أثار القبض على راقصة روسية، وصدور قرار بترحيلها من مصر لـ "عدم مطابقة بدلتها لمعايير الرقص الشرقي" جدلا كبيرا، لا سيما على مواقع التواصل الاجتماعي.
وألقت السلطات المصرية القبض على الراقصة الروسية إيكاترينا أندريفا، الشهيرة بـ "جوهرة"، بتهمة التحريض على الفسق و"عدم مطابقة بدلة رقصها للمعايير المحددة في القانون" والعمل دون تصريح، ثم أفرجت النيابة عنها، وأصدرت قرارا بترحيلها.
لكن قرار الترحيل لم ينفذ، وشكرت أندريفا جمهورها على الدعم الذي تلقته.
ويعد الرقص الشرقي مهنة مربحة للغاية، لا سيما للأجنبيات، في مصر، وتشير وسائل إعلام محلية إلى تلقي الراقصات أحيانا ما بين ألفين إلى أربعة آلاف دولار في الحفل الواحد.
وعادة ما تتدفق راقصات أجنبيات، خصوصا من روسيا، على البلاد للعمل في الرقص الشرقي.
وأشارت تحريات النيابة إلى أن إلقاء القبض على جوهرة جاء بعد تحرير محضر يتهمها بالتحريض على الفسق، والرقص ببدلة شبة عارية، وعدم ارتداء ملابس داخلية، وعدم الحصول على تصريح عمل من الجهات المخصتة.
"رقم واحد في العالم"
لكن محامي الراقصة، محمد صالح، رفض الاتهامات في تعليقه لـ بي بي سي، ووصفها بـ "كيدية وباطلة".
وأضاف صالح أن جوهرة هي "الراقصة الأجنبية الوحيدة في مصر التي تعمل بموجب تصاريح رسمية بممارسة الرقص الشرقي."
وأشارة إلى أنه "جرى القبض على جوهرة المصنفة رقم واحد في العالم أثناء وجودها في اجتماع مع فريق عملها بموجب محضر محرر من الأمن الوطني وليس من الداخلية"، متسائلا: "ما علاقة الأمن الوطني بالرقص."
ولا تعتبر حفلات الزفاف المصرية العادية مكتملة إلا بوجود راقصة لإحيائها، وجرى في الآونة الأخيرة إنشاء مدارس بالقاهرة لتدريب الأجنبيات إلى جانب المصريات على الرقص الشرقي.
وقال المحامي: "الرقص الشرقي بصفة عامة قانوني ومنتشر في مصر، لكنه لا يوجد نص قانوني يشير إلى معايير زي الرقص الشرقي، وكل ما ورد في وسائل الإعلام بشأن معايير تحدد ظهور هذا الجزء من الجسد أو تغطيته ذلك هي مواد حكم بعدم دستوريتها، وكلها معايير تقديرية."
وأضاف ساخرا أنه لو تُرك الأمر لتقدير الموظف المختص "هيلبسوها لباس رقص شرعي"، متهما منافسيها بالوقوف وراء هذه الاتهامات.
"إثارة الغرائز"
وأشارت تحريات النيابة إلى أن الراقصة الروسية ظهرت في فيديو مرتدية بدلة رقص "شبه عارية وتظهر فيه مفاتن جسدها، وتشير إلي أجزاء حساسة من جسدها، لإثارة غرائز الشباب."
وانتشر مقطع الفيديو بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع، وظهر في آلاف التغريدات والمنشورات، وأثار جدلا محموما بين المستخدمين.
وقال محمود الحمادي، في حسابه على فيسبوك: "جوهرة راقصة روسية هزت عرش الفيسبوك، الجميل إنها بترقص من 2009، واتشهرت في 2018... بالمناسبة جوهرة اتقبض عليها وهتترحل علشان مكنتش لابسة شورت تحت بدلة الرقص.. قد إيه إحنا بلد محافظة ومتدينة وجميلة."
وقال آخرون إنه كان أولى بالنظام مصادرة شحنات الفراخ الأجنبية بنفس سرعة القبض على الراقصة الروسية.
ويثير عمل الراقصات بين الحين والأخر غضب السلطات الرسمية والدينية في مصر.
وفي عام 2014، علقت فضائية مصرية عرض مسابقة للرقص الشرقي لأجل غير مسمى بعدما انطلقت أولى حلقاتها، بعدما طالب عدد من كبار علماء الأزهر بوقفه بدعوى "التعري باسم الفن".
كذلك في عام 2004، كانت محكمة مصرية قد أقرت قرارا لوزير القوى العاملة والهجرة آنذاك منع الأجنبيات من ممارسة الرقص الشرقي في مصر.