ثائـرة تنشد للوطن بكل بهاء بل للأنسان العراقي وحي محبتهـا
رسائلهـا ملاذ صور حبيسـة الذاكرة والبوح الشعري ومدونات لوحة تتوقد في آخريات ليل منفي بغداد
فهد الصكر- بغداد
في منفى غربتها يتوقد قلبها بالأنتماء والحنين إلى وطن تدرك هواجسه، ومعنى عذاباته. تكتب وترسم لتفاصيل وطن لا يبارح ذاكرتها، أو حتى حديثها مع الأخر هناك في منفى الدول الأسكندنافية. ما يمنحها الشعور والأحساس بدفء سماوات "بغداد" وحاراتها وأسواقها، وعلامتها الفارقة "الحزن الذي تتشح به شناشيلها وهي تغادر أمكنتها ليس سهوا؟.
ثائرة تنشد للوطن بكل بهاء، بل للأسنان العراقي وحي محبتها، ودمعتها، ونبض موسيقى قصائدها، لتخط فرشاتها أجمل انتماء في زمن مزق البعض هويته العراقية.
تدرك متى ترسم، والوانها تنسجم محاكات حواري لون بغداد، ودروبها تغني زمن جميل سجلته على جدران تريد أن تنفذ منها، وتعرف الوصول الى ملاذات القصيدة، بوح فيه عذابات الغربة والمنفى، وفيها وحي المكان الأول، دفتر مذكراتها، للآن ينام هادئا في حاضنة ذاكرتها المترعة بالحنين والحب والانتماء. تقول ثائرة:
"انا لست حزينة بل سكنت ثورة الروح امام عظمة ربي.. بعد ان احتواني بين راحتيه".
ومن وحي غربتها تساند هويتها الأولى، أبجدية المرافئ والتاريخ والأهوار ، وتنشر وثيقة "مساندة" لكل الزملاء على جغرافية العالم المتمدن بغية ضم أماكن حضارتنا على لائحة "اليونسكو" (الاهوار في عيوننا حملة لإنقاذ اهوار العراق إلى جميع زميلاتي وزملائي برغم عمق جراحنا لوضع العراق بشكل عام الا اننا نحتاج لوقفة حقيقية الان، لا يحتاج منا الا بضع دقائق لنوقع جميعاً في هذا الرابط حتى نساهم بدخول مدينة أور وأوروك وأريدو والأهوار، على لائحة التراث العالمي..
لذلك ادعوكم للتصويت على لائحة التراث العالمي الحملة التي بدأت قبل ايام).
وتكتب نصوص الانتماء الى دروب الدفء العفوية، محطات استراحة من لهو الحياة بنا؟ ورقصها على ملاذات أرواحنا.
يحل المساء..
ليخلو من الأحياء المحملة بالهموم
قد يطيب للبعض الآخر السمر..
المفتعل بعد غروب ماخبأه النهار
كجفن غادره السهاد بعد صراع مرير
الليل ملئ بأنين مخلوقاته
ولكل أنين.. أنين
كيف لا وهو وليد الحكايات
وهو احتماء في ثنايا الظلمة برقاد عميق
في الليل..
تنتابي الرغبة في مغادرة المكان
الى اللامكان
أهب نفسي للسكون للهدوء..
لأتخلص من عذابات البوح
لتعود بعد رحلة السرد الى ألوانها العاشقة للضوء والدهشة والأنبهار، لتوقد ألق محبتها ثانية لحبيبها العراق، مأذنة وناقوس كنيسة وطقوس مندائية، هي هوية تجتمع فيها كل الطوائف، ليصبح ويعج في لوحتها "عراق واحد" لا فكاك به ومنه.
وتنزف رحلتها دمع المحبة في نقاء سريرة ومعنى وبوح حد الأنصهار، وكم يوجعها، بيد أنه ماض عبر محطاتها الأكثر شجن في حب الوطن:
هذا نقائي،
هذا هواي،
هذه هويتي..
