نورالدين مدني/سيدني
يزداد يقيننا مع كل فجر جديد بحتمية إنتصار إرادة الحياة رغم تمدد الجرائم الإرهابية التي توظف بذكاء خبيث لنشر ثقافة العنف وكراهية الاخر وتغذية الردة الإنسانية والديمقراطية التي تهدد الأمن المجتمعي والإنساني. نزداد يقيناً بان الخير باق وسط الناس مابقيت الحياة البشرية ونحن نرقب بتقدير وعرفان الإشراقات الإنسانية التي تتحدى خفافيش الظلام وتقدم نماذج عملية للتعايش الإنساني الإيجابي الذي يعزز السلام والخير والحب وسط الناس.
الذين إستمعوا للفيديو الذي تتحدث فيه بعض النسوة من شهود العيان لحادث إشتعال النيران في إحدى العمارات السكنية في بريطانيا بإنفعال وعفوية عن بعض المسلمين الذين تنادوا في محاولة لإنقاذ من يمكن إنقاذه من سكان العمارة، لابد أنهم لاحظوا صدق مشاعر أولئلك وهن يؤكدن الحميمية الإنسانية التي شهدنها والتي تعزز التعايش الإيجابي بين مكونات الأمم والشعوب بغض النظر عن معتقداتهم أو توجهاتهم أو جهاتهم او أصولهم العرقية.
نقول هذا ونحن نتابع بإندهاش مشوب بالتساؤل الحائر من تصريحات السناتورة الأسترالية المثيرة للمعارك العدائية ضد المسلمين عامة بولين هانسون التي وصل بها الأمر إلى دعوة رئيس وزراء أستراليا ملكلوم تيرنبول إلى النظر بجدية في إقتراح منع هجرة المسلمين إلى استراليا!!. إننا ندرك نظرياً أسباب المخاوف التي تجعل أمثال هانسون لتبني هذه المواقف المخالفة لحقوق الإنسان ولميادئ الديمقراطية والسلام المجتمعي، لكنها لا تبرر هذه الدعوة السالبة لإقصاء الاخرين بسبب معتقدهم الديني جراء تعميم الحكم الظالم على الكل نتيجة الجرائم المرفوضة من الغالبية العظمى للمسلمين، والمدفوعة بقوى معادية للإسلام والسلام المجتمعي.
لحسن الحظ تظل هذه الدعاوى والإفتراءات محدودة الأثر رغم تنامي الجماعات الشعوبية الإنكفائية العنصرية لإيماننا العميق بحتمية إنتصار إرادة الحياة والخير والسلام مهما تكالبت قوي الظلام والشروالكراهية.
لذلك فإننا ننظر إلى دعوة رئيس وزراء أستراليا تيرنبول للمهاجرين الذين يودون الحصول على الجنسية الأسترالية أن يثبتوا وطنيتهم للحفاظ على الأمن القومي ومكافحة الإرهاب من جانبها الإيجابي الذي يعزز التعايش الإيجابي بين كل مكونات النسيج الأسترالي، وليس الإقصاء الذي تطالب به زعيمة حزب امة واحدة التي تسبح عكس تيار واقع النسيج الأسترالي المجتمعي والإنساني الذي شكلته التعددية الثقافية والإثنية وأسهمت في نهضته.