شوقي العيسى/ ملبورن
ربما لم يكن مألوفاً ولا متداولاً إستخدام مصطلحات وعبارات ترتبط ارتباطاً بآلة القتل والدمار بالنسبة للإستراليين على الإطلاق، فهم شعب مسالم يحب الخير والرفاهية والعيش بسلام ، ولكن ما إن يحاط هذا الشعب الذي يقطن في قارة بأكملها بموجة من الخوف والقلق تتوقف بهم السبل متطلعين الى ذلك النفق المظلم عله من ضوء في نهايته. حيث تعتزم الحكومة والبرلمان إدخال قنابل موقوتة الى إستراليا من شأنها أن تشكل تهديداً مباشراً على الشعب الإسترالي والمصالح عامة، وتلك القنابل التي تعتزم الحكومة إقرار قرار بإدخالها لها قابيلة على إنتهاك حرمة الإنسان في الداخل وإشاعة ثقافة القتل داخل مجتمع لم يتعود على تلك المخاوف والتهديدات المباشرة والتي تصله الى مكانه، وربما هذا الهجوم الإرهابي الكبير الذي لا مفر منه في إستراليا والذي يتوقع حدوثه مساعد مفوض الشرطة مارك مردوخ من ولاية نيو ساوث ويلز والذي بدوره كان متشائم رغم أن كافة الإجراءات الأمنية المتخذة في استراليا على أعلى المستويات. تلك القنابل الموقوتة التي تعتزم إستراليا إدخالها هي أطفال عصابات داعش من الاستراليين الذين ذهبوا مع عوائلهم للقتال مع داعش في سوريا والعراق والذي تضاعفت اعدادهم منذ عام 2014 حتى وصلت الى أكثر من 300 إرهابي، وفي عام 2015 اعلنت وزيرة الخارجية الاسترالية ان العدد تضاعف خلال سنة الى 120 إرهابي، انضمت اليهم عوائلهم وتم تدريب أبناء داعش على القتال والذبح وكيفية قتل الأخرين وتنمية الحقد لديهم على المجتمعات المسالمة بدعوى أنهم كفار، حتى ظهر فيديو لطفل خالد شروف من إستراليا في عام 2014 والذي التحق مع ابيه للقتال مع عصابات داعش، اظهر الشريط المصور أن طفلا لا يتجاوز سبع سنوات يحمل رأساً مقطوعاً، كما أظهر تسجيلاً ينسب الى شروف وهو يلقن إبنه ويعلمه كيفية قتل إستراليين.
هذا نموذج من نماذج القنابل الموقوتة التي تعتزم استراليا إدخالها للبلد ليكونوا على تماس مع الشعب الاسترالي وينفذون أجندات داعش التي تدربوا عليها خلال سنوات القتال مع ذويهم ، بالاضافة الى الحقد والبغض والكراهية التي تنامت لديهم على إستراليا والإستراليين ليعودوا مجندين ومهيئين ومستعدين لتنفيذ مخططات إرهابية توكل اليهم من قبل الخلايا النائمة الموجودة في إستراليا من عصابات داعش والذين لا شك ولا ريب سيمجدون آباءهم الذين قتلوا مع داعش ويجعلون من هؤلاء الأطفال أبطالا لان آباءهم قد أدوا رسالة كبيرة ، وتبدأ مرحلة من غسل العقول لهؤلاء الأطفال الذين يحملون فايروس الحقد والبغض حتى تتنامى تلك الأحقاد وتنفجر بتنفيذ مخططات إرهابية داخل إستراليا.
أن الخطر المحدق بإستراليا وشيك ويكاد ينفجر ان تم إدخال هذه المجاميع بحجة حقوق الإنسان والبراءة والطفولة التي يمكن أن تطبق على أناس مسالمون أو مضطهدون أو مشردون لا أن يكونوا تعلموا الحقد وتفننوا بكيفية القتل والقتال أن يتم إعدادهم وتأهيلهم ليكونوا أناس صالحين، كيف يكونوا كذلك وغالبيتهم شاهد وأشرف على هلاك وقتل ذويهم في العراق وسوريا التي أصبحت مقبرة لهم، فالحقد لديهم على من يقف ضد داعش إعلاميا أو لوجستيا أو عسكريا يجعلهم ينفذون القتل بأي وقت. فالحذر كل الحذر من أن تمضي إستراليا بمساعيها وتدخل هذه العوائل التي ارتضعت وتفننت ودرست كيفية القتل، فالشعب الاسترالي ينتظر أن تدخل له تحسينات على الميزانية التي تقع تحت العجز منذ سنوات، وأن ينتظر أن تأتي اليه تخفيضات في رسوم قوائم الكهرباء والغاز والماء وما الى ذلك من أمور بتماس مع واقع معيشة الإنسان الاسترالي المسالم.
ونصيحة أخيرة (لا توقدوا النار في الغابات وتقولوا أن سيارات الأطفاء جاهزة)، فان حدث لا سامح الله أي مكروه لا ينفع حينها أن المنطلق كان إنسانياً أو غيره، فاحموا الشعب الإسترالي قبل العطف ومحاولة تأهيل أعداء العالم أجمع.