نورالدين مدني/سيدني
ما زال أمر الإستفتاء على مشروع تقنين زواج المثليين يفرض نفسه على الرأي العام في أستراليا، وتتصدر أخبار تداعياته صفحات الأخبار والحوادث في الصحافة الأسترالية، لذلك لابد من إستمرار التنبيه إلى مخاطر تمرير هذا المشروع وفرضه بالقانون في المجتمع الأسترالي.
من الأخبار المؤسفة ما نشر عن طرد العاملة مادلين Madeline البالغة من العمر 18 عاماً من العمل في شركةCapital Kids Parties لمعارضتها مشروع تقنين زواج المثليين، وقولها بوجود حملة لتخويف الشباب من التصويت ب"لا".
نشرت الصحف أيضاً أن رئيس الوزراء الفدرالي الأسترالي السابق طوني أبوت تعرض لهجوم في هومارت عاصمة ولاية تسمانيا من أحد المؤيدين لمشروع تقنين زواج المثليين، وقال أبوت في تصريحات صحفية أن رجلاً إقترب منه ليصافحة وكان يضع شارة"نعم" على ثيابه، وإعتدى عليه، لأنه كان يقود حملة للتصويت ب"لا".
يحدث هذا وسط تصاعد حملة توعية سلمية من بعض الناشطين المعارضين لمشروع تقنين زواج المثليين الذي يشكل تهديداً كبيراً للحياة الأسرية والبناء المجتمعي في أستراليا وفي العالم أجمع.
لذلك تنادى عدد من المرجعيات الدينية المسيحية والإسلامية في سدني للتشاور حول هذا المشروع، ومن بين الحضور راعي كنيسة أبرشية أستراليا المارونية المطران أنطون شربل طربية والشيخ يحي رئيس مركز الفتوى والتحكيم الشرعي في أستراليا وممثل تجمع الإئتلاف من أجل الزواج في أستراليا، وأصدروا بياناً مشتركاً اكدوا فيه رفضهم لمشروع تقنين زواج المثليين.
أكد بيان المرجعيات الدينية الصادر في الثامن عشر من سبتمبر الجاري أن تعاليم الأديان السماوية ترفض زواج المثليين، وعبروا فيه عن أسفهم للتغطية الإعلامية غير المتوازنة التي تعطي مساحة أكبر لمؤيدي زواج المثليين. أوضح البيان أيضاُ ان كل الأديان السماوية تعتبر الزواج الطبيعي هو زواج الرجل من إمراة، لذلك جددوا رفضهم للمشروع المطروح للإستفتاء وقالوا انه لايجوز التلاعب بالعلاقة الزوجية الطبيعية التي تحفظ النسل وتبني الأسر والمجتمعات.
أدان بيان المرجعيات الدينية جميع أشكال الحقد والتمييز وأكد ضرورة كفالة وحماية كرامة الإنسان وإحترام إنسانية المثليين دون أن يعني ذلك تقنين العلاقات خارج إطار الحياة الزوجية، لأن ذلك يهدد البناء الأسري والمبادئ والقيم التربوية والتنشئة السوية للأجيال القادمة.
هذا البيان النصيحة جاء في وقته تماماً، ليس للإنتصار لجماعة ضد أُخرى وإنما لحماية المجتمع كله من خطر محدق يهدد مستقبل السلام النفسي والمجتمعي في أستراليا.