نورالدين مدني/سيدني
رواية "أبواب مواربة" للكاتبة السورية هيفاء بيطار تتناول بجرأة بعض التحديات المجتمعية التي تواجهها المرأة الشرقية في علاقتها بالرجل، وهي تحكي عن فتاة إسمها سمر وجدت نفسها منبوذة نتيجة لعلاقتها مع رضا الذي هجرها بعد أن أجبرها على إجراء عملية إجهاض مؤذية وفاشلة. تقول سمر بعد ان إستفاقت من هذه التجربة الفاشلة: عشت سنوات مجنونة من الألم.. بائسة محبطة وحيدة، لكنني لست تافهة.. أدهشني ذلك اللغز فقد ظل هناك ضوء حقيقي يصدر من منبع مجهول داخلي.
لن أسرد لكم تفاصيل علاقتها مع رضا التي كانت مثار كلام الناس وقلق والديها بسبب تمسكها بهذه العلاقة غير المنضبطة مع رضا التي تعلم علاقاته النسائية في أمريكا، وعندما حبلت منه فرض عليها إجراء عملية إجهاض تسببت في ثقب في رحمها وتركها تعاني الامها وحدها. عندما أفاقت من البنج بعد العملية الفاشلة لم تجد إلى جانبها إلا أسرتها، وقتها قالت لها خالتها روضة: تماسكي يا سمر .. إياكي أن تقولي إنتهيت فالحال في هذه الدنيا يومان يوم لك ويوم عليك.
في عام الشؤم كما نعتته سمر، العام الذي تلا عملية الإجهاض، كانت تشعر بأنهامؤمنة بقدرها وهي ترى مستقبلها مقيد برحمها المثقوب وسط حزن أمها وصمت أبيها الأكثر إيلاماً لها. هناك قصص أخرى داخل الرواية من بينها قصة هند التي تعاني من البطالة والعنوسة للدرجة التي أشعرتها وكأنها ثمرة لايزال شكلها مقبولاً، لكنها من الداخل أكلها الدود.. إلى ان أُضطرت للزواج من رجل كهل متزوج في صفقة مادية خاسرة نفسياً وعاطفياً.
خالة "سمر" روضة قالت عنها: إنها جبارة لم أكن أعرف أنها تملك هذه العزيمة الهائلة لمقاومة العاصفة المدمرة التي أحاطت بها، كنت أخشى عليها من الإنتحار أو الإنهيار العصبي.. لكنها إنتصرت، ولدت رسامة من رحم المأساة التي حاصرتها إجتماعياً.
لن أحدثكم عن الشاب رامز الإنتهازي الذي حاول الإقتران بسمر لتحقيق حلمه "الخاص" لكنها كشفته ونزعت خاتم الخطوبة من إصبعها وردته له وهي تقول : عيب منك تبيع نفسك بمقابل. الطرق الوعرة لخيبات الأمل قادت سمر لقرار الرحيل إلى واشنطن وهي تقول لأمها : هنا لاأستطيع تشكيل ألواني كما أريد .. حتى أحلامي تتعثر بحواجز الخوف.
إنتهت الرواية الكتاب لكن حياة سمر لم تتشكل ألوانها بعد.