شوقي العيسى/ ملبورن
مع سخونة الأحداث السياسية وتفاقمها وانتفاخ الصراعات والأجندات الدولية التي تعمق أصل الخلاف وتزيد من الإحتقان للأزمة الحاصلة بين إقليم كردستان والعراق، وما نتجته الأحداث الأخيرة جراء الإستفتاء في كردستان الذي جرى في 25 أيلول 2017 بموافقة جلية من قبل شعب كردستان بالانفصال عن العراق. أن الغريب والمعيب على الساسة العراقيين هو التباكي وخلق أزمة سياسية من شأنها أن تعمق الهوة والخلاف بين حلفاء الأمس الذين كانوا في مسيرة طالت سنوات في نضال مع اقرانهم ضد الدكتاتورية البغيضة التي حكمها صدام الأرعن بالحديد والنار. من الملاحظ أن دول الجوار العراقي كتركيا وإيران هم المستفيد الأول في ادامة وتعميق الصراع بين بغداد وكردستان العراق، لان البلدين يسعيان جاهدين في استمرار خلق ازمات متعددة للشعب العراق من خلال التدخل في الشؤون الداخلية والخارجية للبلد وكأن العراق محافظة من محافظات انقرة او طهران. لا يمكن لنا بأي حال من الاحوال أن نقبل بتقسيم العراق الى دويلات صغيرة تتخادم مع المشروع الصهيوني الذي يرسم ملامحة منذ سنوات عديدة، ولكن هناك بعض التوقفات التي يجب أن نأخذها وتأخذها الحكومة العراقية بالحسبان وهي أن إنفصال كردستان عن العراق هو من مصلحة العراق للحفاظ أولا على خيراته التي تذهب من جنوب العراق الى شمال العراق ومن دون اي وجه حق، بالاضافة الى نسبة استقطاع حكومة الاقليم 17% من ميزانية العراق للإقليم، ناهيك عن النواب الكرد الذين يستلمون رواتبهم ورواتب حماياتهم من ميزانية العراق، ورغم هذا كله وأن نفط محافظة كركوك يصدر من قبل الإقليم من دون أن تشرف عليه الحكومة المركزية في بغداد، وأن كردستان لا تسمح للعراقي بالدخول للاقليم الا بتأشيرة وهذه بحد ذاتها روح الانفصال. ولو طرحنا سؤالاً حول من عمق صفة الإنفصالية لدى الأخوة الكرد؟ اليس الذين اتفقوا على كتابة الدستور اتاحوا للكرد المجال أن يأخذوا صفة الإنفصالية عندما وافقوا لهم بالاعتراف باللغة الكردية وادخالها في الدوائر الرسمية كلغة رئيسية ثانية معمول بها في البرلمان وفي جواز السفر العراقي، فقد أدرجت اللغة الكردية كلغة رئيسية أمام اللغة العربية التي هي لغة البلد الاساسية، ألم تكن هذه المسألة مدعاة وانطلاق لروح الانفصالية لدى الانفصاليين الذين ينوون الانفصال عن العراق بحجة أو من دون حجة.
ثم لماذا ياحكومة العراق هذا التباكي والاصرار على عدم انفصال كردستان عن العراق، وأنتم الذين فرطتم في كل شيء داخل العراق، لقد فرطتم في كرامة الإنسان العراق وجعلتموه نموذجاً للانسان الفقير الذي لا يجد قوت يومه، ألستم ممن تواطيء مع كردستان وادخلتم داعش للعراق؟
ألم تكن أجنداتكم وتواطئكم وعمالتكم مع دول الجوار ممن تسبب وأصبح البلد ساحة حرة تتلاعب بها سياسات دول الجوار واجنداتهم الخبيثة الرامية لاحراق العراق باكمله كالسعودية والاردن ومن قبل كانت سوريا وغيرها من الدول التي ترقص على جراحات العراقيين. لقد تحركتم بأجندات أمريكية وقومية عربية ممن حركهم البغض وعدم استقرار العراق، لقد اعطي الضوء الأخضر منذ البداية من قبل الامريكان لعصابات مسعور البرزاني أن يعلنوا ويعملوا على الانفصال وعندما ساروا كما كان مخطط لهم تخلت عنهم أمريكا لأنها شعرت أن مشروعها في العراق فشل وآل الى السقوط فبدأت بالتحرك نحو عرقلة إنفصال كردستان عن العراق، فأمريكا تكيل دائما بمكيالين فشهدناها عندما جاءت بالقاعدة للعراق وغذتها ثم غيرت الاسم الى داعش وسوف يتغير داعش الى عنوان جديد واسطورة جديدة.
فلماذا نتباكى عن انفصال كردستان ان كان بصالح العراق من الناحية المادية والعسكرية التي سوف لن ندفع رواتب البشمركة مستقبلا وهذا عبيء ثقيل على كاهل العراق الذي يمر بأزمة إقتصادية، دعوهم فان هناك من لا يروق له ان تقام دولة كردستان، فان معارضة تركيا وايران وسوريا ايضاً تكفيان بعدم اقامة أي دولة مستقلبية فلماذا تخلق أزمة مازالت هناك نوايا خبيثة تكفيكم ذلك؟