أ. د. عبدالاله الصائغ- ميشغن
حميد المطبعي عقل موسوعي ومؤرخ موضوعي ومواطن عراقي اعتنق فكرة البعث يوم كان البعث مشروعا قوميا وحين اختنق العراق بهرطقة الحزب الواحد والفكر الواحد والرجل الواحد خفف الوطء وعرف بالاعتدال ومساعدة من يطلب اليه النجدة ولكنه أهرق وقته في التوثيق والتوريخ والتوليف
حميد المطبعي لم يرب نفسه على الكراهية ولم يصادق السوقة والدهماء بل كان نسيج وحده.
عرفته 1954 كنا في مدرسة الغري المسائية الاهلية هو في النهار يشتغل في مطبعة الغري التي يمتلكها اخوه الاديب الراحل الجميل علي المطبعي وانا اشتغل في محل بيع ادوات السيارات الذي يملكه الراحل الجميل الحاج حمودي منا وفي الغري كان مديرنا رجلا مربيا طيبا لقبه الشوشترلي ودرسنا المعلمون الشيخ ملاسلمان الدلال والشيخ عبد الله الشرقي وعلي الصباغ وهادي مواشي ورحيم عجينه. وحميد المطبعي وهو طالب ابتدائي اصدر كتابا اسمه ابدع الوسائل في انشاء الرسائل وحين نضج تجاهله وفي 1960 اصدر كتابا اسمه قوميتنا الصاعدة ولعله تجاهله وكان اقرب اشقائه الى نفسه هو الاستاذ رشيد المطبعي ثم اجتمعت وحميدا المطبعي في متوسطة الخورنق وكان مديرنا المربي الاستاذ عبد الرزاق رجيب وكنا كوكبة من الاصدقاء لانفترق وهم علاء البرمكي وموسى كريدي وحمودي المقرم وعبد الامير الحصيري وعلي صالح معله واساتذتنا هم محسن البهادلي ومحمد علي المقرم.
وعملنا مطلع ستينات القرن العشرين ندوة الاداب والفنون المعاصرة فاجتمع التلميذ حميد المطبعي بالمدرس عبد الامير معلة ومعنا زهير الجزائري وعبد الرضا الصخني وزير زاهد وجاسم الحجاج وكان مقرنا مقهى ابو المسامير فيجلس معنا مرتضى فرج الله وحميد فرج الله وسعيد علي ومحمد علي السعبري ومحمد كاظم الطريحي وتوفيق زاهد ورزاق ابراهيم حسن واصدر حميد المطبعي مجلة الكلمة وتعاطف مع الندوة مصطفى جمال الدين وعباس الترجمان وفاضل الرادود ومدني صالح وصالح الظالمي وزارنا سامي مهدي ومالك المطلبي ويوسف الحيدري وحميد سعيد وفوزي كريم وباسم حمودي
وعناد غزوان وقد تشكلت ندوة قبالة ندوتنا وهي ندوة عبقر برياسة هاشم الطالقاني الذير اصدر مجلة عبقر ومعه عبد الرحيم محمد علي وعلي الحلو ثم تشكلت ندوات كثيرة مثل الغرس الاخضر وكان موقف الرابطة الادبية وهي اعرق مؤسسة ثقافية في النجف كان موقفها منا موقف الاب من ابنه الضال يقرص اذنه ولايقطعها وهذا الكلام نقلا عن جميل حيدر رحمه الله .
