شوقي العيسى/ ملبورن
بعيداً عن أن جميع الأديان السماوية ترفض ما يسمى بزواج المثليين الذي يعتبر شذوذ جنسي وإخلاقي بمعنى الكلمة ، فإنه مرفوض إخلاقياً وإجتماعياً لما له من تبعات مؤثرة على المجتمع بشكل عام. فلم تكن إستراليا الدولة الوحيدة التي تدخل معترك وإشكالية تشريع زواج الشاذين جنسياً من نفس الجنس فقد سارعت كثير من الدول بعد صراعات برلمانية بتشريع هكذا قانون يسمح للمثليين الشاذين إخلاقياً وجنسياً أن يتم عقد قرانهم ، الأمر الذي أحدث جدل كبير في البرلمان الإسترالي حتى أحيلت هذه الإشكالية الى الشعب الإسترالي الذي سيتمكن من الإستفتاء بقبوله أو رفضه، هذا القانون المرتقب مرهون بمدى التأييد والقناعة بالمشاركة بهذا الإستفتاء الذي سيكون عبر البريد. لا شك أن المنطلق الذي يدفع الحكومة الإسترالية في تشريع أو عدم تشريع القانون يأتي من دافع حماية ورعاية لحقوق الإنسان، وأن هذا الأمر يعتبر من القضايا الشخصية التي تكون محط إهتمام منظمات حقوق الإنسان، ومن هنا لابد أن نشير الى ملاحظة مهمة وهي أن جميع المنظمات والإعلان العالمي لحقوق الإنسان جاء ليدافع عن الإنسان كإنسان وليس كإنسان شاذ وهناك فرق بين الإنسان الطبيعي الذي يتمتع بحقوق ويؤدي واجباته إتجاه المجتمع وبين أن يكون شاذ جنسياً ينظر له المجتمع على إنه إنسان رخيص وغير نافع في المجتمع. ثم أن منظمات حقوق الإنسان والمدافعين الذين يدافعون عن حقوق الشاذين جنسياً وإخلاقياً، إن كانوا بهذه العقلية وهكذا مباديء تعطي أحقية للشاذ فحريٌ بهكذا منظمات أن تعيد صياغة وأحكام المباديء التي تسير عليها فلا شك ولا ريب جميعها مغلوطة وغير نافعة وستجعلنا نعيد حساباتنا بهذه المنظمات المدافة عن نماذج شاذه إخلاقياً وجنسياً. أن بناء المجتمع وتكامله يأتي بالوضع الطبيعي فالعلاقات الشرعية بتزاوج الذكر من الأنثى مفهوم فطري يفقهه العالم والجاهل ويحس ويشعر به أي إنسان متكامل بل حتى الحيوان بفطرته يذهب اليه فالتزاوج نعمة لتكامل المجتمعات وهذا التكامل هو الوضع الصحيح الذي يكون فيه المجتمع منتج ومثابر وله تطلعات وعلومه، لا أن يكن مجتمع هدفه الوحيد هو إشباع رغباته الجنسية فمثل هكذا مجتمع لا يمكن أن يتقدم نحو تحقيق الأهداف كالتطور التكنولوجي والصحي والعلمي وغيرها من العلوم التي من شأنها أن تجعل الدولة بمجتمعاتها متطورة أو متأخرة.
وتشير الدراسات النفسية والصحية أن ظاهرة العلاقات الجنسية لنفس الجنس تعطي مؤشرات سلبية على الأفراد أنفسهم فهم يشعرون بعقدة النقص وتجاهل المجتمع اليهم وهذا ما يسبب حالات الإكتئاب وحالات الاضطرابات النفسية والجسدية في تغييرات تطرأ على الأجسام التي تمارس العلاقات الجنسية فالإناث يحدث لهم اضطرابات في ازدياد وتوسع في الهرمونات الانثوية مما يسبب للمرأة حالة من الهستريا والإكتئاب والقلق والهوس وتغييرات في الجسم، ما يجعل النساء اللاتي يمارسن عمليات السحاق أنهن يشعرن بعدم إشباع رغباتهن الجنسية، بالاضافة الى أنهن يشعرن أنهن منبوذات من قبل المجتمع لان هذا الفعل غير طبيعي ويقعن في عزلة عن المجتمع تتسبب بحالة نفسية، أما عند الذكور فإن الممارسة الجنسية لهم أو ما تسمى اللواط يحدث للرجل أن يكون الفرج اكثر عرضة للتلوث بالبكتريا عندما يصب السائل المنوي من الرجل الأخر وذلك لان الفرج مخصص للتخلص من الفضلات، وأن البكتريا تكون أسرع الى مجرى الدم في الجسم، بالإضافة الى تزايد حالات الإصابة بالورم الحليمي البشري (HPV) والتهاب الشرج والمستقيم، والقرحة الرخوة، وثآليل الشرج، وفطريات وطفيليات الجهاز التناسلي، وقمل العانة، والورم البلغمي الحبيبي التناسلي، والتهاب الكبد الفيروسي، وفيروس السايتوميجالك الذي قد يؤدي إلى سرطان الشرج، والمرض الحبيبي اللمفاوي التناسلي، ومرض الاميبيا، والديدان المعوية، ومرض الجرب، ومرض الزهري، ومرض السيلان.
من هنا فان تشريع زواج المثليين يعتبر إجهاض لتنمية المجتمع وهدم البنية والتكوين الأسري لتكوين المجتمع ما يساهم في انحطاط وتراجع البلد الذي يشرع في اقرار هذا القانون في المستقبل.