-
علاء الماجد / بغداد
- صولاتُه البطوليةُ محلَ اشادةٍ وثناءٍ وتضحياتُه الانسانيةُ محلَ عزٍ وافتخار
- الحشدُ الشعبيُ يبلغُ عامَه الثالثَ في ميدان المواجهةِ ضد الارهاب هنأه المباركون بعباراتِ الفخرِ ودعواتِ النصر المؤزر
- طه رشيد: مايقدمه الفنانون جهد بسيط ضمن الجهود العظيمة التي يبذلها الحشد الشعبي ضد الارهاب
- ماجد درندش: " أسطورة العصر" هذه الصفة الحقيقة التي أتمنى أن تطلق على أبناء الحشد الشعبي
- فهد الصكر: في مدونات الحشد الشعبي تتشكل صورة للرعب في محطة الأعداء التكفيريين
ارادة العراقيين ووعيهم ووطنيتهم افشلت كل المخططات القذرة التي حيكت في دهاليز الدول الحاقدة على العراق وعلى تجربته الديمقراطية، وكشفت رموزه من عملاء ومأجورين. هذه الدول حاولت ان تشعل نار الفتنة الطائفية بعد احتلال الموصل، بعد ان جعلت الارهاب يتناسل ويأكل بالجسد العراقي كل يوم، انهم يريدونها حرب استنزاف تنهك العراق وتدمر ثرواته. فعملوا كل ما بوسعهم لا جل ان يحترق العراق واولاده تقتل وامواله تسرق، وجعل مستقبل اولادنا في خطر، لذلك كان لزاما علينا ان ندعوا الى محاسبة الذات والنظر الى العراق النازف بعين لاتظلها مظلة سوى مظلة العراق، ومحاربة الارهاب بكل صنوفه وفي كل مكان ولا نتكل على الجيش فقط، بل على كل أبناء شعبنا الشرفاء الذين لديهم الاستعداد لمقاتلة الإرهابيين وانهاء وجودهم على ارض العراق. اذ كل اموال الدنيا لاتساوي قطرة دم واحدة لعراقي يقتل مغدورا على ايدي ظلاميين، خرجوا من جحور القرون الغابرة، لايؤمنون بالمدنية والحياة، يحملون افكارا سوداوية تكفر الجميع وتهدر دمائهم، هؤلاء قتلة الشعب، هل نسكت؟ كلا، لان العراقي لاينام على ظيم، حتى لبى شباب الوطن نداء السيد علي السيستاني دام ظله في دعوته للجهاد الكفائي، وهكذا هب أبناء الوطن في حشد شعبي مقدس يحمي الأرض ويصون العرض.
معارك بطولية وشجاعة وبسالة نادرة سطرها أبناء الحشد لدحر مخطط الظلاميين القذر، وان بشائر النصر لاحت في انتصارات جيشنا وحشدنا في تحرير مدينة الموصل، وماهي الا بضع خطوات لتحرير ارضنا من دنس هؤلاء التكفيريين والمرتزقة. والحَشد الشعبيّ هي قوات نظامية عراقية، وجزء من القوات المسلحة العراقية، تأتمر بأمرة القائد العام للقوات المسلحة ومؤلفة من حوالي67 فصيلاً، تشكلت بعد فتوى الجهاد الكفائي التي أطلقتها المرجعية الدينية في النجف الأشرف، وذلك بعد سيطرة تنظيم (داعش) على مساحات واسعة في عدد من المحافظات الواقعة شمال بغداد، وأقر قانون هيأة الحشد الشعبي بعد تصويت مجلس النواب العراقي بأغلبية الأصوات لصالح القانون في 26 نوفمبر 2016. تكونت نواة الحشد من المتطوعين الذين استجابوا لفتوى الجهاد الكفائي وهم من الشيعة والعشائر السنية من المناطق التي سيطرت عليها داعش في محافظات صلاح الدين ونينوى والأنبار وكذلك إنخرط في صفوف الحشد آلاف أخرى من مختلف الأديان والقوميات كالمسيحيين والتركمان والأكراد. وقوات الحشد الشعبي منضبطة وتعمل بإمرة القيادات الأمنية العراقية، وان أولئك المقاتلين دفعهم حبهم للوطن للتضحية وتعريض عوائلهم للمعاناة.
