نورالدين مدني/سيدني
ألقت الشاعرة السودانية داليا الياس بحجر في بركة المسكوت عنه من القضايا المجتمعية الحساسة عندما قالت بوجود أزمة فحولة عند بعض الرجال السودانيين، أثارت ردود فعل غاضبة أذكر منها ما سطرته الإعلامية سارة طه موضحة أن أزمة الفحولة - إن وجدت - فسببها يرجع إلى أزمة الأنوثة. لا أخفي إعجابي برأي سارة طه مع تحفظي على اللغة الخشنة التي ختمت بها تعليقها على داليا، ليس لأنها دافعت عن الرجال إنما لأنها أشارت لحقيقة ماثلة ذكرت بعض مظاهرها مثل عدم إهتمام بعض النساء في زماننا هذا بأنوثتهن.
أتفق مع سارة في أن أزمة الأنوثة عامل أساسي في فتور الحميمية الزوجية، وقد تناولت هذه المشكلة في عمود صحافي سابق في الصحافة السودانية قلت فيه أن بعض النساء يقتلن أنفسهن ثم يقتلن ازواجهن بعد ذلك. أتفق معها أيضاً في أن نساء هذا الزمان إهتممن بالجماليات الشكلانية بل بعضهن شوهن جمالهن الطبيعي خاصة اللاتي حاولن تغيير لون بشرتهن السمحة بأخرى ممسوخة، إضافة لإنشغالهن بوسائل التقنية الحديثة أكثر من إشتغالهن بازواجهن. قلت أيضاً في عمودي ذاك ما معناه: ياحليل نساء زمان اللاتي كن يحرصن على "الدخان" و"الدلكة" والعطور السودانية المميزة اللاتي أحسن وصفهن الشاعر ود الرضي في قصيدته الشهيرة "ست البيت" التي قال فيها: ماقالت كبرت وبقيت حبوبة وخلت بوخته المحبوبة.
إن إتفاقي مع رأي سارة طه لا ينطلق من موقف ذكوري بل باعكس تماماً لأنني أكن للمراة السودانية كل الحب والتقدير كما أنني لست من انصار عودتها إلى البيت والتخلي عن مسؤوياتها في العمل وفي الحياة العامة، إنما قصدت أن تحافظ على مملكتها الأسرية وانوثتها الطبيعية.
هناك نساء كثيرات إستطعن التوفيق بين الحياة الزوجية السعيدة الهانئة وبين حياتهن العملية والمجتمعية مع الفصل التام بين إحتياجات وواجبات كل على حدة، فما للعمل للعمل وما للزوج والأسرة للزوج والأسرة.
أنتهز هذه الفرصة كي أجدد التحية للمراة السودانية التي إستطاعت بالفعل إثبات وجودها الفاعل في كل المجالات وتأكد ذلك في مشاركتها الإيجابية الفاعلة في ثورة ديسمبر 2018م .
هذا لايعني إعفاء الرجل من مسؤوليته في الحفاظ على الحميمية الزوجية بدلاً من الهروب من الأسرة والبحث عن حميمية خارج عش الزوجية.