نورالدين مدني/ سيدني
في مثل هذه الأيام من كل عام نقف مع أنفسنا ونراجع مسيرة حياتنا في العام الماضي ونحن نستقبل بداية عام جديد بأمل متجدد في غد أفضل.
لن نبكي على الماضي الذي لن يعود ولن نتحسر على واقعنا المأساوي لكننا نقف على تجاربنا في العام المنصرم لنستفيد من دروسها وعبرها.
إننا لانستطيع الإنكفاء على ذواتنا مهما حاولنا لأن العالم يفرض مشاكله علينا من حيث ندرى ولا ندري ونحن في خضم أحداثه المتلاطمة تؤثر فينا ونجتهد في إصلاح ما يمكن ما استطعنا إلى ذلك سبيلا.
مر العام الماضي وبلادنا منكوبة بالنزاعات والحروب المدمرة التي يدفع مواطتوها ثمنها غالياً وهم يهجرون من بلادهم هرباً من الموت والدمار إلى المجهول فيما تضيق دائرة الفرص أمامهم في ظل الواقع الدولي المتراجع عن الإنسانية.
لكننا لن نيأس من محاولة إشعال شمعة عسى أن تضئ الطريق أمام الأجيال الصاعدة التي لاناقة لها ولاجمل في هذه النزاعات والحروب المأساوية.
لذلك لن نمل التبشير بقيم وثقافة وسلوكيات السلام والتعايش الإيجابي بين مكونات الأمم والشعوب بعيداً عن العصبية والشعوبية التي بدأت تطفح بوجهها القمئ على سطح كثير من مجتمعات العالم في ردة إنسانية ومجتمعية بغيضة.
كما ذكرت فإن المجال ليس مجال بكاء على أطلال الماضي ولا على خيبات حكام دولنا الذين فشلوا في تحقيق السلام والإستقرار ‘ لكننا نتطلع بعزيمة ويقين نحو غد أفضل تعيش فيه شعوبنا بسلام ووئام وتعاون إيجابي لإعادة إعمار البلاد وإعادة إعمار علاقاتنا مع العالم المحيط بنا بعيداً عن النزاعات والحروب والشرور والفتن.
كل عام وأنتم ونحن وشعوب العالم في سلام ووئام .. ربنا يجعله عام خير ورحمة عليكم وعلينا وعليهم جميعا.