رعد اليوسف/ كوبنهاكن
النخلة عمة العراقي وشقيقة روحه
والنخلة اذا اغتربت.. واغرست جذورها في ارض بلاد الثلج.. بلاد الغربة .. فانها لا تضرب عن الطعام فقط .. انما عن الحياة.. تحتج وتطلب الموت .. فلا ثمر تعطي .. ولا ظل تنشر.
الاغتراب.. عقدة.. وصعوبة الاغتراب يعني الهجرة البعيدة يعني النزوح عن الوطن.. وتلاشي الامل في لقاء الاحبة. الحكم بأقسى انواع العذاب.. ذلك هو الاغتراب والعراقي بتكوينه يعد الشخصية الاكثر ايجابية في التعاطي مع المحلة.. مع المدينة.. مع الاهل..شعوره بالغربة افاقه واسعة.. وحصاره للروح شديد.. وحنينه متوقد الى حيث تسكن الروح.. لا الجسد... في الوطن يحيا كالنخلة.. وفي الغربة تفتخر به النخلة!
هي تموت .. وتعتذر وتتوقف.. وهو يمسح دموعه بكم ارادته لينطلق في رحاب قاسية.. يعجز ابن البلد احيانا عن الانطلاق فيها. يعلم انها صعبة.. لكنه يعلم ان الوطن يرمقه بعين الامل.. فلا يبالي.
الحفاظ على الاستمرار اصعب !
نفخر في الغربة، وبشكل كبير ، حينما نلتقي شخصية عراقية، حققت نجاحا كبيرا .. يعجز عن تحقيق مثله. .ابن الوطن في وطنه..
وبإمكانات ادارية ومالية لمؤسسات دولة.
هكذا هي رحلتنا.. رحلة العراقيين في الغربة.. ورحلة الزميلة وداد فرحان .. نموجا .. فقد حققت حلما طالما راودها في اليقظة والنوم.. بدعم كبير ومتميز من زوجها الدكتور باقر الموسوي..في اصدار جريدة اسبوعية في استراليا.. بانوراما.. واذا كان الاصدار صعبا ، فأن المحافظة على الاستمرار لسنوات ثمان خلت .. هو الاكثر صعوبة.. خاصة اذا علمنا .. انها تصدر بتمويل ذاتي بحت.
ترى كيف استطاعت من التغلب على اصعب الصعوبات.. المال ؟!
الزميلة وداد فرحان رئيس التحرير .. ولمناسبة صدور العدد السنوي .. تقول: صحيح ان الارادة وحدها في تحقيق مثل هذا الهدف.. لا تكفي اذ يجب ان تتعزز بالعامل المادي.. لذلك اتجهنا الى المعلنين الذين اسجل لهم كل التقدير، خاصة اؤلئك الذين مازالت اعلاناتهم تزين صفحات الجريدة للسنوات الماضية بلا انقطاع.. وهذا يجسد حرصهم وحسهم العالي بالمسؤولية على استمرار مطبوع لمسوا انه يمثلهم.. ومما نفخر به اننا نجحنا في تسويق الاعلانات وفق رؤية عصرية قادرة على ايصال فكرة المعلنين، وعرض انتاج مؤسساتهم العلمية والثقافية والاسرية والخدمية للزبائن والباحثين عن الخدمات.. واعتماد الحداثة في التصاميم بما يستدعي عين القارىء للامعان في النظر الى الاعلان والتعرف على المعلومات الواردة فيه.
سفيرة للمجتمع العراقي
شقت الزميلة وداد.. كما تنقل.. غبار الغربة.. وازاحت الضباب عن الطريق بنور شمس الارادة.. وناطحت جدار القوانين حتى انفرجت.. لتخط اسم العراق بحروف صدق انتمائها له.. دون ان تنتظر (عفية) من احد. "بانوراما" اليوم واحة خضراء.. في صحراء الغربة.. تزهو بنتاج اقلام عراقية شريفة.. وعربية كذلك.. وتغطيات صحفية نوعية.. لنشاطات داخل الوطن وخارجه.
المطبوع كما تنظر له رئيس التحرير.. يمثل مساعي جادة لاحياء الامل.. والمحافظة على حيوية الروح في التواصل بين الجالية والابناء مع العراق.
لماذا العدد السنوي؟
اعتادت "بانوراما" القيام بمبادرات جميلة ومتعددة.. منها اصدار عدد سنوي خاص بمائة صفحة ملونة.. الهدف منه .. تقول الزميلة رئيس التحرير: توثيق ابرز النشاطات والتغطيات الصحفية خلال عام. وفي استعراضها السريع.. ذكرت .. ان "بانورما "كان لها شرف التغطية الاعلامية الكاملة لبطولة كأس اسيا، لعام 2015 حيث شارك العراق بمنتخب اسود الرافدين.. وشاركت الزميلة وداد كسفيرة للمجتمع العراقي في استراليا.. وتألقت الجريدة في نشر المواضيع الخاصة بالبطولة.. واللقاءات مع اعضاء الفريق، ومتابعتهم.
مسيحيوا العراق .. ملح الارض واوتادها
وسارعت ادارة الجريدة الى تنظيم حملة تبرعات من ابناء الجالية.. لغرض تأمين الاحتياجات لاخواننا واهلنا من المسيحيين في الموصل.. المهجرين قسرا.. وتم دعوة الزميل طارق الحارس / الكابتن والمحلل الرياضي ( الشهم ) كما تسميه السيدة وداد للقيام بهذه المهمة الصعبة والحرجة في ظرف العراق الامني والمناخي الصعب لايصال التبرعات الى مستحقيها.. وان هذه المبادرة حملت عنوان ( مسيحيو العراق.. ملح الارض واوتادها) .. واكدت السيدة فرحان: ان شعورنا بعراقيتنا يدفعنا الى بذل الجهود المضاعفة لتقديم النوعي والافضل للوطن.. والتعبير الدائم عن العواطف الاصيلة ازاء شعبنا الاصيل، بعيدا عن الطائفية والمحاصصات اللعينة.
