة الإسلامية بثلاث مقاعد، وأخيرا حصل الاتحاد الإسلامي الكردستاني على مقعدين.
لكن المفوضية العليا للانتخابات العراقية أوضحت أنه لم يتم الاعلان النهائي عن نتائج التصويت في ثماني محافظات لعدم الانتهاء من تدقيق نتائجها، وهي محافظات السليمانية وأربيل والنجف ودهوك وصلاح الدين وكركوك وميسان ونينوى.
تهدئة
وسافر هوشيار زيباري، وزير الخارجية العراقي السابق، إلى السليمانية لتهدئة التوتر هناك.
وقال لرويترز "إن الجماعات المسلحة تنتشر بأعداد كبيرة داخل مقرات حركة التغيير والتحالف من أجل الديمقراطية والعدالة".
وتشير التسريبات إلى أن حركة التغيير حصلت على ثلاثة مقاعد في حين حصل التحالف من أجل الديمقراطية والعدالة على مقعدين بينما حصل الاتحاد الوطني الكردستاني على ثمانية مقاعد في محافظة السليمانية.
وكانت حركة التغيير قد حصلت على اثني عشر مقعداً في الانتخابات البرلمانية السابقة.
وقال زيباري الذي تحدث إلى جميع الأطراف أنه إذا كانت نتائج الانتخابات غير مرضية فسوف تلجأ إلى السلاح في شوارع السليمانية.
وقال زيباري وشهود إن مسلحي الاتحاد الوطني الكردستاني أطلقوا النار على مقر قيادة كوران ورد مسلحو كوران بالمثل.
وطالبت الأحزاب المعترضة على النتائج في بيان مشترك بإعادة الانتخابات وهددت "بإجراء سياسي" في بغداد والدول المجاورة إذا لم تُلب مطالبهم.
ويتهم العديد من الأكراد كلا الحزبين بالاستسلام عندما تحركت القوات العراقية لإعادة السيطرة على كركوك الغنية بالنفط في أكتوبر/ تشرين الأول 2017، بعد أن كانت تحت سيطرة الأكراد منذ عام 2014. وكانت هناك توقعات بأن الناخبين الكرد سيصوتون لغير الحزبين التقليديين بدرجة أكبر في الانتخابات الحالية، لكن النتائج التي تسربت خيبت أي أمل بالتغيير.
وقال أحد المواطنين الكرد ويدعى المهندس عبد الله "إن الناس يضعون اسما في صندوق الاقتراع ويُعلن لهم (فوز) اسم آخر. هذا أمر سخيف. إنه تزوير علني". واتهم المعترضون من حركة التغيير والتحالف من أجل الديمقراطية والعدالة الحزبين التقليديين في الإقليم بتزوير الانتخابات.
وقالت شيرين محمد مرشحة التحالف من أجل الديمقراطية والعدالة " إن التزوير حدث في صناديق الاقتراع، ونطالب بفرز يدوي. الحزبان الحاكمان، وراء هذا التزوير وتساندهم إيران ودول أخرى".
وينفي الاتحاد الوطني الكردستاني إبرام أي صفقات مع بغداد وطهران بخصوص كركوك، ورفض الاتهامات بتزوير الانتخابات.
وقال كاروان أنور القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني "إن هذه الادعاءات زائفة. فقد قالت المفوضية العليا للانتخابات بأن الانتخابات كانت نظيفة".
وقال مواطن آخر"يبدو أن الأمور لن تتغير بسبب هذه العقلية الديكتاتورية. فهم لا يدركون أن ذلك يجب أن يحدث من خلال صناديق الاقتراع لا من خلال الرصاص".