كتب شقيقي الدكتور محمد الصائغ مرثية للاستاذ المغفور له حميد المطبعي
جاء فيها
انتقل الى رحمة الله ألاديب والكاتب حميد المطبعي وهو من الادباء الذين ظهروا في الستينيات، ألمطبعي إبن مدينتي ألنجف وكان صديقا حميما لشقيقي الاكبر عبد الاله الصائغ ولي صلة وطيدة به. سأروي جانبا واحدا من سيرته، كان المطبعي من البعثيين المعتدلين وعندما تبرع احمد حسن البكر بمنزله في منطقة علي الصالح ليكون متحفا للحزب تم تكليف المطبعي ليكون مديرا له ، فأراد أن يبدأ بجمع معلومات عن صدام حسين ليضعها مع مقتنياته في جناح من المتحف فبدأ برحلة البحث عن تاريخ صدام منذ طفولته حتى اصبح المسؤول الثاني في الدولة، ولما كان تاريخ صدام غير مشرف منذ ان كان طفلا فطالبا فمسؤولا وقع المطبعي في حيرة من أمره، كيف يستطيع ان يبيض التاريخ الاسود لصدام وانتبه الاخير لذلك فأمر بغلق المتحف!
ألصورة يظهر المطبعي ألثالث من اليمين وشقيقي عبدالاله الاول من اليمين مع نخبة من الأدباء.
نقلا عن وكيابيديا حميد المطبعي
حميد بن الشيخ محمد علي بن علي الصحاف، النجفي، أديب، وكاتب، وشاعر، [1] وباحث وموسوعي عراقي[2] ولد في مدينة النجف عام 1361ه/1942م، وتعلم في مدرسة الغري الأهلية، ومتوسطة الخورنق المسائية، ثم واصل دراسته في معاهدها العلمية، فدرس الفلسفة، واللغة العربية، وقد اخذ الكثير مما يجب أن يعرفه وهو في سن الشباب من عبد الكريم الزنجاني صاحب نظرية التقريب بين المذاهب، ومن هنا تعلم التسامح، وتعلم إحترام الآخر، وعرف الشوق لانه كابده.
في أواخر الخمسينيات تعرف المطبعي على الوجودية فارتبط بروادها وتراسل مع صاحب الفلسفة الوجودية، جون بول سارتر، وتعلم من جيفارا ان النزعة الثورية حركة.
فلسفته:
الأنسان أقوى من الحرية، والحرية أضعف من أن تغري الأنسان على السقوط.
سمي بالمطبعي، لإمتلاكه أو عمله في المطابع، حيث عمل في مطبعة الغري المؤسسة عام 1339ه/1920م، التي يمتلكها والده، ترأس تحرير جريدة العامل الأشتراكي، وجريدة النقابي، كما أصدر مجلة ثقافية وفكرية مهمة، كانت مسرحا لحركة أدبية طليعية، اسماها مجلة الكلمةوذلك عام 1967 واستمرت بالصدور حتى عام 1975.
ولو لم يفعل المطبعي في حياته، غير اصدار مجلة االكلمة، يدخله التاريخ الأدبي من أوسع أبوابه.
وقد اتجهت المجلة نحو اليسار والماركسية، وكانت تتحدث عن الديمقراطية وحرية الكلمة، فاستقبطت الكثير من الكُتاب والأدباء والشعراء من داخل العراق وخارجه، أمثال، نزار قباني، وسعدي يوسف، وأدونيس، وعبد الواحد الخضيري، وبشرى البستاني، وعبد الرحمن طهمازي، وجليل القيسي، وإسماعيل فهد إسماعيل، ويوسف الحيدري، ومحمود جنداري.
اصدر (25) كتابا
منها: عشرون جزءاً من موسوعة المفكرين والأدباء العراقيين.
وموسوعة أعلام العراق في القرن العشرين في ثلاثة أجزاء، التي اعتبرها عملا مميزا وثمرة جهد واجتهاد مضن، لايعلمه الا من تابعه بتفاصيل مشاقه اليومية. ومع انه وضع مبررا لغياب بعض أعلام العراق وخصوصا اهل الفكر والأدب والسياسة والعلم ممن غادروا البلاد في العشرين سنة الماضية، في قوله منهم من ارتحل عنا الى أماكن بعيدة، وباتت عناوينهم صعبة المنال.
وله أكثر من 5000 مقالة في الصحف
وقد أسهم في تأسيس المجالس الأدبية ومنها، ندوة الآداب والفنون المعاصرة.