نورالدين مدني/سيدني
لا علاقة لكلام الناس اليوم بالفيلم الهندي الأشهر - على أيامنا - "من أجل بنائي" Mother India، إنما إستمديته من حديث ادم جمال في الندوة التي نظمها منبر بلاك تاون بسدني السبت الماضي ودعيت للحديث فيها حول السودانيين في أستراليا بين الأمس واليوم وأشواقهم المشروعة في تأسيس كيان سوداني واحد يستظلون بظله.
أدار الندوة الطيب ادريس حسين وابتدرت الحديث شاكراً أسرة المنبر دعوتهم لي للمشاركة في الحديث عن هذا الموضوع الذي لا أدعي إلمامي الكامل بتفاصيله إلا من خلال ملاحظاتي إبان زيارتي الماضية والحالية لأستراليا.
لذلك إعتذرت في بدء حديثي وقدمت الشكر المستحق للذين بادروا بمحاولة تأسيس الكيان السودان الواحد ونجحوا في إحياء برنامج يوم السودان الذي يقام كل عام وسط تحديات ومصاعب معروفة للجميع.
أوضحت كيف أنني لاحظت في زيارتي السابقة قبل عدة أعوام ان السودانيين كانوا أكثر تماسكاً، وكيف لاحظت في زبارتي الحالية إنتقال بعض أمراض السودان المصطنعة إلى دول المهجر في شكل تكوينات جهوية وقبلية، الأمر الذي أضعف تماسك النسيج المجتمعي السوداني في أستراليا.
ذكرت أنهم جميعاً يدركون أنه لاسبيل لإسترداد عافية النسيج المجتمعي في استراليا إلا بالإلتفاف حول الهوية السودانية التي تجمع كل مكوناتهم الجهوية والقبلية بعيداً عن العصبية البغيضة. بعد ذلك تحدث ادم جمال احمد عن هجرة السودانيين وشتاتهم (دياسبورا) فى كل أنحاء المعمورة، وليس هناك ارقام موثقة توكد أعدادهم.
ومن خلال تجربته العملية ذكر بان الهجرة سلاح ذو حدين من الناحية الاقتصادية ونقل المهارات لها مردود ايجابى كبير، اما للوطن بقدر ما يمثل خسارة موارد بشرية وهجرة عقول، ورغم إثارته للخلافات القديمة المتجددة بين من يمكن إدراجهم تحت مظلة العروبيين وبين من يمكن إدراجهم تحت مظلة الإفريقانيين، وتساءل هل هناك وقفات لتقييم الأوضاع المجتمعية ام أننا كشعب نسير وفق ما تمليه علينا الظروف والمتغيرات، لكنه أكد وجود إجماع بين مختلف المكونات السودانية في أستراليا على ضرورة قيام كيان واحد للجالية السودانية.
أثار ادم أيضاً بعض التحديات الماثلة التي تواجه الأسر السودانية التي تعيش في أستراليا خاصة فيما يتعلق بتربية الناشئة والمحافظة على اللغة والتخاطب والثقافة والهوية السودانية وضرورة تحقيق التوازن المطلوب بين حقيقة إندماجهم في النسيج الاسترالي وبين حقيقة إنتمائهم لثقافة وقيم مجتمهم الأصلي، في دولة تعترف بالتعددية الثقافية المكونة لنسيجها الواحد.
وقال إن الكيان السوداني الواحد يعتبر صمام الأمان لبناتنا وأولادنا في مقبل أيامهم، وكيف لنا ان نعكس الوجه المشرق للسودان للشعب الأسترالي الذى لا يعرف الا الجانب المظلم.
أثرى الحضور النقاش بمقترحات عملية دعت لتكثيف الجهود ومواصلة المساعي القائمة لتاسيس الكيان السوداني الواحد، بطرحه على كل المكونات السودانية المناطقية والقبلية للمشاركة عملياً في تأسيسه.
ثمن المتحدون في الندوة النجاح النسبي في إستمرار قيام يوم السودان السنوي واتفقوا على ضرورة دعمه والخروج به من ضيق المكان إلى ساحة أرحب تستوعب الأنشطة السودانية وضيوف السودان من كل ألوان الطيف الأسترالي.
هكذا وضعت هذه الندوة أمر الكيان السوداني الواحد أمام طاولة كل المكونات السودانية في استراليا لمزيد من التفاكر والتنادي بمختلف خلفياتهم وإتجاهاتهم وجهاتهم لتأسبيس الكيان السوداني الواحد الذي يحمي حقوقهم العامة في أستراليا.