في هذا التحقيق سنتناول فصيل من فصائل الاسناد المهمة، وهو فصيل الفنانين الذين تطوعوا لتوثيق وتمجيد بطولات الحشد الشعبي المقدس.
التقينا الفنان طه رشيد وتحدث لنا في هذا الصدد قائلا:
- كل ما يقدم من فن بكل صنوفه هو في محصلته النهائية جهد بسيط ضمن الجهود العظيمة التي يبذلها الحشد الشعبي ضد الارهاب بمختلف مسمياته، فالفن والحشد كلاهما يسعى لأجل حياة افضل. لقد قدمت دائرة السينما والمسرح عشرات الأعمال المسرحية التي تقع ضمن هذا المسار. عقدنا مهرجان مسرحي ضد الارهاب بدورتين متتاليتين في ذكرى احتلال الموصل ساهمت به أكثر من عشر محافظات. كما قدمت الفرقة الوطنية للتمثيل عرضين احتجاجين وهما "نون" و " ثمانية شهود من بلادي" وعرضا في أكثر من محافظة.. كما ساهم الفنان أسعد مشاي بتقديم عرض مسرحي عن بطولات الحشد وعرض ضمن قواطعهم المسلحة. وأخيرا وقبل أسابيع ساهمت مجموعة من الفنانين بالتنسيق مع هيئة الإعلام الحربي في الحشد الشعبي بزيارة مخيمات النازحين في أطراف الموصل من أجل دعم النازحين ماديا ومعنويا.
ابرز المخرجين الذين قدموا اعمالا خاصة بالحشد؟
-(نون) إخراج كاظم نصار و(ثمانية شهود) إخراج ماجد درندش.
- هل لاقت هذه المسرحيات دعما من لدنكم؟ ماديا كان او معنويا؟
- ماديا ومعنويا.. وممكن ان تضيف مساهمة منظمة داري الطبية الإنسانية بالتنسيق بين الفنانين والحشد وحملوا معهم مواد غذائية وطبية وساهمت باقامة عيادة مجانية للفنانين أثناء المهرجانات.. كما قام الفنانون وبمناسبة مهرجان يوم المسرح العالمي بحملة تبرع بالدم لصالح جرحى الحشد وقواتنا المسلحة.
بعد ذلك التقينا الفنان المبدع المؤلف والمخرج ماجد درندش:
- ماذا قدمتم كفنانين للحشد الشعبي وهو يحقق الانتصارات على قوى الظلام والجريمة المتمثلة بـ (داعش).
- هذا سؤال موجه للجميع، وأنا ليس الجميع وإنما فرد يعمل مع الجميع. قدمنا الكثير لكنه القليل جداً ولايمكن أن نقول بأنه كثير، لأن من يقدم روحه من أجل أولادنا لكي تذهب الى المدارس، فكل مانقدم له هو القليل وليس الكثير. هناك حملات تطوعية من قبل الفنانيين كالزيارات الميدانية من قبل نجوم المسرح والدراما والسينما العراقية الى أماكن قريبه من الخطوط الأمامية لمواجهة داعش الارهاب، وهي زيارات معنوية كانت تحمل معها قناني الماء وقلوبنا المحبة والداعمة معنويا للحشد.
