شوقي العيسى/ ملبورن
مع سخونة المطابخ السياسية الخارجية يعلو صوت إستراليا من بين الدول العظمى التي تطالب كوريا الشمالية بالكف عن تهديداتها للعالم بامتلاكها السلاح النووي والتي إستعرضت فيه صاروخها العابر نحو اليابان في أول تهديد فعلي ومباش لايقاف التهور والرعونة الأمريكية في العالم.
أن ما يدعو الى الإستغراب هو التدخلات المباشرة لإستراليا وتبعيتها للسياسة الأمريكية الغير متزنة والتي تحاول فرض نفوذها على العالم في مواجهة الصين وروسيا والان كوريا الشمالية التي بدورها امتلكت البرنامج النووي في ظل رئيس حكومة متهور لا يأبه لأحد وما أن جاءت التهديدات الأمريكية الفاعلة التي أنزلت أسطولها في الشواطيء الإسترالية بنحو يعطي دلالة واضحة لخنوع استراليا للقرارات الأمريكية.
ومن هنا فلكل فعل ردة فعل فعندما سمحت إستراليا الى القوات الأمريكية بحصار كوريا الشمالية والتهديدات المباشرة لها لم تقف بيونغ يانغ مكتوفة الأيدي فكان تهديدها المباشر بضرب إستراليا لانها الأقرب وكذلك وجود الإسطول الأمريكي في المياه الاقليمية الإستراليا التي باتت خطراً وشيكا محتمل في أي وقت في قرار يمتلكه رئيس أرعن لا يهمه أن يدمر العالم بأسره.
ولكن هل أن سياسة إستراليا في أتباع حماقات أمريكا التي مابرحت تفتك في الشعوب من العراق وافغانستان حتى انضمام استراليا ووقوفها الى الجانب الأمريكي بشحذ الهمم لجميع الدول بفرض حصار اقتصادي على كوريا الشمالية. ربما تكون إستراليا تبرر موقفها باتباع واشنطن بوجود خطر حقيقي من كوريا لاستراليا وهذا حق مشروع وطبيعي، ولكن لماذا تسمح استراليا بدخول وتواجد اسطول امريكا في مياهها؟ الا يعتبر ذلك بحماقة ترتكبها استراليا أن تضع شعبها تحت تهديد مباشر.
الا يعتبر ذلك بتدخل استراليا بسياسة خارجية لدولة تبعد عنها محيطات والاف الكيلومترات، وهذه الحماقة والتدخلات تنقلنا الى حماقة وتدخل سافر من قبل السعودية وحلفاءها في اليمن فقد شنوا حرباً مدمرة على الشعب اليمني الفقير وقتلوا شعبه ودمروا البنية التحية للبلد بحجة الشرعية الدولية للرئيس اليمني، فالفرق بين التدخلات السعودية والاسترالية أن اليمن لا تمتلك السلاح الفعال والنووي كما تمتلكه بيونغ يانغ ما يشكل خطراً محدقاً لاستراليا عامة.
ولو القينا نظرة لحماقة استراليا في هكذا تدخل غير مبرر نرى أن الانتقادات التي توجه لإيران بتدخلاتها المتزايدة بدول الجوار كالعراق والبحرين وقطر وغيرها من غير وجه حق، فإذا كانت تدخلات استراليا والسعودية مبررة فايران من حقها أن يكون لها تدخل بحماية مصالحها الدولية من المحيط الاقليمي خصوصا وهي ترى أن الرعونة الامريكية أخذه بالتزايد والإندفاع نحن اللامحدوية في فرض هيمنتها على العالم.
فأن كذلك المقارنة بهذا الشكل فعلى الدول الضعيفة السلام فالحيتان القادرة على الابتلاع لم تبقي ولا تذر شيئاً الا أتت عليه وإبتلعته، وهناك وقائع أن من يمتلك قرار التدخل بالسياسات الخارجية للدول الأخرى يجب أن يكون قادراً على لغة التهديد ولا يمكن أن يكون كالنعامة.