علاء الماجد/ بغداد
مرة أخرى يستهدف الإرهاب منطقة الكرادة في قلب بغداد، بعد ساعات قليلة من موعد الإفطار، حيث انفجرت سيارة نقل معبأة بمواد ناسفة في حي الكرادة التجاري المزدحم بالمواطنين الذين خرجوا للتسوق بمناسبة عيد الفطر.
مما أدى إلى احتراق عدد من الأسواق والمباني التجارية القريبة من موقع الانفجار. وقد أعلن مسؤولون امنيون أن 213 شخصا على الأقل قتلوا في التفجير الانتحاري الذي تبناه تنظيم داعش الإرهابي يوم الأحد في بغداد.
وأدى الانفجار أيضا إلى إصابة أكثر من 200 شخص بجروح. وقد توعد رئيس الوزراء حيدر العبادي، الذي تفقد موقع التفجير، بالقصاص من "الزمر الإرهابية" التي قامت بهذا العمل.
وصبّ أهالي المنطقة جام غضبهم على رئيس الوزراء، وحملوه المسؤولية الكاملة عن الانفجار رغم كل الإجراءات الأمنية المشددة ونقاط التفتيش.
وقال المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد العميد سعد معن إن الجهود مستمرة للقبض على من ارتكب هذا العمل والقضاء على تنظيم داعش الإرهابي.
من جانبها نددت الولايات المتحدة بالتفجير في بيان صادر عن البيت الأبيض يؤكد إن مثل هذه التفجيرات تعزز إصرار الولايات المتحدة على الاستمرار في مواجهة التنظيم، وتأكيد وحدة الهدف مع الشعب العراقي وحكومته في شأن الجهود المشتركة لتدميره. وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي، بدوره، أن هذه الأفعال من القتل الجماعي هي "مثال آخر على ازدراء تنظيم داعش لحياة الإنسان، من بغداد إلى اسطنبول وبروكسل ودكا وباريس".
وأكد أن داعش لن ينجح في محاولاته وأن الولايات المتحدة ستواصل توحيد العالم ضد هذا الشر، والقضاء على ملاذاته الآمنة في سورية والعراق واقتلاع شبكاته العالمية.
وفي خبر لاحق أُقيل عدد من كبار المسؤولين الأمنيين والاستخباراتيين في الكرادة استجابة لمطالب أهالي المنطقة بمحاسبة المسؤولين عن وقوع التفجير.
"بانوراما" شهدت هذه الجريمة المروعة التي أودت بحياة ابرياء آمنين يحلمون بمستقبل آمن لبلدهم، واستطلعت اراء عدد من المواطنين عن بشاعة هذا الفعل الاجرامي الشنيع:
- الكاتب والصحفي سعدي السبع (الأمين العام السابق لنقابة الصحفيين العراقيين):
الكرادة الحزينة المتوشحة بسوادها اليوم غير صورتها البهية تلك منذ سنوات طوال بداخلها وخارجها شوارع وحارات اليفة ملاعب وساحات ومنتديات ومقاهي وبيوت امنة مستقرة مزهوة بكرم اهلها وعذوبة مساءاتها ورونق نهاراتها وروعة بيوتاتها وجمال واجهات محالها وعبق عطر نسائها وغيرة رجالها. الكرادة البو جمعة والبوشجاع وابو اقلام والبوليسخانة وارخيته والناظمية والمسبح والسدة وعرصات الهندية وشوارع العطار والمهدي وياسر والزوية وسيد ادريس وجزرة الشط ومتوسطة العرفان ومعامل السكائر وباتا والعصرية وساحة الحرية والجادرية صيدلية هنودي ومستشفى الراهبات ومحلات رضا علوان ومطعم تاج محل والامباسي وقيراط ونادي الهندية والجسر المعلق وام العظام وكنيسة مريم العذراء والجادرية ونادي الفروسية وسبع قصور وباص رقم 12 و13وحمام المهدي ونادي النهضة الرياضي ومنتخب الزوية وحلويات حجي جواد الشكرجي.