أما من الناحية الفنية قدمت أنا مع مجموعة من الفنانيين عروضاً مسرحية إحتجاجية تدعم أبطال الحشد الشعبي وقواتنا المسلحة والشرطة الاتحادية، وكذلك أقامت دائرة السينما والمسرح بتنظيم مهرجانيين ضد الارهاب تحت عنوان "المهرجان المسرحي العراقي ضد الارهاب" وقدم بنسختيه الأولى والثانية وشاركت به جميع محافظات العراق وكانت كل العروض المسرحية دعما للحشد الشعبي وقواتنا المسلحة. وخلال هذين المهرجانيين قدمت لي ثلاث مسرحيان إحتجاجية "نون" من تأليفي وإخراج كاظم النصار و "هل تسمعني؟ أجب" من تأليفي وإخراج خالد علوان و "ثمانية شهود من بلادي" من تأليفي وإخراجي وقدمت في أكثر من مهرجان وعدة محافظات ولحد الآن شاهدها أكثر من ثمانية ألاف مشاهد على خشبة المسرح، وبعض الناس شاهدوها عبر الفضائية العراقية التي بثت العرض أكثر من ستة مرات, ومازالت جولتنا عبر المحافظات مستمرة في تقديم العرض دعما للحشد الشعبي وعوائل شهدائهم.
- ماذا يمثل لكم الحشد؟
- "أسطورة العصر" هذه الصفة الحقيقة التي أتمنى أن تطلق على أبناء الحشد الشعبي. حقيقة هم أسطورة العصر بالنسبة لي ولأسباب وعوامل عدة. منها أوقفوا الزحف الهمجي الداعشي، زحف الزومبيز كان ممكن أن يصل الى البصرة لولا أسطورة العصر الحشد الشعبي. الحشد الشعبي هم صورة الوطن الذي دافع عن نفسه بدون مزايدات لجهة سياسة او حزبية ما أو شخص ما، في لحظة ما شعر المواطن أن الوطن بخطر فخرج بكل ثقة ليدافع عنه.
الحشد الشعبي هم المواطنون الذين دافعوا عن الوطن لا عن القائد.
ولكن على النخبة المعرفية والأكاديمية الاشتغال على إيجاد مكانة حقيقية ومتوازنة في الحياة لأبناء الحشد بعد انتهاء الحرب والانتصار على داعش الارهاب لكي نحافظ عليهم في الأماكن المضيئة للوطن والمواطن والمحبة والسلام، ويجب أن نسعى لذلك ومن حق البطل أن يطالب بحياة تليق ببطولاته ويشكل مقنع لا مبالغ به حفاظاً على الأمن والأمان والمستقبل المستقر.
- هل تلقيتم دعما من المؤسسة الفنية الرسمية؟
- آخر عمل قدمناه نحن مجموعة من النخبة المسرحية ونجوم الدراما والسينما هو " ثمانية شهود من بلادي " هذا العمل كان يجسد أيقونات عراقية مقدسة وشريفة من أبناء الحشد والجيش والشرطة الاتحادية. أنتجنا هذا العمل من جيوبنا الفارغة. وهذا العرض المسرحي الاحتجاجي هو إلقاء الحجة أيضا على المسؤولين في الحكومة العراقية لنقول لهم نحن قادرون على دعم الأبطال من خلال المسرح، لكنكم غير قادرين على دعم الفنان للوقوف الى جانب أبطال العراق الحقيقين لانكم ليس بحقيقيين.
- هل في الحشد ملامح وطن يتشكل من جديد؟
- الوطن موجود، والوطن لايتشكل من جديد هذا لأنه أصلاً موجود وقائم وحقيقي. على المواطن أن يتشكل من جديد، أن يعيد صياغة نفسه ومفاهيمه وانتمائاته. نحن نحتاج الى أن نعيد النظر بانتماءاتنا كي نرسم صورة حديثة للوطن.
