في التاريخ القديم، بدأ الرقص كتقليد للطبيعة يقوم به إنسان الكهف، ونجد أثراً لذلك في الرسوم والنقوش الأثرية،وكانت وظيفة الرقص آنذاك التهليل للطبيعة، وفي المعابد استخدم الكهنة الرقص لتقديس الآلهة، وكانوا يرقصون رجالاً ونساءً
و المجتمع الشرقي عموما لا يتقبل إمتهان المرأة للرقص على الرغم من إنه فن من الفنون الإستعراضية التي ترافق حفلات الأعراس في بعض البلدان العربية وموجوداً في الأعمال الدرامية ولكن كيف بات الأمر بوجود عدد من الرجال ممن يمتهون هذه المهنة ضمن برنامج غنائي في بعض المطاعم اللبنانية ،ترى ما نظرة النسوة في اللحظة التي ستشاهد فيها راقصاً شرقياً برفقة طبالة.
جريدة"بانوراما" إستطلعت آراء بعض النساء و ممن إمتهنوا مهنة الرقص الشرقي في سياق التقرير التالي.
رجل ببدلة رقص شرقية جبن
الآنسة العراقية المغتربة سوزان إسحاق طالبة في كلية الطب من بيروت تقول ضاحكة في حديثها ل"بانوراما": أنفجر ضحكاً حين أرى رجل يرتدي ملابس نسائية ويرقص ،ويهزّ خصره على صوت الطبلة هذه الحالة موجودة في لبنان برأيي ان الرجل الذي يمتهن هذه المهن هو جبان وخالٍ من صفات الرجولية مع إحترامي لهم".
أين هيبة الرجولة؟
في سياق الموضوع تتحدث المواطنة اللبنانية نورا مراد بالقول" بإمكان الرجل إمتهان تصميم الرقصات وسيكون مدرباً ماهراً لكن أن يكون راقصاً ببدلة رقص شرقي وخلفه الطبّال فهذا الشيء "مقزز" فأين هيبة الرجولة التي تضيع في هذا العمل".
متصالح مع نفسي
فيما يؤكد الراقص اللبناني مؤيد فادي والملقب ب"ميمو": " بإنه منذ صغري وأنا أحب الرقص ولا أستطيع أن أمسك حالي دون الرقص حالما أسمع الموسيقى ورغم رفض عائلتي للأمر في البداية إلاّ أنهم تقبلوا الفكرة وهي مهنة بالنسبة لي تدرّ على الربح الوفير وأترك بصمة جميلة لدى الحضور وأستطيع إسعادهم "
وتابع": "لا أقلد النساء في رقصي ولا أضع ماكياجاً أثناء تأديتي الوصلة الراقصة ولا أقوم بحلاقة شواربي، وأرتدي بذلة رقص كلاسيكية وأنا متصالح مع نفسي لأنني أرى أن الأساس هما الموهبة والتمرين" .
الرقص الشرقي للإناث
من جانب آخر، اعتبرت الراقصة اللبنانية سماهر بأنّ" الرقص الشرقي للنساء فهو يليق بها وبأنوثتها أم الرجل فبإمكانه أن يكون راقصا ضمن فرقة للدبكة " .
نظرة تاريخية إلى الرجل الراقص
في مصر، كان أهم مدربي ومصممي الرقص رجالاً، ومنهم مؤسس فرقة الفنون الشعبية محمود رضا وإبراهيم عاكف ومحمد جداوي وغيرهم ممن قاموا بتدريب أهم الراقصات: لوسي وفيفي ودينا. أما في لبنان، فقد بدأت مسيرة الرجال في الرقص في ستينيات القرن الماضي مع أليك خلف والراقص مصباح، ثم اتسعت تدريجياً ولكنها عادت وانحسرت بفعل الحرب الأهلية.
تركيبة المجتمع العربي
يلاحظ إتجاه المجتمعات الشرقية أكثر نحو التدين مع ما يرافق ذلك من ارتفاع نسبة النساء المحجبات. من هنا، يأتي جسد الراقصين ليمثل النقيض لهذه الحالة، ما يهدد تركيبة المجتمعات الأبوية .