أ. د. عبد الاله الصائغ/ مشيغن
International Workers' Day
احتفال بهيج تحتفل به امم الدنيا بعيدا عن المزايدات السياسية! ثمة من قال انه ابتكار تجاري امريكي وثمة من قال انه ابتكار روسي ماركسي! وهذه مقولات سياسية تسعى لتغويل الدول والاحزاب وتهوين العمال! وجعلهم خارج النص!
العمال بشر يبحثون عن الحياة الكريمة بعيدا عن تسييس قضيتهم! لقد خاض العمال مصادمات مع القوى الغاشمة في كل العالم وقدموا تضحيات وشهداء حتى اصغت لهم الدنيا ولبت الحكومات مطالبهم العادلة!
مؤرخو عيد العمال مختلفون كالعادة على بداية طلائع العيد لكن ويكابيديا تذهب الى انه كانت بداية عيد العمال يوم 21 ابريل/نيسان 1856 في أستراليا، ثم انتقلت إلى الولايات المتحدة الأميركية، حيث طالب العمال في ولاية شيكاغو عام 1886 بتخفيض ساعات العمل اليومي إلى ثماني ساعات، وتكرر الطلب في ولاية كاليفورنيا.
وفي تورونتو الكندية حضر زعيم العمال الأميركي بيتر ماكغواير احتفالا بعيد العمال، فنقل الفكرة وتم أول عيد للعمال في الولايات المتحدة الأمريكية تم الاحتفال به في 5 سبتمبر 1882 في مدينة نيويورك. . إ. هـ
العراقيون كانوا يحتفلون بعيد العمال منذ بداية الحكم الوطني! وكم تصدت شرطة بهجة العطية في العهد الملكي لاحتفالات العمال واعتدت على المحتفلين فمن قتل الى ضرب بالهراوات الى سجن! كل التقدميين يسهمون مع العمال! من الموظفين التجار الى بعض رجال الدين!
وغب انقلاب 14 يوليو 1958 وبروز شخصية الزعيم الركن عبد الكريم قاسم زعيما شعبيا اصبح لعيد العمال مذاق مختلف فصار الاول من ايار عيدا حقيقيا لكل الشعب العراقي بكل طبقاته واثنياته! وحدث ان قام قاسم بزيادة اجور العمال زيادة طفيفة فتحرك جشع راسماليي العراق فزادوا اسعار الاغذية والملابس بحيث تحولت الزيادة لعنة زهدت العمال بالزيادة.
لابد من القول ان العمال صنفان:
- شغيلة اليد وهم عمال المعدن والخشب والحجر والصباغة وتنظيف الشوارع وهؤلاء يعملون ويستلمون اجوارا على ساعات عملهم.
- ثم شغيلة الفكر مثل الكتاب والفنيين وسواهم وهؤلاء لايلتفت اليهم احد ولايعتدهم الكثير عمالا بل ثمة من يعدهم من الطبقة الارستقراطية او البرجعاجية ويعمل هؤلاء دون مقابل وعلى الروائي مثلا ان يدفع من جيبه الى الناشر لترى روايته النور .
ويضيف البعض شغيلة ثالثة اسمها الشغيلة الرثة وهم:
- طبقة من القوادين والمتعاملين بالمخدرات والمومسات..
اتذكر ملامح الجواهري وهو ينشد قصيدته في عيد العمال بساحة السباع وكنت واقفا مع الجمهور بحضور كمي ونوعي (لست متذكرا ان كان الزعيم قاسم موجودا في ساحة السباع ام لا) وكانت الجماهير تستعيد الشعر كثيرا وقد اعتذر الجواهري عن تلبية مطاليب الاعادة لانه كان متوعكا:
بكُمْ نبتدي.. وإليكم نعودُ ومن سَيْب أفضالكم نستزيدُ
ومن فيض أيديكمُ ما نَقيت وما نستجدّ.. وما نستعيدُ
بكمْ تُبتنى شرفاتُ الحياة وينشقُ للفجر منها عمودُ
ومما تكدّون تنمو الزروعُ وتَغذى الجموع.. وتُكسى الجنودُ
ولولاكمُ لم يقُمْ معهدٌ ولا اخضرّ نبتٌ، ولا رفّ عودُ
ومن جهدكم دائباً مضنياً توفّر للخير منا جهودُ
وللشرّ.. حيث الدَّمارُ الفظيع يباد به شيخُكم والوليدُ
بأيديكم إذ يُشدّ الرُّصاصُ نموت.. وحين تُصبّ القيودُ
فنحن إذا شئتمُ والفناء... ونحن إذا شئتمُ والوجودُ
إذن أنتم الدهرَ من حقّكم إذا حان يومُكُمُ أن تسودوا
أصارحُكمْ أيها العاملونَ وحملُ الصراحةِ حمل يؤودُ
لأنكدُ ما عاق سيرَ الشعوب جهود يُعفّي عليها جحودُ
صحابي.. وأنتم لنعم الصِّحاب ِ إذا نُكثت من صَحِيبٍ عهودُ
أرى الغيبَ كالشمس رأدَ الضحى، وكالنَّار تعشو إليها الوفودُ
أرى غدَكم، زاحفاً، فوقه ترِف مروجٌ.. وتُزهَى ورودُ
فمِيلوا له.. إنه منكُمُ قريب.. وما فجرُ ليل بعيدُ
مَطارقُكمْ هنّ جَرِس الزمان يدُقُّ.. فيسمعُ حتى الحديدُ.