خليل الحلي/ سيدني
منذ اقدم العصور جذبت الاحجار الكريمة الانسان واستخدمها في بادىء الامر لابعاد الحيوانات المفترسة وقد صنع بعض اسلحته منها كذلك كان يثقبها بشكل بدائى ويلبسلها على شكل قلادة في رقبته او يثقبها في اي جزء اخر من جسمه وفي مراحل اخرى من التاريخ برز استخدامها عند الانسان لسببين لصياغة الحُلى الذهبية كزينة والسبب الاخر لاعتقاده منها بطرد الارواح الشريرة وكذلك الشفاء من الامراض فمثلا استخدمت الاحجار الحمراء لوقف نزيف الدم من الجروح ،والاحجار الصفراء للشفاء من امراض الكبد والبيضاء لحماية النظر والسوداء لازالة الاكتئاب. كذلك اعتبر القدماء بان حجر العقيق يطيل عمر حامله والماس يحمي من التسمم والياقوت يحمي من مرض الطاعون . الخ.
وقد زخرت اكبر متاحف العالم بأنواع التحف المصاغة من الذهب الخالص والفضة المطعمة بالاحجار الكريمة المنوعة الالوان، منلاحظ استخدامها البابليون والفراعنة والاغريق على شكل مصوغات ذهبية ابدع صانوعها بشكل متقن في الدقة والجمال يبهر من ينظر اليها بزخرفتها والوانها وبقى الانسان منذ القدم وحتى عصرنا هذا ملازما استخدم الاحجار الكريمة في صناعة الحُلى لجماليتها اولا واعتقاده ثانيةً بأن لها تأثير نفسي على حياته من اقتنائها واستخدامها.
ان مايميز الاحجار الكريمة عن الاخرى هو ندرتها ولونها وصلابتها هذه هي مقاييس تأكيد جودة الحجر. وعملية صقل الحجر له اهمية كبيرة من حيث جماله ودرجة نقائه من حيث امتصاصه لاكبر قدر من الاشعة الضوئية وكلما زادت عدد اضلاع الحجر (التراش) ازداد بريقه ولمعانه ففي بعض الاحيان تصل اضلاع الحجر المصنع الى 58 وجه. وقد اثبت بشكل علمي بان حجر الفيروز الازرق له قابليه على امتصاص اشعاعات الطاقة الصادرة من بعض الاشخاص وقد عزز هذا الاعتقاد السابق بان حجر الفيروز الازرق يبعد الحسد والعين عن حامله وكذلك حجر الماس يبعث في حامله الثقة بالنفس والسرور لان بريقه الحاد والخاطف للبصر يجلي النفس من الهموم، كذلك حجر الزمرد يعطي لحامله الراحة النفسية ويزيل الهم ولا اريد ان اخوض في غمار هذا الموضوع عن الاحجار الكريمة لانه شائك ومعقد.ويعتقد القدماء بوجود علاقة بين الاحجار الكريمة وشهور السنة.
اريد ان اوضح للقارىء الكريم وبشكل بسيط عن بعض انواع الاحجار الكريمة في بلداننا وتقسم الى ثلاث انواع من حيث تواجدها في الطبيعة وهي:
1- الاحجار المستخرجة من باطن الارض وتشمل:
أ- الماس: يعتبر هذا النوع من الحجر هو الاثمن من بينها ويختلف الماس حسب نوعية نقاءه من الشوائب الكاربونية كذلك يختلف ثمنه حسب حجمه ولونه فهناك اللون الشفاف المائل للصفرة او المائل للزرقة ويعتبر الماس من اصلد انواع الاحجار ولهذا يتم سقله بأسلوب خاص ومتقن ويعتمد ثمنه ايضا على نعومة اضلاعه وعددها .
ب- الزمرد: يتمتع الزمرد بمكانة عالية بين الاحجار الكريمة لما يتمتع به من جمالية في اللون وتنسب بلورة الزمرد الى النظام السداسي (اي انها ذات ستة اضلاع او زوايا. وتتفاوت درجة صلابة الزمرد من 7.5-8، ويعتبر من الجواهر الصلبة. وتختلف انواعه من حيث درجة شفافيته ويثمن على اساس حجمه ودرجة نقاوته ومن الوانه الاخضر والازرق والاحمر والوردي وراقى انواعه الاخضر الشفاف.
