د. هاشم حسن التميمي/ بغداد
اينما توجهت في بغداد ستصطدم عيناك بمشاهد محزنة لبنايات حكومية ضخمة كانت ذات يوم مأهولة بالموظفين وتضج بحركة العمل وتدور فيها عجلة الابداع، وتراها اليوم مهجورة مهدمة مهملة او انها مسكونة من جهات مريبة وشخصيات لا يعرف احد نشاطها بعد الغزو الامريكي ولم تخضع للمسالة او يطالبها احد بأخلاء تلك المباني الحكومية..!
لا ندري هل هو الاهمال الذي يدفع وزارة التجارة للتخلي عن عشرات الاسواق المركزية في بغداد والمحافظات وكانت ذات يوم من اهم (المولات) ليس في العراق بل بالمنطقة كنا نتباهى بسعتها وتنوع بضاعتها واسعارها الاشتراكية المدعومة من اجل الفقراء ومحدودي الدخل وهجرت هذه المباني ولم يسال عنها وزير او مفتش عام ولا يعرف عنها الرؤساء اية معلومة، ويقال ذات الشيء لوزارة الثقافة التي تركت بنايتها العملاقة لمجلس المحافظة وقد اخضعتها للتقطيع وأصبحت مثل ازقة مقابر النجف..
وتمادت الوزارة لتحول الدار العراقية للأزياء لإدارة بائسة وامتدت التدمير ليطال اهم مركز للفنون التشكيلية في الشرق الاوسط واصبح ادارة لوزارة يقال انها للثقافة والاصح للبطالة المقنعة...
وهذه الوزارة تركت بناية السينما والمسرح بقاعاتها ومسارحها للإهمال وغفلت عن دار الحرية للطباعة وتركت اللصوص ينهبون المطابع وتستحوذ عليها جهات لااحد يعرف مصدر قوتها ونفوذها، اما مطبعة الحكومة فسرق اللصوص بعد ان نبشوها شيش البناء والشبابيك والطابوق.. وهذا الحال يشمل الاف البنايات المتروكة للوزارات كافة تعبيرا عن فشل الحكومة والحكام الجدد الذين لا يحكمون انفسهم ولا يحرصون على المال العام وهمهم الوحيد نزواتهم واحزابهم واجنداتهم الخاصة.
متى تصحو الحكومة ومتى يظهر وزير ووكيل ومدير عام ومفتش يتفقد بحرص ممتلكات وزارته مثلما يتفقد املاكه وعقاراته وحجم ارصدته ومخصصاته وعشيقاته وسحته الحرام فمن يعثر على مثل هذا الشخص في العراق المنهوب اتوسل اليه ان يعلن اسمه وعنوانه لانه سيكون بحق من عجائب الدنيا التي كانت سبعة وتصبح ثامنة بوجود هذا النزيه الشاذ في دولة العراق التحاصصية الاتحادية باللصوص والحرامية والامية والصكاكة والعلاسة..!