غفران حداد/ بيروت
ظروف صعبة وقاسية يعيشها الكورد السوريون في بعض المناطق اللبنانية، هربوا من قذائف الحرب ولجأوا للبنان البلدٍ القريب جغرافيا لهم ظنّاً منهم أنّهم سيكونوا بوضعٍ أفضل إلاّ إنهم يعانون الفقر والتشرّد وبلا عمل ،فحالهم يزداد سوءاً مع الجوع وعدم توفر المستلزمات في الصيف ولا تختلف قساوة حياتهم عن فصل الشتاء وما عانوه من البرد القارس وتهاطل الثلوج خصوصا وان الكثير منهم يعيش في المخيمات.
بانوراما سلطت الضوء على معاناتهم في سياق التقرير التالي.
تقول المواطنة الكردية السورية "شلير أحمد" التي تسكن منطقة برج حمود في حديثها ل"بانوراما" :
بلدنا دمرت بسبب الحرب ولم نجد غير لبنان نلجأ فيه وواجهتنا عدة معوقات منها تجديد الإقامة وغلاء لبنان حيث لا يوجد عمل وان وجد فيكون المرتب للمواطن الكوردي السوري او الأجنبي عموما غير المرتب الذي يأخذه المواطن اللبناني وهذا الراتب بالنهاية لا يكفي لمواجهة غلاء بيروت".
وأضافت" ونحن قدمنا هجرة من خلال مكتب الأمم المتحدة ولا يمكننا العودة لبلدنا سوريا حيث بيتنا دمّر خلال الحرب ولم نعد نملك شيء هناك بلا بيت وبلا مدارس او جامعات والروح غالية هربنا للحفاظ على أرواحنا في لبنان على أمل أن يأتي يوم ونهاجر الى أي دولة أوربية".
وبيّنت شلير ": والأكراد في كل سوريا تختلف عن معاناة اي مواطن اخر حيث نحن الأقليات مضطهدين وخسر كل واحد منهم اخ او اب او عائلته بأكملها وأنا هنا مع أفراد عائلتي الخمسة آمل يوما ان تعود بلدنا سوريا آمن لنعيش فيها لأن حتى لو سافرنا الى اي بلد أوربي آخر لن نشعر بالسعادة مثلما يكون الإنسان في بلده".
غلاء المعيشة جزء من معانات الكورد
أما المواطنة الكردية السورية ”إيناس أحمد" تسكن منطقة الشيّاح تقول ": عندما كنا نعيش في سوريا كانت الاسعار أرخص ولكن الآن في لبنان الغلاء اكثر وحتى في بلدنا سوريا بعد الحرب اصبح الغلاء اكثر بكثير من قبل الأزمة حيث كان في سوريا أكثر ايجار بيت لا يزيد عن مائتين دولار بينما في لبنان اقل ايجار بيت اربعمائة دولار ولو يوم واحد اصبت بالمرض سوف تفصل من عملك وبالتالي تخسر كل شيء "وأضافت" المعاش هنا قليل حيث المواطن السوري الكوردي لا يزيد عن أربعمئة دولار بينما المواطن اللبناني راتبه لا يقل عن ست مائة دولار ونحن لا نلوم الشعب اللبناني لان عدد المواطنيين السوريين بمختلف طوائفهم وقومياتهم بعدد كبير الى جانب اللاجيء العراقي والبنغلادشي والسريلانكي وبالتالي هناك ضغط عليهم ونحن من نأخذ فرص العمل التي يفترض ان يغتنمها المواطن اللبناني وبالتالي معظمنا يعيش الفقر مع الغلاء الكبير الحاصل اليوم فهذا جزء صغير من معاناتنا" كورد سوريا.
تشير الكثير من التقارير أنّ كورد سوريا هم أكبر أقلية عرقية في سوريا حيث يشكلون أقل من 10% من سكان البلاد ومعظمهم من المسلمين السنة، وبعضهم من اليزيديين إضافة إلى عدد قليل من المسيحيين والعلويين الأكراد.
هاجر قسم كبير من الأكراد إلى سوريا من تركيا في 1925 عقب ثورة الشيخ سعيد بيران التي قمعتها حكومة أتاتورك بقسوة، وفي السنوات التي تلت ذلك نتيجة القمع التركي والاشتباكات بين الجماعات الكردية والجيش التركي.
والمجتمع الكردي في سورية صغير جدا بالمقارنة مع نسبة الأكراد في إيران والعراق وتركيا، غير الأكراد في سوريا تكتيكاتهم بعد نشوء أول حزب لهم عام 1958 فقد بدأوا يطالبون بالجنسية السورية والموطنة وحقوقهم رسميا.
يعيش معظمهم في محافظة الحسكة شمال شرق سوريا في القامشلي وراس العرب.
وفي بلدتين صغيرتين في محافظة حلب شمال سوريا هما عين العرب (كوباني) وعفرين (جبل الأكراد) والمناطق المحيطة بهما، وهم يشكلون اليوم الغالبية في هاتين المنطقتين.