ج- الفيروز: له مايميزه من الاحجار الكريمة بجماليته ولونه الخاطف للانتباه ويعتمد ايضا على درجة نقائه من الشوائب والوانه الازرق الغامق والازرق المائل للاخضر الغير الشفاف.
د- الزفاير: هو ايضا من انواع الحجر الثمين ويكون لونه ازرق شفاف ويعتمد ثمنه على درجة نقاوته وطريقة تصنيعه وهناك الوان عدة منه اللون الوردي واللون الاخضر واللون البنفسجي واللون الاصفر .
هـ - العقيق: يعتبر العقيق من الاحجار الكريمة الاكثر استخداما في مناطق الشرق الاوسط لكثرة تواجده هناك. يختلف العقيق تبعا لطريقة استخراجه وطريقة سقله واشهر انواع العقيق هو اليماني لما له من ميزات خاصة يأتي بالمرتبة الثانية العقيق الهندي وتصنف انواع العقيق حسب لونه فمنه الاسود ويسمى (الاونكس) وكذلك الاحمر الداكن والشفاف ويسمى(الروبي) والنوع الاخر منه العقيق الابيض النصف شفاف ويسمى (السليماني)نسبةً الى منطقة استخراجه من محافظة السليمانية في شمال العراق.
2- الاحجار المستخرجة من اعماق المياه:
ان هذا النوع من الاحجار الكريمة متواجد في قاع البحار والمحيطات وهو يشمل على:
أ- اللؤلؤ: ويتم استخراجه من المحار من مياه المحيطات، وقد برع الخليجيون في صيد اللؤلؤ منذ القدم وستخدموه في صناعة الحُلي الذهبيه لما له من الالوان الجذابة. ويختلف اللؤلؤ من حيث حجمه وشكله فهناك لؤلؤ مائل للحمرة او مائل للصفرة والابيض وكلما كبر حجم اللؤلؤه ازداد ثمنها ويعتبر اللؤلؤ الاسود من اغلاها.
ب- المرجان: يعتبر المرجان من الاحجار الكريمة المستخرجة من اعماق البحار ويستخدم في صناعة الحُلى الذهبية ويستخدم على شكل قلائد واساور .
وتخلف انواعه والوانه فمنه الابيض المائل للصفرة او الابيض المائل للحمرة ومن اثمن انواعه ذو اللون الاحمر القاني ويسمى (دم الطير) وهناك نوع اخر ذو لون وردي.
ج- الدر: وهو ايضا نوع من الاحجار الكريمة النادرة ويكون لونه شفافا ويستخرج من منطقة صحراوية في العراق وتسمى (بحر النجف)ويستخدم في صناعة الخواتم الرجالية المصنعة من الفضة حيث له قدسيه دينية خاصة.
3- الاحجار الكريمة المستخرجة من النباتات: حيث تقوم بعض الاشجار بفرز مادة صمغية خاصة وعندما تجف وتتصلب تشكل نوع من انواع الاحجار الكريمة وهو (الكهرب). ويقسم الكهرب الى عدة انواع منه الكهرب الشفاف المائل للصفرة والنوع الاخر الكهرب الحشري ،حيث توجد داخل هذه الاحجار نوع من الحشرات . اما اثمن انواع الكهرب فهو الكهرب الالماني (الحجري) ذو اللون الاصفر وغير شفاف ويستخدم في صناعة بعض الحُلى والمسبحات وعند دلكه تنبعث منه رائحة زكية. مهما اختلفت الثقافات ومفاهيم الانسان تبقى الاحجار الكريمة بالوانها الزاهية واشكالها تبهر الانسان وتاسر لبهِ وتجعله يعيش في احلام السعادة والنشوة عند النظر اليها.
