عباس رحيمة / سيدني
ان ارفع سبابة اصبعي
معلنا الرحيل.
بل دائما اتشبث بالارض
وكأن قدمي مسمرة عليها
لا شي يدعوني للبقاء
الحياة اصبحت مهنة مملة
امتهنها كي اجني قوت العيش.
امني نفسي بالغد
ولم اسف على شي..
لم الأسف؟!
وكل النوافد تجلب لك الغبار
دعها كما هي مغلقة.
وابق صامتا امام نظرات
من يلتهم صمتك على شكل
طبق شهي
فالحياة ما هي الا ورود ذابلة
على منضدة رجل ثري.
لا يهمه من امرها الا ان يلتهم
ما في طبقه من الحساء الدسم،
وينام ملا العين
هكذا حياتي
كيف تبدا؟!
وكيف تنتهي لا يهم
في الصباح امشط سطح المرآة
لازيح التجاعيد المتراكمة على وجهي
من ليلة امس.
كذلك الذهول وحيرتي.
عندما ارى الطيور البيضاء
تخرج من راسي محلقه
في فضاء المراة
او عندما ارى شجرة
تمسك بشدة بغصن اوشك
على السقوط الى الهاوية
والشمس عندما تشرق مزهوة
بانتصارها على ما تبقى من حطام
ليل امس
لم الغرابة في ذلك؟!
الغروب سياتي ويطبق جناحية
على افق السماء ليعيد
ليلة امس
يعلن انتصاره بان الظلام
آت وسيزول.
وانا ساسقط كوردة ذابلة
على منضدة الطعام..
سياتي الخادم ليلملم
ما تبقى من فضلات الامس.
ويكنس القشور المتساقطة
ويرمي بي الى القمامة.