- هل ممكن تقديم التجربة مسرحيا وهل ستستمرون بتجسيد هذه البطولات او القصص البطولية التي افرزتها الحرب على داعش ومن ايده وامده بالمال والسلاح؟
المسرحي الحقيقي والمنتمي الى المسرح ومحنة الشارع العراقي يجب أن لايتوقف عن المسرح حتى لو تحولت الحياة الى جحيم. آن الأوان الى أن نوثق بطولات ابناء الوطن. ألم نخجل ونتعب من الاستمرار بالحديث بفخر عن بطولات جيفارا ونيلسن مانديلا ومارتن لوثر وسبارتكوس. آن الأوان للحديث عن بطولات الشهيدة أمية جبارة والشهيد مصطفى العذراي وعلي عيد الجميلي والعقيد علي الندواي وأبو منتظر المحمداوي وعثمان جسر الأئمة وذلك الفتى الذي غير جنسية أخية واستبدل صورته لُيقبل به متطوعاً، لأن عمره لم يتجاوز السابعة عشر. آن الأوان أن نتحدث بذلك الشرطي الذي حضن الارهابي وركض به وبحزامه الناسف بعيداً عن السوق حتى إنفجرا في ساحة فارغة. آن الأوان أن نتحدث بأم قصي تلك المرأة التي أوت جنود سبايكر وجازفت حتى وصلوا الى أهاليهم وأبنائهم.
آن الاوان ان نتحدث عن ابناءنا، الان وهنا.
- هل لمستم تعاطف النخبة مع الحشد، وبكل مكونات الشعب العراقي؟
-الحشد الشعبي لاينتظر رأي من أحد. لأنه خرج من أجل الوطن والناس لا من أجل الرأي والراي المعاكس. وكذلك لم يخرج من أجل شخص أو حزب أو نظام مهدد بالسقوط. الحشد الشعبي خرج لمواجه داعش لأنه شعر الوطن مهدد بالموت لا القائد مهدد بالذبح ولا الايديولوجيات مهددة بالحرق. خرج أبناء الحشد الشعبي لأنهم شعروا الوطن مهدد بالانقراض وبشكل واضح وصريح. وهذا الخروج الذاتي الاسطوري لم يحدث في تاريخ العراق منذ زمن نبوخذ نصر ولحد الآن.
- اي كلمة ممكن تضيفها للقراء والمتابعين؟
- الحشد الشعبي أسطورة العصر الحديث.
وكان للفنان التشكيلي فهد الصكر مساهمات كثيرة في دعم الحشد الشعبي حيث قال:
- من البديهيات التي بدأت تطفو على سطح الدفاع عن تربة العراق، والجهاد بروح الانتماء حفاظا على هوية ومستقبل العراق، هو وجود كتائب وفصائل المقاومة تقاتل بثورية خالصة، بعيدا عن أي مكتسب مادي، أو مناصب قد تنتظر البعض.؟؟. ونجد في هذا المبحث الجديد مع تقدم هذه الكتائب والفصائل وهي تدفع شر الأعداء المرتزقة، أو ما يسمى بـ"داعش الأرهابي"، حقيقة وجود ما نرمي اليه، حين يكون أو تكون هذه المقاربة مع القوات "النظامية" حيث نجد هناك الكثير منها دفعتها الحاجة إلى الانتماء. وهنا لا نريد أن نقلل من قيمة هذه القوات الأمنية، وقد حققت الكثير من الانتصارات في أكثر من ساحة اقتتال ضد قوى الشر القادمة من دول أشقاء لنا!!. لكن في مدونات الحشد الشعبي تتشكل صورة للرعب في محطة الأعداء وهم يدركون معاني الإيمان التي يحملها هؤلاء الأبطال في بسالة تقدمهم وصمودهم وانتصارهم. لذا تعالت الأصوات النشاز وهي تنطلق هنا وهناك استجابة لمرابع الأشقاء في سبيل الحد من تشكيل هذه الكتائب والفصائل ضمن مسمى "لحشد الشعبي" وقد توسعت دائرة تطهيرها للكثير من قصبات ومدن لوثتها أقدام الإرهاب الداعشي. ونحن بدورنا كتشكيليين ساهمنا بدعم الحشد الشعبي في اعمال فنية توثق بطولاتهم الكبيرة.