التأثير النفسي للاحجار الكريمة
أن الأحجار الكريمة تمنح الأنثى طلة واشراقة أحلى، وتضفي عليها مزيدا من الأنوثة والجاذبية، لذلك تحرص على ارتدائها إما على شكل سلسلة أو خاتم او اساور أو اقراط، لتضفي المزيد من معاني الأناقة على طلتها. والأحجارالكريمة، وفق علماء البيولوجيا، عرفها البشر منذ 40 ألف عام، ومنذ ذلك الحين تعد الأحجار الكريمة رمزا من رموز السحر والجمال والبهاء. ومؤخرا تم التوصل إلى حقائق جديدة ومذهلة عن الأحجار الكريمة؛ إذ لم يعد دورها يقتصر على الزينة والتعبير عن الثروة، وتحديد مكانة مالكيها في مجتمعاتهم وحسب، بل أكدت دراسات أن لها تأثيرا على شخصية ومزاج وصحة من يحملها، وفقا لنوع الحجر ولونه ويذكر أن الاهتمام بالأحجار الكريمة وتأثيراتها كان واضحا على مر العصور، فالفراعنة، مثلا، آمنوا بأن للحلي قوة سحرية إلى جوار وظيفتها في الزينة، وبذلك اتخذوا من الحلي تمائم علقوها على مختلف أجزاء أجسادهم، لأغراض متنوعة تكمن منافع الأحجار، وفقا لطبيعتها، ويقول المختصون في علم الاحجار ان أكثر تأثيرا وفائدة إذا كانت طبيعته تتوافق مع طبيعة وشخصية مرتديه.
وحول طاقة الأحجار، يقولعلماء الاحجار “أثبتت الدراسات والأبحاث التي أجريت من قبل خبراء الهندسة الحيوية وعلماء الطاقة الذاتية أن لبعض الأحجار الكريمة أثرا قويا على تغيير مسار الطاقة المنبعثة من الجسم والقادمة إليه، وبالتالي يمكن الاستفادة من تلك الخاصية الفريدة في تفادي الكثير من الأضرار”. ويبين الاختصاصيون أن لكل حجر كريم تأثيرا مختلفا، وأن للأحجار علما خاصا بها، وقد نال هذا العلم في الفترة الأخيرة شهرة واسعة، فأصبح يدرس في المعاهد التي تعنى بطاقة الإنسان، وقد اعتمد العلاج بالأحجار الكريمة كأحد فروع الطب البديل. وعن التأثير الذي يمكن أن يلاحظه الشخص عند ارتداء أو اقتناء حجر كريم على اختلافه، وأن الألماس سيد الأحجار، كما يطلق عليه، فهو الأجمل والأغلى والأكثر صلابة، ويوجد منه الأبيض والشفاف والأسود والأصفر وله تأثير فعال في زيادة نشاط الجسم وتألقه، وفي تقوية المناعة ضد شتى الأمراض، وفي الحد من الشعور بالغيرة، ويمنح مرتديه لمحة من البراءة والشفافية.
أما الياقوت، كما تقول، فإن أجود أنواعه الأحمر والأرجواني. ويعمل الأحمر منه على تهدئة المخاوف ويمنح الشجاعة، وينشط الذاكرة، ويسكن الألم، ويقوي أداء القلب والأوعية الدموية. وأما حجر الزمرد فيمتاز بلونه الأخضر الذي يمنح العين الراحة، ويُعتقد أنه يمتلك القدرة على إبعاد الحشرات السامة عن مرتديه. في حين يتميز حجر الزفير، وفق خضر، بقدرته الفائقة على امتصاص الأشعة الضارة التي تؤثر في الإنسان؛ إذ يمكن الاستعانة به كمهدئ للأعصاب المضطربة، فيبث لونه الأزرق الجميل الراحة في النفس. وأما العقيق فأفضل أنواعه العقيق اليماني؛ إذ يحمل حجر العقيق ألوانا مختلفة، فمنه الأحمر، والبنين والأخضر، والأبيض، ولكل لون تأثير مختلف، فالأحمر يزيل الضيق ويبعد الهم، والأبيض يزيد من إدرار الحليب لدى المرضعات، والأخضر فعال لوقف النزيف. وبوجه عام يفيد العقيق في تسكين الألم، خاصة آلام الولادة.
وتبين خضر أن حجر الفيروز شاع منذ القدم، وبخاصة في الحضارة المصرية القديمة. فهو يجلب الرزق، ويصد العيون الحاسدة، ولذا فهو من أكثر الأحجار انتشارا، وأكثر رواجا من الأنواع كافة.
وعن حجر الأوبال، أو ما يسمى بحجر “عين النمر”، إن الذي يميز هذا الحجر تناثر الذرات البرونزية التي تتخلل لونه البني.
وقد أطلق عليه “عين النمر” لأنه يلمع في كل الأوقات، ليضفي على مرتديه مظهرا خلابا. ومن أفضل فوائده تنشيط الجسم، وتقوية العظام.