نورالدين مدني/ سيدني
هذه ليست المرة الأولى التي أكتب فيها عن الإنتكاسة السياسية والإنسانية التي طالت بعض المجتمعات بما فيها المجتمعات التي قامت على أكتاف المهاجرين وبفضلهم اصبحت مجتمعات متعددة الثقافات والأعراق مثل الولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا. إن هذه الإنتكاسة الإنسانية لاتقل خطراً من تنامي جماعات العنف وكراهية الاخر لأنها غذت جماعات لا تقل سوءًا وهي الجماعات الشعوبية الإنكفائية التي جهرت برفضها للاخر ولكل حقوقه المشروعة. لسنا في حاجة إلى تأكيد أن الجرائم الإرهابية لادين لها ولا جنس، وأنها قديمة قدم البشرية، وتمت ممارستها بصورة جماعية ضد شعوب بأسرها تحت مختلف الرايات وأنها مرفوضة من كل الأديان. المؤسف أن بعض الغلاة من الشعوبين يصرون على تعميم الأحكام الظالمة ضد دين محدد لمجرد أن بعض الغلاة والإنكفائيين المحسوبين عليه يرتكبون بعض الجرائم الإرهابية التي لاتشبه دينهم ولا أي دين.
ليت الامر توقف عند هذه الاحكام الظالمة فقد أسفرت ردود الفعل السالبة هذه خطاباً عدائياً لايخلو من إسفاف وخروج عن أدب الخلاف والحوار. خير نموذج لخطاب الكراهية والاسفاف جسدته السياسية الأسترالية بولين هانسون التي إشتهرت في الاونة الأخيرة بالعداء ضد المسلمين الا سترال بذات أسلوب الشعوبيين الإنكفائيين. في أعقاب مظاهرة نسائية سلمية قامت في أستراليا ضد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المغضوب عليه حتى داخل الولايات المتحدة الأمريكية، مثلما حدث في كثير من بلاد العالم.. تصدت لهن بولين هانسون واستنكرت عليهن حقهن في التعبير السلمي عن رأيهن. لم تكتف بولين هانسون بذلك إنما أساءت إليهن ووصفتهن بالمهرجات البدينات وتهكمت عليهن قائلة: من الجيد نزول أولاء النسوة من بيوتهن لأن بعضهن في حاجة لممارسة رياضة المشي وبعض التمارين. نحن لاننكر حق أي أحد في التعبير عن رأيه مهما اختلفنا معه، لكن غير المقبول هو أسلوب المهاترات المرفوضة قانونياً وأخلاقياً، ونذكر امثال بولين هانسون بقول المسيح عليه السلام: أحبوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم وقوله سبحانه وتعالى في القران الكريم: ولا تنابزوا بالألقاب.