د. هاشم حسن التميمي/ بغداد
تاكد للشعب العراقي بما لايقبل الشك بان الفوضى الديمقرطية والدكتاتورية القمعية حالة واحدة تدفع بالشعب الى الهلاك والبلاد الى الخراب لان القيادات في كلا الحالتين همهما الاستحواذ على السلطة ومناصبها ونهب ثرواتها.
في ظل غيبوبة مطلقة لشعب قيل انه وريث فكر وحضارة..!
نعم عانينا من حروب النظام السابق وقبضته الفولاذية وعزلته عن الاسرة الدولية واختصاره الوطن والمواطن في شخص القائد الضرورة وتصرفه نيابة عن الجميع بعد ان سلب الحريات العامة والفردية تاكيدا لنظرية ان القائد الملهم مخول من الله والشعب في اتخاذ قرارات الحياة والموت، الحرب والسلام وكما وصفه شعراء النفاق اذا قال صدام قال العراق وبالروح والدم نفديك ياصدام ثم استبدل الاسم حسب مقتضيات الحال بعد 2003.
ونتمنى ان لانتهم من شلل النفاق من الانتهازيين النفعيين باننا من ازلام النظام السابق حين نقول بان نعيش الان في مرحلة كارثية اخطر الف مرة من تلك الايام التي كنا نشعر فيها بالحد الادنى باننا نتمتع بشىء من الامن وتطبيق القانون وهيبة الدولة في الداخل والخارج ومنجزات اخرى مقابل سلبنا لحرياتنا ولكننا نشعر الان بان حياتنا وليس حرياتنا هي المهددة في ظل الفوضى الخلاقة ومانتج عنها من ارهاب وفساد وسفك دماء وتسلق الجهلة للقمة السياسية وتمزيقهم لاخر ماتبقى من اواصر الوحدة الوطنية وسقوط مقومات الدولة العراقية وتربعها على عرش الفساد الدولي والفشل المطلق في المجالات كافة. ومازال غربان السياسة ينعقون ليل نهار ويستحوذون على كل شىء ويصادرون احلام الناس وثرواتهم وهويتهم ووطنهم.
انهم حولوا العراق لحقل تجارب لنزواتهم وحماقاتهم وحتى حين اعلن الشعب رفضه لكابيناتهم الوزارية الكارتونية واحزابهم وكتلهم الهلامية مازالوا يناورون للتشبث بالسلطة ويمارسون عبر ابواقهم الدعائية ومخالبهم الدموية الخداع والكذب والاحتيال على المطاليب المشروعة وتحويلها لمكاسب لهذا الطرف او ذاك والضحية هو الوطن والمواطن ومايجري الان هو دق المسمار الاخير في نعش مشروع الدولة المدنية التي سحقتها شعارات الدين المغلفة بشعارات الوطنية.. فمتى يستفيق شعب العراق ليقول كلمته وينتزع هويته التي دنسها الفساد والجهل وارهاب المشروع الاسلامي الفاشل..؟