نورالدين مدني/سيدني
هذه ليست المرة الأولى التي أكتب فيها حول هذا الموضوع الذي شغل الناس والرأي العام في أستراليا، فقد كتبت عنه حتى قبل أن يتم الإعلان عن مشروع تقنين زواج المثليين ونبهت إلى مخاطر بعض الإعلانات التي تبث في الفضائيات الأسترالية التي تشجع مثل هذه العلاقات.
مرة أخرى لابد أن أؤكد أن موقفي هذ لا يتناقض مع تقدير الظروف الخاصة التي توقع البعض في مثل هذه العلاقات، التي غالياً ما تبدأ بالقهر والعنف قبل أن تتحول تدريجياً إلى رغبة دفينة تمارس في الخفاء بعيداً عن أعين الامهات والاباء وأولياء الامور. بعد طرح الأمر للرأي العام في إستفتاء مفتوح وسط إنقسام واضح وسط الأستراليين مابين معارض ومؤيد لابد من سماع اراء المعارضين بذات القدر المتاح للمؤيدين.
في هذا الصدد أحمد لصحيفة الأنوار الأسبوعية بسدني تخصيصها مساحة مقدرة لإستطلاع صحفي لعدد من رجال الدين والمهتمين بشؤون الأسرة والمراة والشباب حول "شرعية زواج المثليين".
واضح من الإستطلاع الصحفي الذي إستعرض اراء عدد من رجال الدين من مختلف الديانات السماوية وبعض الناشطات والناشطين تنامي تيار عريض معارض، يؤكد مخاطر إقرار هذا المشوع على الحياة الأسرية والبناء المجتمعي. قال القس جون نمور مقدم برنامج "أكثر من رأي" على قناة كرمة في هذا الإستطلاع أن زواج المثليين لايمكن وضعه تحت مظلة الحرية الفردية لأن فيه إيذاء للاخرين وإفساد للمجتمع.
قال الشيخ كامل وهبي رئيس المؤسسة الشيعية الإسلامية بأستراليا إن الزواج المعروف في كل الأديان السماوية بين رجل وإمرأة، وان تقنين زواج المثليين سيدمر الحياة الإجتماعية.
أكتفي بهذين الرأيين من الإستطلاع الصحفي، وأؤكد مجدداً أننا لا نستهف حرية الأفراد الذين يمارسون حياتهم الخاصة بالطريقة التي تستهويهم، لكن المرفوض هو تقنين زواج المثليين تحت مظلة إستفتاء يفتح الطريق أمام المجتمع الأسترالي بهذه الطريقة للصعود نحو الهاوية.