مجيد الدليمي / سدني
استمعت جيدا وبوعي وادراك وفكر وقراءة وتحليل للحوار التلفزيوني بين الإعلامي عدنان الطائي والشيخ الهنداوي فيما يتعلق بقضية محتجزي رفحاء وتفاعلت مع طروحاتهم واستنتاجاتهم واجتهاداتهم بما يثار من قضية قانون رفحاء واختلافاتهم لكن ما اثار استغرابي وحزني هو ان يتجاهل ما أصاب الناس عام 1991 في عمق تفاصيل حياتهم وأفقدهم ممتلكاتهم وفجعوا بأولادهم وأقاربهم ومحيطهم الاجتماعي وعمق الوجع والانهيار والتفتت في فضاء عيشهم في الصحراء وعمق الوجع والذهول في وعيهم، فجاء مرتزق وعاهر في إمتهانه للكلمة والنَّاس يرقص على اوجاع الناس في الصحراء ويسوغها ويبررها بشكل بائس وتعيس ويوظفها في مخاطبة مشاعر إلانا والنَّاس والنرجسية والتضخم، هكذا تكون الكلمة عندما تبتذل قيمتها ووظيفتها الاساسية في صناعة الحياة الجيدة للناس.
نحن في زمن على الكثيرين ان يقفلوا افواههم ليرحمهم الله ويرحمهم المجتمع.
من هنا نبدأ حديثنا والمقال فنقول: هناك من يعيش على هامش الحياة دائما مهما حاول هذا البعض ان يوجد لنفسه مكانة ولو في الصفوف الخلفية جدا، يعيش هذا البعض رخيص غير مؤثر وليس له قيمة اجتماعية ولا إنتاجية ولا إسهام في حراك المجتمع وتوثبه نحو صناعة النمو والتنمية والاستقرار الاقتصادي والاجتماعي والحياتي وإيجاد مكانة للوطن تليق بتاريخه وتراثه ومكتسباته وقيمه ومنجزه الفكري والثقافي وتجعله وطنا يتفيأ الجميع بظلاله وينعم برخائه وأمنه واستقراره وتماسك نسيجه الاجتماعي مع وطنهم الذي يجمعهم لحمة واحدة، ومع جغرافيا ملهمة علمتنا الاصالة والوفاء وكرّست فينا اخلاقا ترفض ان نكون اداة للغدر أو قابلا للتأجير أو توظفنا ان نكون شوكة في خاصرة الوطن والنَّاس. هؤلاء الهامشيون يستغلون الظروف السياسية التي يمر بها الوطن فيحاولون صناعة بطولات وهمية لهم ويخرجون كالافاعي يحاولون زراعة الشكوك والخوف والرعب في المجتمع لزعزعة تماسكه وثبات وصلابة جبهته الداخلية التي تقف الْيَوْمَ وبكل حزم وشجاعة ووعي وادراك وايمان بالوطن ضد اي استهداف خارجي.
لم أَجِد تفسيرا والوطن يعيش لهيب حروب ومشكلات وماسي ان يخرج من بيننا من يشكك في توجه أو يثير الصخب في قضايا ليست بالضرورة ان تثار ويحاول ان يوهم الناس عبر التواصل الاجتماعي ومن خلال حملته (أهالي رفحاء) والايحاء بأنها تهدد اقتصاد الوطن وتهدد استقرار الناس الحياتي والامني.
نحن ندرك جيدا ان دولا تعمل بشراسة على استهداف الوطن وأبنائه وجغرافيته وان مخابرات واجهزة هذه الدول تعمل لإلحاق الضرر بابناء الوطن وان اموالا تصرف لتجنيد من يسيء إلينا أو ينال من تماسكنا لكن المؤلم والمحزن ان نجد بيننا من يتولى مهمة الاساءة للوطن وأبنائه خدمة لاعدائه.
فليعلم الجميع ان ثوار الانتفاضة والجيش العراقي والحشد الشعبي هم الهوية والانتماء والولاء وسيظل الوطن بهم عصيا على الانكسارات وقوة متماسكة ضد الشرور فلا مجال لمثل هؤلاء الذين يشكلون أدوات هدم أو يتوهمون ان باستطاعتهم النيل من تماسك الوطن وأبنائه وهؤلاء هم دخلاء على الكلمة والوعي والثقافة والعمل المتصل بالشأن العام وزمنهم في أفول.