غفران حداد/ بيروت
بعد الحادية عشرة من مساء الثلاثون من آب الماضي ألقت بنفسها الناشطة المدنية والمطالبة بحقوق المرأة اللبنانية، الشابة نورهان حمّود من شرفة شقتها في الطابق الثامن في منطقة الصنائع في بيروت، خبرٌ هز الرأي العام اللبناني وكل من يعرفها وشاركها المظاهرات التي تقودها دفاعاً عن الحقوق والتعدي على الحريات.
فحين تختار طريق الإنتحار ناشطة في الحراك المدني وبإندفاعها عن حقوق الأنثى، وتصر عن التعبير في حياتها الجديدة من خلال الموت، ويعتبرها البعض من الشباب والشابات ديمقراطية جديدة في رفض الظلم والعنف الذي تواجهه بعض النساء اليوم، ماذا يمكن أن يسمى؟ّ!والغريب أيضا يعتبرنّها الكثيرات من المراهقين من كلا الجنسين إنتحار نورهان قرار شجاع وقوي، بل وسيلة لتصدي العنف ضد المرأة في مجتمع أقل ما يقال عنه بلد ديمقراطي مدني ومتحضر، فهل الإنتحار أصبح موضة جديدة يقتدي بها الشباب للتعبير عن حرية الرأي والتعبير في المجتمع؟
جريدة "بانوراما "سلطت الضوء حول هذه القضية في سياق التقرير التالي.
عاشقة الحياة
محمد خالد الصديق المقرب لنورهان يقول ل"بانوراما": " أنا لا أؤيد الأنتحار كوسيلة للتعبير عن رفض الظلم ولا يسمى ديمقراطية جديدة فالروح من الله وهو من يأخذها ولكن أستغرب إنتحار نورهان فهي كانت فتاة عاشقة للحياة وأتذكر التقينا أول مرة في ساحات النضال، لا أستطيع وصف سحر ضحكتها وما تحمله من براءة الأطفال وثورة بآن معاً، روحها الجميلة والمتمردة هزت ساحات النضال "ويضيف" وداعاً أيتها الثائرة الصغيرة، سوف تتغير علينا الساحات والإعتصامات في هذا البلد الظالم لشبابهِ" على حد تعبيره.
ثّائرة
نور أحمد ترثيها بالقول "كانت الثّائرة الفاتنة، عاشقة الألوان والموسيقى، جميلة الجّميلات" وتضيف "أستغرب من يؤيد فكرة الانتحار والبعض يردد" سيسير على خطاها كل الذين يشعرون بالظلم في هذا البلد"، فنحن من نزرع الامل في هذه الحياة ونواجه الظلم بالتفائل والعمل والكفاح وليس بالإقدام على الإنتحار".
ضعف
أما الآنسة ريم عَودة فتؤكد "أستغرب من ردود الأفعال المؤيدة بالإنتحار والبعض يعتبرها وسيلة للثورة على الذات والواقع فهذا ليس قرارٌ شجاعٌ أبداً بل هو ضعف في مواجهة مصاعب الحياة "وتضيف"أستغرب بشابة تنادي بحرية المراة وحقوقها تقدم على هكذا طريقة بإنهاء حياتها فأنا أقول الله يرحمها ولكن بذات الوقت أطلب من الإعلام اللبناني ان لا ينقل صورة انتحاره بطولة وشجاعة لكيلا يشجع المراهقون على هكذا فكرة ليكون بطل الإعلام وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي".
استسلام
رامي غسان موظف حكومي يقول ": أنا ضد الانتحار وهذا الشي ضعف واستسلام، ولا يمكن أن نقول إنه عمل شجاع ونمدح هذا الفعل ومهما كانت الظروف هذا ليس حلاً، هذه مصيبة" واللافت أنّها كانت نشرت قبل خمسة أيام من رحيلها على حسابها في الفيس بوك أغنية"النهاية" باللغة الانكليزية وأرفقتها بتعليق"الآن أكثر من أي وقتٍ مضى".