كرادة العوائل البغدادية المعروفة العريقة تفخر باعلامها وعلمائها ومثقفيها وادبائها وصحفييها ورياضيها وفنانيها ومبدعيها والعسكريين من ابنائها.
جوهرة بغداد العذبة كانت تغفو على كتف دجلة امنة مسالمة تحتضن ابناءها بحنو و سلام وهم مبتهجين بحيوتهم وتالفهم تلك المدينة المدنية التي كانت دائما تفتح ذارعي طيبتها للوافدين المحبين الزائرين استفاقت صباح هذا اليوم المغبر وقد استباح سكونها تفجير اجرامي دامي مخلفا العديد من الشهداء والجرحى في يوم رمضاني وقبيل حلول عيد الفطر وذلك يؤشر بوضوح مدى فشل الاجهزة الامنية في تامين حماية مناطق بغداد من الهجمات الارهابية كما كشف هذا التفجير اكاذيب الادعاء بوضع الخطط الامنية وجاهزية القوات بالتصدي للارهاب والتي كثير ما يطل علينا المسؤولين الامنيين ليعلنوا بان قواتهم على اتم الجاهزية والاستعداد غير ان ذلك سرعان ما يثبت العكس بحدوث تفجيرات وخروقات امنية وقد اضاف الفشل السياسي وانشغال السياسين بالخلافات العقيمة قد اثر سلبا على هشاشة الوضع الامني المتردي اصلا بتولي اشخاص بعيدين عن المهنية مسؤوليات مهمة في هذا الملف فضلا عن غياب الجهد الاستخباري الذي يمكنه رصد واستمكان تحركات العدو الذي يعمل كما يبدو على استغلال الثغرات الامنية والخلافات السياسية لبلوغ أهدافه بسهولة وفي اي مكان من بغداد وفي مثل هذا الحال ستبقى الكرادة وغيرها من مدن بغداد عرضة لحوادث التفجير اليومي اذا لم يتم اعتماد اليات وخطط امنية فاعلة وحقيقية فعلا بعيدا عن اطلاق التصريحات الكاذبة والتباهي بالجاهزية بيد ان واقع الاحداث الدامية غير ذلك حيث سمعنا كثيرا عن كذبة الجاهزية وتجفيف منابع الارهاب منذ سنوات التي استمر معها مسلسل حصد ارواح الابرياء دون قدرة بالتصدي وفشل ذريع بالمعالجة الحقة ومن اسبابها استشراء حالات الفساد دون رادع حقيقي بل يصل الامر الى حماية الفاسدين تحت مظلات الكتل والاحزاب رحم الله الشهداء الابرياء وشافى بعنايته الجرحى.
- الكاتب والروائي احمد خلف:
يستمر موتنا المجاني من مدينة الصدر في الشهر الماضي الى فاجعة الكرادة.. كل موت فيه موت عراقي، هكذا هو قرار قدرنا وستظل الامهات ثكالى الى ما لانهاية لهذه المهزلة البشرية..
لم اسمع ان احدا في الخارج قد اعلن عن احتجاجه او تجسدت صرخته بالقول الصريح الجميع هناك يحجم عن قول الحقيقة خوفا من بطش الطغاة في تلك البلدان؟
اما حكامنا فهم على دفة الحكم باقون حتى قيام الساعة.
- الفنان التشكيلي فهد الصكر:
من الصعب أن تجد هذه الصورة وهي تخلق وحي تماثلها في راهن المعارك اللا انسانية على مر التاريخ ، ومن الصعب وأنت تتصفح سوح القتال مكتوبا في مدونات معاصرة كانت أم هي في " سالف " التاريخ ، أن تجد صدى له عند أعتى المجرمين. ومن هنا تكونت لدى العقل الأجرامي هذيانات الأنتقام في ظل واقع أمني منفلت ، ولم تحسب له القيادات أي أعتبار منذ العام 2003 ، خصوصا في العاصمة بغداد ، وأزعم أنه تركز على حماية فصيلة " النبلاء " حصرا خشية خوف يرافقهم منذ أن وطأت أقدامهم جغرافية العراق ، وأعتقد هذا التفجير الذي حصل في منطقة الكرادة سيوقع الطلاق الخلعي الأخير بين الشعب وما يطلق على متشابه " السلطة " بسبب بسيط أنها غير قادرة على حماية مواطنيها ، كونها غير منتمية لهوية العراق .وستبقى صور هذا التفجير في الذاكرة الجمعية العراقية . اما الحكومة فانها أعلنت حالة الحداد في البلاد لمدة ثلاثة أيام بعد مقتل وإصابة المئات في هذا التفجير المروع.
