أدى معدل الانخفاض الحالي، إلى مخاوف في العراق من نقص كمية مياه نهر دجلة إلى نصف الكمية، بعد أن بدأت تركيا بتشغيل سد إليسو الذي انتهت من بنائه في يناير/كانون الثاني 2018. مما عجّل من انخفاض منسوب المياه، ووضع العراق أمام مشكلة حقيقية، خصوصاً بعد أن حولت إيران أيضاً مجرى الأنهار التي كانت تساهم بتزويد العراق بالمياه.
وتشكل الأمطار 30 في المئة من موارد العراق المائية، بينما تشكل مياه الأنهار الممتدة من تركيا وإيران 70 في المئة بحسب المديرية العامة للسدود في العراق.
وقالت وزارة الموارد المائية في العراق، إن بناء مرافق تخزين المياه من قبل كل من تركيا وإيران إلى جانب هطول الأمطار غير المنتظمة أدى إلى انخفاض مستوى المياه في الأنهار الرئيسية في العراق بنسبة 40 في المئة على الأقل.
وقد انخفض مستوى المياه في خزان سد الموصل إلى أكثر من 3 مليارات متر مكعب مقارنة بمستوياته في العام الماضي التي تجاوزت 8 مليارات متر مكعب حسب تصريحات صحفية لمدير سد الموصل رياض عز الدين، وأكد أن كمية المياه في السد انخفضت بنسبة 50 في المئة بعد تشغيل سد إليسو في الأول من يونيو/حزيران.
وقالت حكومة إقليم كردستان العراق إن إيران " غيرت مجرى نهر الكارون بالكامل وأقامت ثلاثة سدود كبيرة على نهر الكرخة بعدما كان هذان النهران يمثلان مصدرين رئيسين لمياه الإقليم والعراق ككل". وأكدت ان تدفق المياه توقف كلياً. ويعد الزاب الصغير أحد أهم الروافد الخمسة الرئيسية لنهر دجلة". وسيؤثر تحويل إيران لمجرى 43 رافداً على المدن والمناطق المحيطة بالنهر إلى تعجيل جفاف الإقليم.
لمحة عن سد إليسو
في خمسينيات القرن الماضي، اقترحت تركيا بناء سد إليسو، وهو مشروع لتوليد الطاقة الكهرومائية، وبدأت ببنائه عام 2006، على نهر دجلة بالقرب من قرية إليسو، على طول حدود محافظتي ماردين وشرناق في تركيا. وانتهت منه وافتتحته في فبراير/شباط 2018، وبدأت بملء خزانه المائي في أوائل يونيو/حزيران من العام الحالي.
أثار مشروع السد غضباً دولياً لعدة أسباب، من أهمها انخفاص مستوى المياه المتدفقة إلى سوريا وإيران والعراق إلى جانب تأثر أكثر من 50 ألفاً من سكان المناطق المحيطة بمنطقة السد في تركيا في قرية إليسو وغيرها من القرى المحيطة التي ستغرق كلياً تحت مياه السد. وبررت تركيا إنشاء السد بأنه سيوفر الطاقة الكهربائية وفرص العمل للمنطقة الفقيرة في جنوب شرقي الأناضول ذات الغالبية الكردية.
حجم الأضرار
لا تقتصر تأثيرات سد إليسو على مناطق العراق فقط، بل تشمل كلاً من تركيا وإيران.
ويُذكر أن عددا من المدن الرئيسية تضررت من هذا السد، وهي: الموصل والسليمانية وبغداد والعمارة ومناطق البصرة في الجنوب. بالإضافة إلى المناطق الزراعية المحيطة بنهر دجلة في أقصى شمالي سوريا.
كما أن منطقة قلعة دزة والمناطق المحيطة بنهر الزاب الصغير، تعتمد بشكل رئيسي في مياه شربها على ذلك النهر الذي قطعت إيران عنه الروافد بحسب رئيس بلدية قلعة دزة، باكير بايز. بالاضافة إلى بعض الأراضي الزراعية المحيطة به في أقصى شمال شرقي سوريا.
أما في إيران، فيهدد سد إليسو بحيرة الحور العظيم بالجفاف، والذي سيؤدي إلى كارثة بيئية في المناطق المحيطة بالبحيرة. ورغم شكوى الإيرانيين لدى الأمم المتحدة عن أضرار سد إليسو التركي على البحيرة، إلا أنهم غيروا مجرى 43 رافدا من أصل 45 التي كانت تتدفق إلى العراق وتصب في نهر دجلة، وهذا عجل من جفاف نهر دجلة في مناطق شمال بغداد وكردستان.
نهر دجلة
ينبع نهر دجلة من جبال طوروس الممتد من تركيا، ليتدفق جنوبا إلى العراق مرورا بسوريا، ويلتقي مع نهر الفرات عند شط العرب. ويبلغ طوله 1850 كيلو متراً، وله عدّة روافد، أهمها نهر ديالى ونهر الزاب الكبير والزاب الصغير.
ردود فعل
قال رئيس الوزراء، حيدر العبادي خلال مؤتمر صحفي إنه " لا توجد مشكلة في مياه الشرب بالعراق وانما في تخصيص مياه الري وإن إنتاج الكهرباء في تصاعد مستمر".
وقال وزير الموارد المائية حسن الجنابي إن " مياه الشرب مؤمنة ولن تشهد أي انقطاع وكذلك إرواء قرابة 600 ألف دونم من المحاصيل الصيفية وحوالي مليون دونم من البساتين" وأضاف:" إن الوزارة حريصة على العمل المشترك مع جميع الأطراف، كما أن العلاقة المائية مع دول الجوار في أفضل صورها مقارنة بالعقود الماضية، إلا أن المزيد من الحوار مع الأطراف المتشاطئة ما يزال ضرورياً".
وكانت قد اتهمت أطراف عراقية، تركيا بأنها السبب في أزمة المياه بعد أن شغّلت سد إليسو. لكن السفير التركي في بغداد، فاتح يلدز قال:"إن تركيا خططت لبناء سد إليسو منذ زمن طويل وإن بلاده لم تخط أي خطوة دون الاستشارة مع دول الجوار".