انتخب مجلس النواب العراقي برهم صالح، المرشح عن حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، رئيساً للعراق بعد فوزه بأكبر عدد من الأصوات في الانتخابات التي جرت يوم الثاني من أكتوبر/تشرين الأول الحالي.
وجرى العرف في العراق أن يكون رئيس الجمهورية كرديا ورئيس البرلمان عربيا سنيا، ورئيس الحكومة شيعيا. وكان حزب الاتحاد الوطني الكردستاني وحزب الديمقراطي الكردستاني اتفقا على على أن تكون رئاسة الاقليم من نصيب الديمقراطي والعراق من حصة الاتحاد ، لكن الحزبين تقدما بمرشح لكل منهما هذه المرة.
وشهد حزب الاتحاد الوطني انشقاقات وصراعات داخلية منذ مرض زعيمه ورئيس العراق السابق جلال الطالباني. وكان برهم صالح آخر من خرج من الحزب وخاض انتخابات برلمان العراق في شهر مايو/أيار الماضي تحت اسم تحالف من أجل العدالة والديمقراطية. وقبل الفوز بترشيح الحزب أعلن صالح عن استقالته من زعامة التحالف والعودة إلى صفوف الاتحاد.
وفيما يلي نبذة عنه برهم صالح
ولد برهم صالح في مدينة السليمانية في إقليم كردستان العراق عام 1960 في أسرة متعلمة ميسورة الحال حيث كان والده قاضيا.
اعتقل صالح عام 1979 من قبل الحكومة العراقية مرتين بتهمة المشاركة في الحركة السياسية الكردية و تعرض للتعذيب في سجن مدينة كركوك بسبب التقاطه صور للمظاهرات المناهضة للحكومة في المدينة.
بقي صالح في السجن اكثر من شهر وبعد اطلاق سراحه أنهى دراسته الثانوية بتفوق وسافر إلى المملكة المتحدة هربا من الملاحقة الأمنية.
انضم صالح إلى حزب الاتحاد الوطني عام 1976 وخلال وجوده في المملكة المتحدة استمر في العمل ضمن صفوف الحزب حتى تولى مسؤولية العلاقات الخارجية في الحزب ببريطانيا. أنهى صالح دراسته الجامعية أثناء ذلك وحصل على إجازة في الهندسة المدنية من جامعة كارديف عام 1983.
وفيما بعد حصل على شهادة الدكتوراه وكانت رسالة تخرجه "الإحصاء وتطبيقات الكومبيوتر في مجال الهندسة" من جامعة ليفربول عام 1987.
أصبح صالح عضواً في قيادة الحزب خلال المؤتمر الذي عقد في كردستان عقب خروج الاقليم عن سيطرة الحكومة العراقية في اعقاب حزب الخيلج الاولى عام 1993 ، وتولى مسؤولية تمثيل الحزب في الولايات المتحدة وبقي في هذا المنصب لمدة تتجاوز عشر سنوات حيث نجح في اقامة علاقات مع عدد كبير من الساسة الأمريكيين من الحزبين الجمهوري والديمقراطي.
في أعقاب سقوط نظام حكم صدام حسين عام 2003 عاد صالح إلى العراق وتولى منصب وزير التخطيط في الحكومة الانتقالية عام 2005، كما تولى منصب نائب رئيس الوزراء في حكومة نوري المالكي الأولى عام 2006.
تولى صالح زعامة القائمة الكردستانية في انتخابات برلمان اقليم كردستان عام 2009 وحصدت اكبر عدد من الأصوات بنيلها 59 مقعدا من أصل 111 وتولى منصب رئاسة حكومة إقليم كردستان. شهد الاقليم خلال فترة رئاسته للحكومة صعود المعارضة المتمثلة بحركة التغيير "غوران" بينما عانى حزبه، الاتحاد الوطني الكردستاني، من تراجع شعبيته ومكانته بسبب انشقاق عدد كبير من قادته وتشكيلهم حزب حركة التغيير غوران الذي تكمن من السيطرة على معقل الحزب التاريخي مدينة السليمانية.
تخلى صالح عن رئاسة حكومة الاقليم لصالح نجيرفان برزاني في إطار الإتفاق بين الحزبين الديمقراطي والإتحاد الوطني في 2012.
عام 2017 أعلن صالح عن خروجه من حزب الاتحاد الوطني الكردستاني وتشكيله حزبا جديدا لخوض إنتخابات برلمان العراق تحت اسم التحالف من أجل الديمقراطية والعدالة لينافس حزبه السابق الذي فقد زعيمه ورئيس العراق السابق جلال طالباني وحركة التغيير التي فقدت أيضا قائدها نوشروان مصطفى.
وكان الائتلاف يأمل في يحصد أصوات جميع المعارضين لهيمنة الحزبين الكردييين التقليديين على الحياة السياسية في الإقليم بما في ذلك أصوات أنصار حركة التغيير أو حزب كوملة لكن أداء الائتلاف كان متواضعا ولم يحص سوى مقعدين في البرلمان.
أسس صالح الجامعة الأمريكية في العراق - السليمانية ويشغل منصب رئيس مجلس أمنائها حاليا.
وبرهم صالح متزوج من الدكتورة سرباغ صالح رئيسة جمعية التنوع النباتي في الاقليم والناشطة في مجال الدفاع عن حقوق النساء ولهما ولدان ذكر وانثى.
ويجيد صالح اللغة الكردية والعربية والانجليزية.