عراقية موسومة البهاء
مهما طال بها السفر والتحديات
وحين توصل رسائلها موشحة بالحنين تارة، والتوق لدروب صحبة هم ملاذ صور ظلت حبيسة الذاكرة والبوح الشعري ومدونات لوحة تتوقد في آخريات ليل منفي، ولذا لا تشعر بفراغ اللحظة وهي شاردة بلا ريب:
(كيف تشعر بالفراغ..؟
وقلبك ينبض
وانفاسك تحيطك
وعقلك يحدثك
كن رفيقا معهم وستجد عالمك عامرا بالأحياء)
مرة كتب عنها الناقد وجدان عبد العزيز "الشاعرة والتشكيلية ثائرة شمعون البازي التي يبدو لي انها تكتب بتأثير واضح من الالوان والتشكيل مما جعل قصائدها تقترب من ابعاد اللوحة التشكيلية وجمالية الالوان والخطوط وما توحيه لدى القاريء وهي تناجي الحبيب الغائب الحاضر، أي يسكنها الحب والجمال وتتغزل بالغزل الروحاني رغم حالة الغربة والتوجع وهي سمة عامة في شعرنا العربي والعراقي خاصة تقول في قصيدة (شكوى شجرة):
(في مقتبل الشكوى
يخبرني وجعي الذي يقيم
على روابي القلب
نهرا تتسلل عبره خلسة أمراة
تسأل عنك بين الاخبار
وبين الاسئلة بعد السكن من امرأة مفترضة).
وتحاول الشاعرة هنا رسم خطوط وعلامات الشكوى واي شكوى، شكوى شجرة وتعني السمو والعلو أي تبث شكواها عبر الاثير لحبيب مفترض له علاقات تحمل علامات من الاسئلة، وهكذا تختلط الحقيقة بالخيال والحلم وهو عمق يختفي بين الكلمات.. وتصوره (كم الطفل تهرب) لتعطيه ابعاد مجسمة رغم انه حالة افتراضية تتيه معها في اروقة البحث عن جمال اللقاء. اذن الشاعرة ثائرة تكتب قصيدة الغزل والحب وتعني بها الجمال تعني خطوط والوان (اراك في كل جراحاتي / منطقة ضعف) ترته وتلمسه حقيقة في جراحاتها لكنه يعزف في المنطقة الضعيفة وهي العاطفة ثم تقول: يا انا منذ كان اللقاء زغب امان صغتها خواتم لهفة بين اصابع يديك فانزلت اللهفة بين اصابعه أي انها داخلت بين اللامرئي والمرئي وهو دليل كافي ان الشاعرة لم تكن تقصد الحسيات أي لم تكن عاشقة ومتلهفة للعشيق الحسي انما هي تتغزل بالجمال ولهفة الحب عندها هي ايضا ضمن ما تبحث عنه في هذه المساحات.
وهي لم تكن المرة الوحيدة التي تناولها "النقد" بموضوعية واضحة لا مجاملة فيها، وكانت هناك أكثر من دراسة بحثت في سردها الشعري، ولوحتها الحداثوية، والتي تشير الى بصمة مغايرة في مشهد التشكيل العراقي، وقد أوصلته للمتلقي الأوربي عبر معارضها الشخصية، أو مشاركاتها التي تشير عبرها الى بعد متصل بحدود الوطن وأندهاش "المنفى" كمعنى غربة وأنين.
ببلوغرافيا الولادة: بغداد ـ العراق
التحصيل الدراسي في العراق: خريجة المركز القومي للحاسبات الالكترونية لعام 1982.
التحصيل الدراسي في السويد: ماجستير في تشكيل الفن ـ تشكيلية مصممة حرفية..
الموقع الشخصي لأعمالي الفنية:
(www.arts-paradises.com)
مدير موقع مركز فراديس العراق.
رابط الموقع www.iraqparadises.com