- الكاتب والصحفي احمد جبار غرب:
لم نعد نرى الزمن طموحا الان فقط نتسابق معه للهروب من جحيم صنعه تشكيل من الشراذم متمثلا بأوغاد وحثالات الارهاب والإسلام الداعشي الذي انتجته امة العرب وفي زواياها النتنة ديدنه القتل والتدمير والرجوع الى السلف المقبور، ساسة منهمكين بالكراسي والمناصب متصارعين فيما بينهم مع مزايا تفوق حجمهم وأفعالهم الشيء ألكثير جيران سفلة يبحثون عن مصالح براجماتية حقيرة، اجندات عالمية تربي في مختبراتها كل اشباح الموت والقتل والخراب لاتهمها انسانية وحقوق بشر،فساد متراكم انتجته عملية سياسية محاصصاتية سقيمة، وطالما نحن متمسكين بمواقفنا وعلى اخلاقنا فما علينا سوى ان ندفع اغلى ما نملك دما وارواحا في سبيل ان يبقى هؤلاء الاراذل متسلطين ومستبدين وسراق ودواعش على صدورنا، تفجير الكرادة الدامي لم يكن الاول فما ﻻقته هذه المدينة التي تشكل عنفوان المدنية والتحظر والرقي من التفجيرات مايعادل ضحايا هيروشبما وستالينكراد بسبب تفجيرات تطالها من حين لاخرمن اوباش العصر الذين يكبرون في القتل وانتهاك الحرمات وهم جماعة ابليس داعش ومن الحثالات التي تقف وراء هذه التفجيرات يدفع ثمنها كوكبة من الشباب الذي يتوق لبناء مستقبله في بلد فقد الطموح والمستقبل بسبب سياسييه، شباب بعمر الزهور تلتهب اجسادهم المقدسة في شواء احتفالية اقامها جند الشيطان الذين اتخذوا من القتل والذبح والسفك دينا جديدا، ماذا علي ان اقول انها فاجعة كبيرة تتحطم على تخومها المشاعر ، وقبل ان يهل العيد علينا باغتنا الكلاب بسيارتهم المفخخة في الكرادة لتقتل كل شيء حي يتحرك لكنهم خاسرون وخاسؤون فقد جربوا هذا السلوك القذر معنا فرددناهم على جحرهم في عقر دارهم بالفلوجة والانبار وقد حولناهم في ساحة المنازلة والفروسية الى جيف متناثرة هنا وهناك اما هم فقد اختاروا الغدر والخداع لتحقيق مارابهم المريضة وتلك شيمتهم وتلك اخلاقهم اما شهداؤنا فهم لهم المجد والخلود والجنان الواسعة.
- الشاعر قاسم محمد مجيد:
ياللمدينة المكتظة بالحب والمدنية والأمل , مدينة الكرادة للأسف تلوح لنا بالمناديل الحزينة وتذرف الدموع لشباب وأطفال كانوا طعما لنار الهمجية والتوحش، ما الذي نفعله نحن الشعب الذي ابتلى بساسة جبناء حولوا البلاد إلى ضيعة لهم واصطنعوا حروبهم الخاصة كي تظل البلاد ساحة حرب لن تنتهي، انتكاسة أمنية وراء أخرى ولا سوى تبرير واحد لقد ضربنا الإرهاب وجاء لينتقم !! أليس مسؤوليتكم أيها الحكومة الفاسدة حمايتنا، هذه الكوكبة من الشهداء في الكرادة وقبلها في مدن عراقية الا تستحوا ساسة العهر من بقاءكم في كراسيكم، والشعب يستقبلكم بالأحذية والهتافات ضدكم وضد مشروعكم الطائفي إلى اين يذهب بنا فساد الساسة والإرهاب كل يوم يحصد أرواحا بريئة لا ذنب لها سوى أنها تنتمي لوطن اسمه العراق، و لا حل سوى باقتلاع جذور الفساد في الخضراء وان ينتفض شعب العراق ضد هذا الاصطفاف الطائفي والمحاصصة وأحزاب الإسلام السياسي الذين لم يجلبوا لنا سوى الويلات والفتن والصراعات كذلك محاسبة المسؤولين الأمنيين علانية وإمام الشعب.
