د. هاشم حسن التميمي/ بغداد
لم يكن تحرير جامعة الموصل مجرد نصر عسكري وامني، بل كانت له دلالات رمزية ومعنوية كبيرة تؤشر لتحولات لابد لنا ان نستثمرها في نصر جديد اكبر من النصر على داعش هو النصر على انفسنا واعادة الروح لارادتنا ووحدة بلدنا فقد جمعتنا الموصل وارادها الاعداء ان تفرقنا.
تشكل انتصارات الموصل ولادة جديدة لجيش جديد بقياداته وجنوده بعقيدتهم القتالية واخلاقهم المهنية والوطنية، جعلت الاهالي يستقبلونهم ويحتضنونهم ويثقون بهم، وهذه الجماهير نفسها كانت تضرب هذا الجيش المنهزم بالحجارة وتتفرج عليهم وتسخر منهم وهم ينهزمون امام داعش ليس من باب الخيانة بل نكاية بسوء تصرفاتهم وفشل وفساد قياداتهم والتي يجب ان تحاكم وتحاسب بشدة وشتان مابين فلان المهزوم وعلان المنتصر والفرق في الاداء والاخلاق والنتيجة ماتراه الجماهير.
المهم استثمار النصر بعدم تكرار الماساة والحرص على ادارة المدينة من الشرفاء واعادة اعمارها بروح عراقية تضامنية، فمثلما امتزج الدم العراقي الطاهر في تحريرها بملحمة تستحق التخليد بكل وسائل التعبير وتستحق الفخر فقد ابيضت فيها وجوهنا بعد ان سودها الفساد قبل الارهاب، وعلينا ان نبادر لاعمار نينوى وتكون لكل منا مبادرته من طلبة المدارس الابتدائية لاعلى مستوى في الدولة لتعميق شعور العودة لاحضان الوطن بعد عامين من الاختطاف المخيف الرهيب، لنعوض الناس عن مخاوفهم وربما الكلمة الطيبة اعظم اثرا من كنوز الاموال نحتاج لاعادة تاهيل العراق كله من خلال جامعة الموصل الجامعة المدرسة والصرح التعليمي والجامعة لكل ابناء الوطن لتحريرها.
نعم اهل نينوى يعيشون مرحلة تحول باتجاه تحرير الانسان من المخاوف والاوهام والشعور بعدم الامان وعدم الثقة حتى من الذين يحرسونهم ويديرون شؤونهم وفضلوا الارهابيين على الفاسدين..
لقد شد انتباها الرعب الذي اصاب الاطفال حين اقتربت منهم مجاميع من الجنود وظنوا انهم سيقتلونهم ولم يصدقوا انهم يفدمون لهم الماء والحلوى فقد انطبعتت باذهانهم صورة سيئة مستمدة من سماع قصص فساد الاجهزة الامنية والادارية ومالقنهم داعش من احقاد وافكار متطرفه تحتاج لبرامج ذكية لاعادة التاهيل اولها الادارة الرشيدة.
ان الموصل التي جمعتنا تدعونا للمراجعة الجادة لنجتمع في رحاب وطن موحد وقيادات شريفة ونزيهة نجد الانسان المناسب في المكان المناسب على اساس الوطنية والكفاء باعتماد الاداء وليس الولاء والمحاصصة والتي يجب ان تسقط بكل رموزها الفاسدة الفاشلة فنهضتنا ووحدتنا باسقاط الحرس القديم مع داعش الرجيم. والشروع ببناء دولة المواطنة اساسها المواطن وليس رجل السياسة او الدين.