نورالدين مدني/سيدني
ظاهرة العنف وسط الطلاب والشباب ظاهرة قديمة لكنها ازدادت في السنوات الاخيرة مع ارتفاع حمى الصراع السياسي والاستغلال السيء لحماس الشباب والطلاب وشحنهم السالب بمشاعر العنف وكراهية الآخر ورفضه.
إنها ليست ظاهرة معزولة عن المحيط المجتمعي‘لكن الذي يعنينا في المقام الأول حماية الشباب والطلاب من المؤثرات السالبة التي تغذي في دواخلهم طاقات العنف والكراهية وعدم التعايش مع الآخر.
عجبت للآلية الطلابية لنبذ العنف التابعة لهيئة مركزية الأحزاب في السودان وهي تتهم القوى السياسية والحركات المسلحة باستغلال الطلاب في الجامعات وتورد إحصائيات موحية بأن المستهدفين وسط الطلاب هم طلاب المؤتمرالوطني. هنا يثار سؤال مشروع حول هوية هذه الآلية التابعة لهيئة المركزية للأحزاب لأن "مولد" الأحزاب السياسية والحركات المسلحة زاد ضابية الوضع السياسي غموضاً‘ ولم يفلح في التعبير عن التعددية الحزبية الديمقراطية.
الأمر الثاني المحير هو ما قاله رئيس هذه الآلية عمار زكريا في المؤتمر الصحفي بضرورة حسم أمر الزي الجامعي حتى يتكمن الحراس من تمييز الطالب من غيره!!.
الزي الموحد - مع غرابة المطلب - لن يمنع الذين يودون الدخول للجامعات من الحصول عليه وارتدائه للدخول للجامعة‘ وهذه ليست المشكلة لأن المشكلة في الأفكار التحريضية السالبة التي تجد من يروج لها وينشرها داخل الحرم الجامعي.
إن حركات وجماعات العنف وكراهية الآخر وعدم التعايش معه موجودة خارج الحرم الجامعي لكنها تبث سمومها وشحنها السالب للطلاب - عبر عمليات غسيل مخ مبرمجة ومنظمة - داخل وخارج الجامعات..
تحول الطلاب إلى أدوات طيعة لا إرادة لهم ينفذون المهام الموكلة لهم كأنهم خشب مسندة.
إن الطلاب والشباب في الجامعات والمعاهد العليا ليسوا في حاجة لضوابط وكوابح بقدر حاجتهم للتهوية الفكرية الصحية التي تحمي الأنشطة الطلابية الثقافية والفنية لتمارس بسلام بعيداً عن العنف والكراهية ورفض الآخر.