ولم تترك الجريدة فرصة الا واستثمرتها .. لابقاء شعلة العراق متوقدة في محاربة الفاسدين.. حيث شاركت في دعم المتظاهرين ضد الفساد .. اضافة الى الدور الايجابي الذي لعبته في المؤتمرات ذات الاثر الايجابي في المشهد السياسي العراقي والاسترالي كذلك.. كالمشاركة في مؤتمر الوقفة التضامنية للشعبنا العراقي في مطالبته بالاصلاحات الذي نظمه منتدى الجامعيين العراقي الاسترالي ومؤتمر عن وصف دائرة الاعلام العراقي والعربي المغترب للقوف ضد الارهاب اينما كان.
من بغداد الى سدني
"بانوراما" التي تحبها الزميلة وداد.. كمحبتها لابنائها الثلاثة.. هي الرابعة بين الاولاد .. وهي جزء من السلطة الرابعة.. مثلما تذكر.. وتضيف بشأن المعاني التي تتجلى عن البانوراما: انها عدسة العين الجامعة..العين الجامعة بين العراق والاغتراب ..في ظل افق واسع يمتد كخيط الحرير من بغداد الى سدني ..ليشكل دائرة حب مشعة بالحنين والتقدير لتربة العراق الطاهرة.. وليزدري وينبذ الطائفية والفرقة والتقسيم الاجتماعي.. ضمن دعوة وطنية للوحدة العراقية التي كانت وستبقى.
في نهاية سنة ثامنة .. لا بد من وقفة تأمل ولو بسرعة.. سنة ثامنة لاصدار جريدة اسبوعية رصينة .. ناجحة.. بجهد شخصي.. يعنى ان العراقي في غربته استثنائي.. ومتدفق العطاء.. في وقت لم تقاوم فيه الكثير من الصحف في العراق الظروف الصعبة.. فتوقفت عن الصدور.. رغم ان الغربة بعيدة عنها.
القارىء الهدف الاسمى..
تقول الزميلة رئيس التحرير.. وتضيف: هو هدفنا في كل شيء.. من الاهتمام بالذائقة والمستوى الرفيع.. الى المسؤولية في اختيار وتقديم الافضل من المواد الصحفية والاخبار والمواضيع المنوعة.. فبدون متابعة القارىء لنا نفقد البوصلة ونمضي في طريق التيه.. ونحن يهمنا ان لا نضيع.. وان نضع ايدينا بايدي القراء الاكارم لنسير نحو التألق والنجاح وتحقيق الهدف السامي والنبيل للصحافة.
الشكر للكتاب والداعمين
وتقول: بمناسبة صدور العدد السنوي اليوم.. اتوجه بكل اجلال وشكر وتقدير، للكتاب والمساهمين في رفد الجريدة بالمواد الصحفية بانواعها كافة.. وخاصة لمبادرتهم في خلق مثل هذا العدد المتميز نهاية كل عام، هدية لقراء بانوراما اينما كانوا. والشكر موصول الى الدكتور باقر الموسوي المصمم الورقي والالكتروني اضافة لمهامه كمدير تحرير.. والى الدائرة الاعلانية، وتقدمت بالشكر للمعلنين وخصت الذين يدعمون الجريدة بشكل ثابت منذ التأسيس حتى الان باعتبارهم.. كما تقول.. الرئة التى تتنفس عبرها الجريدة نسيم الاستمرار .. ذلك ان الاصدار يتم دون تلقي دعم مادي من اية جهة كانت رسمية ام خاصة.. حفاظا على منهج الحرية والاستقلالية في الرأي.
واشارت الى ان رقعة التعاون الاعلامي مع المؤسسات المماثلة، قد توسعت لتشمل التبادل في النشر بين البانوراما وشبكة الاعلام في الدنمارك، خدمة للاعلام المستقل بالارادة والمتسم بالوطنية والاخلاص للعراق.
امنية الزميلة رئيس التحرير
العدد السنوي، تراه الزميلة وداد..علامة مضيئة لمسيرة عمل صحفي لمدة عام .. وسيتم اختيار عدة شخصيات ذات تميز في الابداع وخدمة الجالية وكذلك المجتمع الاسترالي، للتكريم بصفحات بانورامية خاصة. وجددت العهد للعراق الغالي والقراء الكرام..بتقديم الاجمل والافضل في السنة الجديدة.. والدفاع عن الحق وملاحقة الفاسدين.. ومساندة المظلومين. .من اجل ان يشرق نور البسمة على الشفاه.. ويحيا الحب في القلوب. ومثلما يحيا الانسان على مر العصور بالامل.. فأن الزميلة وداد، تحيا بأمل يمكنها من تحقيق امنية عزيزة لديها.. تختصر طموحاتها في طريق التألق.. بإنجاز مشروع دار للطباعة والنشر في استراليا.. من اجل ان تبقى الروح الثقافية العراقية، تتوهج في مجتمع الغربة والمغتربين.. ذلك ما ذكرته السيدة وداد في حديث لخص بسرعة فائقة بعض صفحات عمل سنوي رائع.
انها امنية نبيلة.. لمبدعة اصيلة.. استهوتها مهنة متعبة.. وقلم جريء يسطر مفردات تجرح كالسيف رموز الفاسدين.. وتداوي كالبلسم جراح الفقراء والمظلومين. لم تفكر بالتجارة وجمع الاموال.. اختارت مجد الحقيقة.. وفضلته على سراب الاوهام.. ذلك هو فرح وداد فرحان.!