مجيد الدليمي / سدني
في البدء والى المنتهى..
حينما اتحدث عن الوطن وانسانه الوطن اتحدث عنه بلغة النهرين دجلة والفرات، وابتعد كثيرا عن مفهوم الأغلبية والأقلية لان شعب الأقليات هم أشد حبا وإرتماءا لتقبيل تراب الوطن.
كذلك حينما اتحدث عنه اتحدث بعفوية المواطن العراقي الذي اكتوى بالظلم من خلال إضطهاد الظالم السياسي ولهذا أجزم ولألف سنة قادمة مامن سياسي عراقي ان يكون غانديا أبدا لانه لم يحتذى بجيفارا في نضاله وفِي الحسين بن علي في ثورته، فبهم سوف لن تتحقق مطالب الشعب في التنمية والحياة كأننا نعوم ولكن بلا مجداف أو بوصلة.
من هنا ابدأ حديثي والمقال:
نحن فتحنا أعيننا وتشكل وعينا على فكر وعقول نيرة مدركة عميقة الرؤية في كل مايثار من قضايا واختلافات سواء كانت سياسية أم إقتصادية أو حياتية يعيشها الناس والعالم. وكثيرا مايبهرنا ويثري مخزوننا الثقافي والمعلوماتي العامة مايتمتع به رموز الفكر الديني من ثقافة واسعة في مختلف القضايا والهموم والهواجس والتحولات والمتغيرات إذ تجدهم يحللون ويفككون ويستشرفون المواقف السياسية والاقتصادية والحياتية بوعي رؤيوي متمكن يعرفون كيف تسير الأمور وكيف تتجه بوصلات التحالفات والعلاقات الدولية ويضعون المتلقي البسيط ورجل الشارع العادي في صورة واضحة للذي يجري من خلال تحليل منطقي وعقلاني وقراءات تغوص في عمق القضية وتفاصيل الحدث برؤية لايملكهاالا مفكر سياسي متمرس في التعاطي مع الشأن السياسي الى جانب حصيلته الأكاديمية في العلوم السياسية ومتابعته لما يجري في مراكز القرار الاممي وصياغة توجهات العالم في كل قضية من القضايا. لم يقتصر وعي وفكر هذه الرموز من رجال الدين في الأمة على الهوامش أو التفاصيل الصغيرة في بحث أمور لم تعد حالة إجتماعية يومية للفرد كالمسح على الخفين أو تحريم اكل لحم الحصان أو لباس المرأة أو أحكام الأصوات الصادرة من الانسان عدا الكلام وتاثيرها على الطهارة المعنوية وغيرها. لكنهم يبهرون الفكر الجمعي ويغذونه برؤى تغيير من مفاهيم ظلت سائدة وان كانت رديئة أو رخوة، فإذا تكلم احدهم عبر محاضرة أو لقاء تلفزيوني أو ندوة فكرية وتناول الوضع السياسي والحياتي فكأنما هو خريج أعرق الجامعات وأشهرها في العلوم السياسية وقريب جدا من دهاليز البيت الأبيض أو الاليزيه أو الكرملين حيث تطبخ القرارات.
هكذا فتحنا اعيننا وتشكل وعيناعلى فكر يحترم العلم والعقل والإنسان ويحرص على إثرائه بالمفيد، لكننا نعيش الْيَوْمَ صدمة السطحية والبلادة والخواء الفكري وضحالة المعلومة وهشاشة التحصيل عند رجال الدين والسياسة والبرلمان أو من يتعاطون التواصل مع الناس في شؤونهم الحياتية. استمعت الْيَوْم ثانية الى لقاء احدهم المدعوا الشيخ رحيم الدراجي من كتلة المواطن التي يتزعمها عمار بن محسن الطباطبائي، على احدى القنوات وهو شخص يحتل موقعا مقربا من عمار الطباطبائي حيث مارس هذا الشخص ابشع الوان خدش الحياء وقال ألفاظا سوقية وسخر من ثوار الانتفاضة الشعبانية وأهالي رفحاء في تحليل سياسي أو هو يصفه بانه تحليل مع الشيخ الهنداوي بدون خجل ولا حياء ولا مراعاة لمشاعر المتلقي ومشاعر أهالي رفحاء صغارا وكبار رجالا ونساء ولا احترام لذوي المقابر الجماعية من ثوار الانتفاضة ولا احترام للوظيفة التي هو عليها ( نائب دمج) وترفعه عن سقط القول وفحش العبارة وبذاءة التعبير والمؤلم ان المذيع كان مبهورا بهذا التحليل والتوصيف واشاد به.
نخلص الى:
الكلام البذيء والاتهامات الرخيصة والاستخفاف الذي قام بها الشيخ رحيم الدراجي بوق كتلة المواطن والذي مارسه هو بذاءة نترفع عنها كرجال ثوار وكأحرار وكأعلاميين من الدخول عبرها في ترهات رخيصة لان الخلق الإنساني الذي نتحلى به يرفضها.