نورالدين مدني/سيدني
الدكتور هاشم التني أحد السودانيين المهمومين بتحقيق السلام والتعايش السلمي بين مكونات الأمة السودانية، مؤسس المعهد العالمي للسلام وحوار الثقافات بواشنطن، عمل في منظمة اليونسكو سفيراً وباحثاً، وهو من الذين يؤمنون بأن الحياة لا تستقيم بدون تحقيق السلام. وصلتني منه رسالة الكترونية تحمل بعض أطروحاته، اكد فيها أن كل خلاف بين الناس يمكن تجاوزه في حالة وصولهم إلى نقطة وسطى بينهم في أي إشكال أو نزاع، وقال: إن السلام يحتاج إلى طاقة روحية جبارة لتحقيقه وسط الناس.
كان الدكتور التني طرفاً في كثير من الأحداث وقريباً منها أو شاهداً عليها، لذلك اكتسب خبرات متراكمة، وما حدث في أمريكا بعد فوز الرئيس الحالي اوباما، جعله يطلق العنان لفكرة إمكانية حدوث التغيير في بلادنا الأحوج لإنجاز مشروع السلام الشامل.
إنه من المؤمنين بأن السودان - الذي لم يغادر وجدانه - ينام على مخزون إنساني متجذر إضافة للخيرات الكثيرة الموجودة فيه،، وإنه من المعجبين بمشروع الزعيم الأفريقي نيلسون مانديلا الذي يقوم على "السلام والمحبة" كأقوى الأسلحة التي يمكن أن تحقق التغيير المنشود.
لدكتور هاشم التني الذي مازال يقيم في واشنطن بعد فترة أمضاها في باريس، مازال يحمل في قلبه ذلك السوداني البسيط الذي نشأ وترعرع وسط أسرة بسيطة في أم روابة بشرق كردفان، وهو من الذين يرون أن السودان يحتاج لروح مانديلا لتحقيق السلام، وإلى روح قرنق ليسترد مشروعه في التعايش والتكافل وسط جميع مكوناته الأفريقية والعربية والإسلامية.
الدكتور التني أيضاً من المهمومين بمكافحة التمييز العنصري الذي ما زال حضوراً في بعض المجتمعات الأوروبية.
ومن أجل ذلك أنشأ في واشنطن المعهد العالمي للسلام وحوار الحضارات، ومؤسسة سلام السودان، وهو يرى أن الحياة لا تستقيم دون تحقيق السلام فيها.
يقول د. التني أن كل إختلاف بين الناس يمكن تجاوزه إذا جنحوا للسلم وسعوا للقاء عند نقطة وسطى في أية فكرة أو إشكال أو نزاع ..
وهذا ما نحتاجه الان في السودان لتحقيق تطلعات المواطنين في السلام العادل الشامل والتحول الديمقراطي الحقيقي والحياة الحرة الكريمة للجميع بدلاً من تأجيج الفتن وزرع الخلافات الداخلية وسط السودانيين وبينهم وبين الاقربين في الجنوب والشمال الامر الذي زاد من حجم الإختناقات السياسية والإقتصادية والإجتماعية والامنية بلا طائل.