الرحمة للشهداء والشفاء العاجل للجرحى بأذن الله.
* الإعلامية رفاه المعموري:
شريط الحداد والاستنكار وحتى الاستهجان بات يمثل ثيمة من تفاصيل حياتنا اليومية لكن الألم مستمر لأرواح تغتصب عنوة وترحل لأسباب لا داعي لذكرها مجددا بتنا نتوجس الخيفة في لحظات انتظار لفرح محتمل لأنه في النهاية سيتحول لمواكب عزاء عامة أضعف الإيمان صار استنكار لا يجدي نفعا وحتى إيقاد الشموع فلم تعد تلك النفوس تعانق انفاسنا ولم تعد صلواتنا تجبر خاطر عوائل الضحايا والشهداء كبيرهم وصغيرهم سواء ، العراق أعلن الحداد من سنين مضت وستظل تلك الشرائط السوداء معلقة في بيوت كثيرة لم يتبق غير الأمل بالله الأعلى نشكو له بقلوب دامية حتى نحن أرواحنا اعدمت فكيف لإنسان أن يتعود رؤية مشاهد القتل بشكل مستمر نتأمل فقط قوله تعالى (لا يغيرالله ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم) لكن أنفسنا تلاشت مع كثر الدعايات الإلهية وضاعت الهوية البشرية تحت سقف التدين وسياسات لا شأن لها بشعب يدمر لكنه يحاول الاستمرار (لعل الله يحدث بعد ذلك امرا).
- الإعلامي غالي العطواني:
بمناسبة هذا المصاب الجلل الذي تقرحت قلوبنا بسببه.. اوجه نداء الى الشعب العراقي وقواه الوطنية الخيرة... ان تنظيم القاعدة خرج من رحم الموساد الصهيوني والمخابرات الامريكية والبريطانية.. وداعش خرج من رحم تنظيم القاعدة.. الان وبعد ان بدء الدواعش يشعرون بنهايتهم بعد معارك التحرير الاخيرة على يد بواسل الجيش العراقي ومتطوعي الحشد الوطني.. اخذ يلعب اخر اوراق الساقطة لزرع فتنة طائفية بين ابناء الشعب العراقي الموحد على امل منه للعودة الى احداث قباب سامراء.. لذا اهيب بابناء العراق الغيارى اليقظة والحذر من هذا المخطط.. ولا يفوتني ذكر ان حكومة المحاصصة الطائفية هي التي وفرت الارضية الرخوة لمثل هذه الجماعات الارهابية المتوحشة الظلامية.
المجد والخلود لشهداء العراق الابرار... الخزي والعار للقتلة.. والخزي والعار ثانية لكل من لايستطيع حماية شعبه بسبب الفساد الاداري والمالي. الذي تسبب بقتل الالاف من الشعب العراقي جراء استيراد اجهزة الكشف عن المتفجرات الفاسدة كفساد أصحابها.
- الشاعر رحيم العراقي كتب:
سمعت العيد..دكـَ الباب..
يا يمه سمعت العيد
وشفت العيد.. من إبعيد
طفل ضم ضحكته إلباچر إبخـّده الغـّض
وشعره الأشكَر إضوايات من ينفـّض
چـنّـه العافيه..و ضحكاته خير و حظ
اول ما دخلنه السوكـَ
ظل يحسب أبوي وكَال :
- بابا إبراحتك .. والمال يتعوّض..
وكَبل ما نطلع من السوكـَ
إجتني حاله ..يا يمه تعرفيهه
من أهذي وأصـّخن.. لمن أتمرّض
وشفت علاكَتي المليانه ما بيهه
بس كافور وحجاره وقماش أبيض.