د. هاشم حسن التميمي/ بغداد
كشفت تحقيقات استقصائية موضوعية ان عضو مجلس النواب العراقي هو صاحب الامتيازات المادية الاكبر وغير المسبوقة في تاريخ البرلمانات في العالم المعاصر وكل ماسبقها من فترات في تاريخ الديمقراطيات وحتى الدكتاتوريات من عصر نبوخذ نصر الى عصر العبادي وسليم الجبوري..!
يحدث ذلك مقابل حالة استثنائية من الفقر والعوز ونقص الموارد واضطراب احوال الامن وغياب القانون لم تشهده مدن العراق الا في فترات مظلمة معروفة في تاريخ العراق القديم والحديث وكانت في الغالب في ظل فترات احتلال عصيب، لكن ما يحدث الان عجيب وغريب فقد نهبت مئات المليارات من الدولارات من عصابات تتولى القيادة في السلطتين التشريعية (مجلس النواب) و (التنفيذية) الحكومة بكبار مسؤوليها وهم في اغلبهم فاقدين للأهلية والكفاءة والنزاهة قادوا البلاد للهاوية وحافات الافلاس ومازالوا يهيمنون على السلطات بكل اساليب البطش والنصب والاحتيال والتزوير والنسبة الكبرى منهم جهلة طائفيون لا يمتلكون شهادات الحد الادنى من المعرفة الاولية واصبحوا اليوم من كبار الاثرياء يهيمنون على مقدرات الناس ويحطمون احلامهم ويمزقون اخر ما تبقى من روابط الوحدة العراقية والهوية الوطنية.
والغريب ان البسطاء والفقراء هم الذين يقدمون الشهداء في الحرب ضد داعش ويسطرون ملاحم بطولية وفي ذات الوقت تعاني اسرهم من الحرمان والبطالة والخوف بينما يتنعم اللصوص بثروات البلاد ويستحوذون على حقوق العباد. ويتسكع ابناءهم واحفادهم في مدن الضباب وملاهي الغرب وعواصم الملاهي الليلية وصالات القمار بعد ان يخلعوا العمائم ويلبسون البدلات الانيقة..!
لاتتسع هذه المقالة والاف الصفحات لسرد السير الاجرامية للحرامية، المهم انهم بعد كل ثورات الغضب والاحتجاج مازالوا لايصغون لنداءات الاصلاح واستغاثات الجياع والملايين من المشردين والنازحين والمهجرين والمظلومين بسبب غياب القانون.
نعم مازالوا يواصلون سياسة نهب البلاد بدون حياء او خجل لانهم امنوا العقاب واستهانوا بثورة الجياع وغضب المصلحين واخر بدعهم ان صح الخبر زيادة رواتبهم الفلكية وتعويض الفاسدين منهم من الذي فشلوا باجتياز الدراسة الابتدائية ويرفعوا سقف رواتبهم لتصبح اربعة اضعاف راتب بروفسور في السربون!
واذا احتسبت الامتيازات الاخرى المشرعنة اصبحوا اغنى من ملكتي بريطانيا وهولاندا واذا اخذنا بالحساب ما (لغفوف) بطرق ملتوية فانهم سينافسون بوش وربما اترامب بحجم ثرواتهم المخيفة...
الم اقل لكم انهم لصوص لايخجلون وهم يسرقون الشعب بالقانون وبغيره فمتى يصحو الجياع ويدركون كذبة الشعارات الدينية والديمقراطية ويلقنونهم درسا بالاخلاق الوطنية يدرس في مدارس مكافحة الارهاب والفساد ونحصل عن طريقة لشهادة اعتراف بقدراتنا الشعبية في اجتثاث الحرامية..؟